جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تأكيده على أن ملف الذاكرة المرتبط بالاستعمار الفرنسي للجزائر (1830–1962) "لن يكون عرضة للتناسي أو الإنكار"، مؤكدا أن مسيرة البلاد نحو ترسيخ استقلال القرار الوطني "لن توقفها مكائد الناقمين".
جاء ذلك في رسالة وجهها تبون إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال80 لمجازر 8 ماي 1945، التي ارتكبتها السلطات الاستعمارية الفرنسية وقتلت فيها 45 ألف متظاهر خرجوا سلميا للمطالبة بتنفيذ وعد الاستقلال، بعد وقوفهم إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الثانية.
وقال تبون: "ما أصدق مظاهرات الثامن من مايو في التعبير عن تعلق الشعب الجزائري بالحرية والكرامة والأنفة، وهو يواجه أبشع جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية في العصر الحديث، مضحيا بأكثر من 45 ألف شهيد في سبيل الحرية والانعتاق".
وجدد تبون في المناسبة تمسك بلاده بمعالجة ملف الذاكرة الذي يشكل خلفية توتر دائم مع باريس، قائلا: "لن يكون ملف الذاكرة عرضة للتناسي والإنكار".
وأكد أن "عدم التنازل عن الملف نابع من الوفاء لتضحيات شهداء المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر"، في ولايات سطيف وخراطة وقالمة وعين تموشنت وغيرها، وأسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، في واحدة من أعنف الجرائم الاستعمارية بحق المدنيين العزل.
وقال إن "الشعب الجزائري الذي صنع بالأمس من المعاناة والتضحيات أمجادا لن توقف مسيرته صعوبة التحديات وسيزداد عزما في مواجهة الناقمين على مبادئنا واستقلال قرارنا الوطني، وإفشال مكائدهم بمواصلة التقدم على طريق تحقيق الإنجازات الكبرى".
وتشير مصادر تاريخية إلى أن مجازر 8 ماي 1945 استمرت لأكثر من 40 يوما، استخدمت خلالها القوات الاستعمارية أساليب قمع وحشية، بينها الإعدامات الجماعية وحرق المدنيين أحياء في "أفران الجير".
وتأتي ذكرى المجازر هذا العام وسط توتر متصاعد في العلاقات الجزائرية الفرنسية، بلغ حد تبادل سحب السفراء وطرد دبلوماسيين، في ظل استمرار الخلافات بشأن ملفات الذاكرة والتاريخ الاستعماري.