أربعة أيام بعد استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وفدا عن جبهة البوليساريو، اعترضت دورية من الجيش الموريتاني الاثنين الماضي مجموعة من أعضاء جبهة البوليساريو أثناء محاولتهم الدخول بشكل غير قانوني إلى الأراضي الموريتانية.
وعمدت عناصر من جبهة البوليساريو إلى التسلسل إلى داخل التراب الموريتاني عبر مركبات محملة بالسلاح من أجل شن هجمات على القوات المسلحة الملكية، وفق ما نقلته مصادر موقع "يا بلادي". لكن الجيش الموريتاني أحبط تسلسل عناصر البوليساريو، حيث تمكنت طائرة مسيرة تابعة له من تحديد موقع القافلة ومتابعتها، مما أجبرها في النهاية على العودة إلى مخيمات تندوف.
يأتي هذا بعدما استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم الجمعة الماضي، وفدا من جبهة البوليساريو برئاسة حمه سلامه، الذي سلّمه رسالة من زعيم الجبهة إبراهيم غالي. وفيما بدا اللقاء رسالة ودّ دبلوماسية، فإن سياقه ومضامينه توحي بخلفيات أمنية أكثر عمقا.
اللافت في الاستقبال هو حرص الرئيس الموريتاني على أن يتم بحضور طاقم أمني رفيع، ضم مدير الأمن الخارجي والتوثيق، ومسؤولين عسكريين من الجانبين، ما يؤكد أن اللقاء لم يكن بروتوكوليا بحتا، بل مرتبطا بترتيبات أمنية تتعلق بالوضع في المناطق الحدودية الشرقية، التي تشهد تحركات حساسة.
وتقول مصادر موريتانية إن هناك توتر مكتوم بين نواكشوط وقيادة البوليساريو، إثر قيام الجيش الموريتاني بإعادة انتشار في مناطق حدودية كانت تستغلها الجبهة، فضلا عن إغلاق نقطة عبور غير رسمية مع الجزائر.
كما يتزامن هذا التطور مع تصاعد الدعم الإقليمي والدولي للموقف المغربي من قضية الصحراء، ما وضع الجبهة في موقف سياسي معزول بشكل متزايد.