10 مليارات درهم لتعزيز الشبكة الوطنية للطرق السيارة: "مشاريع كبرى برؤية مغربية"

في إطار الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تواصل الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب تنفيذ مشاريع ضخمة تروم تعزيز البنية التحتية للطرق السيارة، حيث يبلغ حجم الاستثمار الإجمالي لهذه المشاريع حوالي 10.25 مليار درهم. وتندرج هذه الجهود في سياق دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة وتحسين الربط بين مختلف جهاتها.
وكان أحد أبرز هذه المشاريع، الطريق السيار الجديد تيط مليل – برشيد، الذي يُعد أول طريق سيار في المغرب يتم تصميمه منذ البداية ب2×3 مسارات، بهدف تخفيف الضغط المروري عن الدار البيضاء الكبرى وتحسين الربط بين الشمال والجنوب. إذ يمتد الطريق على مسافة 30 كلم، وقد بلغت نسبة تقدم أشغاله نحو 65%، ويتميز باستخدام تقنيات هندسية مبتكرة مثل تثبيت المنحدرات ومعالجة التربة محلياً.
كما تشمل المشاريع الجارية تحويل مفترقي عين حرودة وسيدي معروف، اللذين يمثلان نقطتين محوريتين لحركة السير بالدار البيضاء، المشروع الأول، بنسبة تقدم 40%، يهدف إلى إعادة هيكلة أحد أكثر مقاطع الطرق السيارة ارتياداً في المغرب عبر إنشاء 12 منشأة فنية وتوسعة المسالك إلى 8 في كل اتجاه.
أما مشروع سيدي معروف، فيعتمد تصميماً متقدماً من ثلاث مستويات يُنجز لأول مرة في المملكة، لدمج تصميمي "trèfle" و "turbine".
وفي سياق الاستعدادات لتنظيم كأس العالم 2030، أطلقت الشركة الوطنية للطرق السيارة مشروعاً استراتيجياً جديداً يتمثل في بناء طريق سيار قاري بين الرباط والدار البيضاء بطول 59 كلم وبميزانية تُقدّر ب6.5 مليار درهم، لتخفيف الضغط عن الطريق السيار الحالي، خاصة عند ولوج الدار البيضاء من جهة ملعبها الكبير.
وتعكس هذه المشاريع التزام الشركة الوطنية للطرق السيارة بدعم المقاولات الوطنية، حيث جرى تقسيم المشاريع إلى مقاطع لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المقاولات المغربية للمشاركة. كما تبرز هذه الجهود قدرة المغرب على تنفيذ مشاريع بنية تحتية معقدة بكفاءات وخبرات وطنية، وباستخدام أحدث التقنيات الهندسية، بما يرسخ مكانته كفاعل ريادي في القارة الإفريقية.