في بيان ناري، هاجم حكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، محملا إياه مسؤولية تجاهله للمذكرة المرفوعة له بشأن القضايا الاستعجالية المرتبطة بالدخول الاجتماعي والسياسي، مستهجنا " أسلوب اللامبالاة الذي تعامل به مع المبادرات والمقترحات المتضمنة في مذكرة الإحاطة". وقال بلاغ للمكتب السياسي المنعقد بالرباط، أنه بمناسبة الدخول الاجتماعي والسياسي للسنة الجارية، وفي سياق تفاعله الايجابي والمبدئي مع متطلبات المرحلة الراهنة بما تقتضيه من تفعيل لمبادرات حقيقية تستهدف الإسهام الفعلي في إرساء قواعد ممارسة ديمقراطية، واستحضارا منه للتدابير والتوجيهات المرحلية والمستقبلية التي رسمتها العديد من الخطب الملكية السامية، وخصوصا منها ما ورد في خطابي الذكرى 65 لثورة الملك والشعب، والذكرى 19 لخطاب العرش ،بادر حزب الأصالة والمعاصرة بتوجيه مذكرة لرئيس الحكومة، مستعرضا من خلالها بعضا من مقترحاته المتعلقة بالأولويات القصوى المطروحة على جدول أعمال البلد. وأوضح أنه بعد مضي ما يقارب ثلاثة أشهر، "لم تتفاعل رئاسة الحكومة مع مبادراتنا بأي شكل من الأشكال، وهو ما اعتبره بنشماش، ضربا من اللامسؤولية في التعاطي مع مقترحات مكون مركزي من مكونات المعارضة البرلمانية، وترجمة لسلوك سياسي ومؤسساتي غير لائق، يضرب في العمق فلسفة وتوجهات دستور 2011. وأضاف المصدر ذاته، أن الحزب اقترح مبادرات تتعلق بالإستراتيجية المندمجة للشباب، وتدابير عملية مرتبطة بمجال التكوين المهني في أبعاده الوطنية والجهوية، ومقترحات متعلقة بتحفيز الشباب على خلق المقاولات الصغرى والمتوسطة، ومبادرات التشغيل الذاتي والمقاولات الاجتماعية وكذا الآليات الكفيلة بدمج جزء من القطاع غير المهيكل في القطاع المنظم، إلا أنها قوبلت بالرفض. واستنكر البام في هذا الإطار، "التجاهل المقصود لمبادراتنا من قبل رئاسة الحكومة، وهو ما يعاكس عمليا إرادة بلادنا في ترسيخ قواعد الاختيار الديمقراطي المستند على الأدوار التكاملية بين الأغلبية والمعارضة، كما يعاكس مستلزمات العمل المشترك من أجل مجابهة الأوضاع العامة في سياق اجتماعي مطبوع بمسببات وعوامل الاحتقان والأزمة الاجتماعية". وأضاف ان هذا "السلوك المفتقر للياقة يجعلنا في الأساس نعبر عن شكوكنا فيما اذا كان رئيس الحكومة قد استوعب أصلا الرسائل البليغة التي ما فتئ جلالة الملك يذكر،بمقتضاها، الفاعلين المؤسساتيين والحزبيين بضرورة تجاوز المنطق القديم والتشبع بفضائل المجابهة الجماعية والتشاركية للتحديات الجمة والمتفاقمة بعد قرابة سبع سنوات عجاف من الشعبوية والمهاترات التي ضيعت على بلادنا فرصا حقيقية للتقدم الى الأمام.