أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن مقتل عنصرين من حركة "حسم"، المحظورة في البلاد، خلال مداهمة نفذت في القاهرة استهدفت إحباط "مخطط إرهابي"، مشيرة إلى أن مدني قضى خلال العملية. وقالت الوزارة في بيان، إنه خلال "مداهمة وكر الإرهابيين في منطقة بولاق الدكرور قرب وسط القاهرة، بادرا بإطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية في اتجاه القوات والمنطقة المحيطة"، ما أدى إلى مقتل أحد المارة قبل أن يتم إطلاق النار عليهما وقتلهما. وتحدث البيان عن "إصابة ضابط من أفراد القوة خلال محاولة إنقاذ المواطن". وتم تنظيم المداهمة بناء على معلومات استخبارية حديثة تفيد بأن حركة "حسم" التي تعتبرها مصر الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين، تعمل على "الإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها، وارتكاب عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية"، بحسب البيان. وأفاد بأن أحد المشتبه بهما اللذين قتلا في تبادل إطلاق النار، تلقى تدريبات عسكرية "بإحدى الدول الحدودية" قبل أن يتسلل إلى البلاد "بصورة غير شرعية عبر الدروب الصحراوية" لتنفيذ المخطط مع "عنصر آخر مطلوب". وجاء بيان الوزارة بعد انتشار مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، منسوب لحركة حسم يظهر مسلحين يتدربون في منطقة صحراوية. وقالت الوزارة إن مقطع الفيديو الذي يتضمن تدريبات لعناصر حسم صور "في منطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة"، مشيرة إلى أن "حسم" توعدت "بتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد". وفي الشهر الحالي، أدى ظهور مقطع مصوَّر ل"حركة سواعد مصر" (حسم) المحظورة في مصر إلى إلقاء الضوء مجدداً على الحركة ونشاطها، بعد سنوات من الغياب. ومنذ أيام، انتشر مقطع مصور منسوب للحركة على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر ملثّمين يطلقون النار من بنادقهم في منطقة صحراوية، وتدريبات عسكرية في مناطق غير مأهولة. وأظهر المقطع رايةً مكتوباً عليها "حسم.. بسواعدنا نحمي ثورتنا"، وتبع ذلك بيانٌ صوتيُّ عن "طَوْر جديد من تاريخ الأمة العربية والإسلامية" مع الإشارة إلى الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها "تحول تاريخي". * كل ما تحتاج معرفته عن أبرز التطورات في منطقة الشرق الأوسط يصلك لحظة بلحظة عبر قناتنا على واتساب (اضغط هنا). وقال البيان الذي ظهر في المقطع المصوَّر إن "مصر ليست بمعزل عن هذه المعركة ولا يجوز أن تبقى صامتة أو محايدة"، مضيفاً أن الحركة "عادت واشتد عودها". وبعد نشر الفيديو أثير نقاش وجدل على مواقع التواصل بشأن صحته، ودوافعه، وأماكن تصويره، ومدى حداثته. أين ومتى صُوّر المقطع؟ وانشغل مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي بمحاولة معرفة مكان تصوير هذا المقطع، وذهب مستخدمون إلى أن المقطع "مصوَّر في سوريا"، بينما أشار آخرون إلى أن مكان التصوير هو "ليبيا". https://twitter.com/BASSEMELMASSRY/status/1941098430610243701 https://twitter.com/AlArabiya_EGY/status/1941806239186309264 وقال حساب "متصدقش" الذي يعرّف نفسه ب"منصة مستقلة متخصصة في التحقق من المحتوى المصري والعربي" إن المنصة بحثت عن "أصل المقطع، ولم يُعثر عليه على أي قناة تلغرام باسم 'حركة حسم'، كما