في سياق دبلوماسي دقيق، أجرى وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، مساء الثلاثاء، اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في ظل تطورات جديدة تشهدها العلاقات بين البلدين، وخاصة ما يتعلق بموقف موسكو من قضية الصحراء المغربية، قُبيل ترؤس روسيا لاجتماع مجلس الأمن المقرر يوم 30 أكتوبر الجاري. وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن المحادثات بين الوزيرين ركزت بشكل خاص على ملف الصحراء، الذي يُنتظر أن يصدر بشأنه قرار أممي قبل نهاية الشهر الجاري، مشيرة إلى أن الجزائر، بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، تتابع عن كثب تطورات هذا الملف. الخارجية الجزائرية قالت في بيانها إن "الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول أبرز القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن تحت الرئاسة الروسية، وفي مقدمتها قضية تصفية الاستعمار في الصحراء". واعتبر البيان، أن الاتصال يندرج في إطار "تقاليد التشاور المنتظم بين الجانبين حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقاً مما يجمع البلدين من شراكة استراتيجية وطيدة". ويأتي هذا التحرك الجزائري بعد أيام من زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى موسكو، والتي تُوّجت بالتوصل إلى عدة اتفاقات، من بينها اتفاق جديد للصيد البحري يسمح للسفن الروسية بالعمل في المياه المغربية، بما يشمل مياه إقليم الصحراء. وفي تطور لافت، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الاثنين 13 أكتوبر الجاري، أن بلاده مستعدة للترحيب بمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل لإنهاء النزاع، إذا تم التوافق عليه من جميع الأطراف وبرعاية الأممالمتحدة.