استقبل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الثلاثاء في نواكشوط، وفدا من "جبهة البوليساريو" يضم حما سلامة، رئيس ما يُوصف ب"البرلمان الصحراوي"، بالإضافة إلى أخر تسميه الجبهة بقائد المنطقة العسكرية الثالثة، بينما حضر اللقاء عن الجانب الموريتاني، اللواء سيدو سامبا ديا، الأمين العام للأمن الخارجي والتوثيق، وهو الجهاز المسؤول عن ملفات مكافحة التجسس، بحسب ما نقلته الوكالة الموريتانية للأنباء.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن الاجتماع خُصّص في جزء كبير منه لمناقشة تعرض منقبين موريتانيين عن الذهب لاعتداءات متكررة من عناصر مسلحة تابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما دفع مجموعات من المنقبين إلى الرد بشكل مباشر في بعض الحالات.
وتفاقمت التوترات الأسبوع الماضي عندما اخترق عناصر من الجبهة الأراضي الموريتانية في محاولة لإطلاق مقذوفات على أهداف داخل مدينة السمارة، قبل أن تتدخل طائرات بدون طيار تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية لإحباط العملية في 12 نونبر الجاري.
اللافت أن تشكيلة وفد جبهة البوليساريو الانفصالية الذي استقبلته الرئاسة الموريتانية هذا الأسبوع تكاد تطابق تلك التي زارت نواكشوط في 30 ماي الماضي، عقب قيام الجيش الموريتاني بإغلاق منطقة لبريقة لمنع عبور مقاتلين من "البوليساريو" نحو مناطق شرقي الجدار الرملي.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه الزيارات يعكس محاولة من قيادة البوليساريو لاحتواء التوتر مع نواكشوط، خاصة في ظل حساسية الوضع الأمني في المثلث الحدودي بين موريتانيا والجزائر والمغرب، وتنامي التحذيرات من انعكاسات أي تصعيد على حركة التنقيب والتجارة ونشاط السكان المحليين.