لم نجد مصدراً موثوقاً له". https://twitter.com/matsda2sh/status/1942309970080375153 وأوضح "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" التابع ل"الأزهر الشريف" في مصر، أن "المشاهد الموجودة في الإصدار المرئي تتطابق مع لقطات استُخدمت في المقطع الصادر عام 2017 بعنوان (قاتِلوهم)". وأضاف المرصد أن "الحركة تمثل أبشع وجوه الإرهاب، والفيديو محاولة بائسة لتشويه نجاحات أجهزة الأمن المصرية ... وهذا يعزز الاعتقاد بأن المقطع الجديد هو في الأساس إعادة مونتاج للمقطع القديم، مع تحديث العناوين والتعليق". https://www.facebook.com/AlazharObserver/posts/pfbid02mVu7YSPFVcPj2zchWPEgdi5sQHyepGrTLmVFLTKDTYWYr4DU4HngcGGjdPZijJ6gl?rdid=HBZfDZ6MDS38YoO9# ورأى الصحفي المصري عمر الفطايري أن المقطع "ليس عملاً عفوياً، ولا تعبيراً عن تصعيد شعبي. هذا توظيف واضح للفوضى كأداة سياسية". https://twitter.com/OElfatairy/status/1940966114139295936 أما حساب "صحيح مصر" الذي يعرّف نفسه بأنه "فريق صحفي يعمل على تدقيق تصريحات المسؤولين والسياسيين وصناع القرارات"، فقال إنه أجرى تحليلاً للمواقع الجغرافية والأسلحة وملابس المقاتلين الظاهرة في المقطع. وتحدّث "صحيح مصر" عن تعدد البيئات الجغرافية في مشاهد الفيديو، والتي تشمل مناطق مشابهة للصحراء السوداء غربي مصر، والمشابهة بدرجة أبعد لبعض المناطق الصحراوية في وسط وشرق ليبيا، بجانب "مشاهد - تبدو أرشيفية - لإطلاق نيران في مناطق مشابهة جغرافياً لمناطق الجماعات المسلحة في سوريا". https://twitter.com/SaheehMasr/status/1941447123708359002 ورأى مستخدمون أن رجوع الحركة عبر المقطع المصوَّر يهدف لنشر الفوضى واستهداف استقرار مصر. https://twitter.com/Dr_MahmudK/status/1941307799818076488 وذكر مسؤول أمني مصري سابق أن ظهور المقطع مرتبط "برفض مصر لتهجير أهل قطاع غزة". ما هي حركة (حسم)؟ ظهرت "حركة سواعد مصر" المعروفة اختصاراً بكلمة "حسم" في 2014، وتبنت عمليات اغتيال وهجمات في القاهرة ودلتا النيل، خصوصاً ضد الشرطة، وفق وكالة فرانس برس. ونُسب للحركة مسؤوليتها عن اغتيال الضابط في جهاز الأمن الوطني المصري إبراهيم عزازي ومحاولة اغتيال المفتي السابق علي جمعة. وأكدت وزارة الداخلية المصرية أن حركة (حسم) مسؤولة عن انفجار سيارة مفخخة وقع في وسط القاهرة في 2019 وأسفر عن سقوط 20 قتيلاً. وتقول الوزارة إن الحركة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، فيما نفت جماعة الإخوان المسلمين في أوقات سابقة تبنيها للعنف. وتصنّف الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيماً إرهابياً" منذ نهاية 2013. وبعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في 2013، دارت مواجهات عنيفة في البلاد بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة، خصوصاً في شمال ووسط سيناء. * الولاياتالمتحدة تدرج تنظيمي ولاية سيناء وحسم في مصر على القائمة الأمريكية للإرهاب وتُدرِج الولاياتالمتحدة الحركة ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن عدد عناصر حركة "حسم" غير معروف بدقة، ومصادر تمويلها غير معروفة. * الشرطة المصرية " تقتل 8 مسلحين من حركة حسم" * السلطات المصرية: حادث الانفجار في القاهرة "عمل إرهابي" * قتلى في "عملية أمنية ضد مجموعة إرهابية" غربي القاهرة