شهدت منطقة الريف، خلال الأسبوع الأخير، تساقطات مطرية مهمة همّت مختلف الجماعات والأقاليم، مخلفة حالة من الارتياح في أوساط الفلاحين، الذين يتوقعون انطلاقة موسم فلاحي واعد هذه السنة بعد فترة طويلة من القلق والترقب. وقد شملت هذه التساقطات مناطق واسعة، مصحوبة بتساقطات ثلجية على المرتفعات، ما من شأنه تعزيز المخزون المائي وتحسين وضعية التربة. وتأتي هذه الأمطار بعد سنوات من شح التساقطات، عانت خلالها المنطقة، على غرار عدد من جهات المملكة، من تراجع ملحوظ في الموارد المائية، وهو ما انعكس سلبا على مردودية الأراضي الفلاحية وتسبب في ضعف المحاصيل، خاصة الزراعات البورية، فضلا عن ارتفاع تكاليف الإنتاج. ويراهن الفلاحون على أن تساهم هذه الأمطار في إنعاش الزراعات الخريفية، وتحسين وضعية الأشجار المثمرة، خصوصا الزيتون واللوز، إلى جانب دعم الكلأ الطبيعي لفائدة مربي الماشية، بعد فترة عرفت ارتفاعا كبيرا في أسعار الأعلاف وأثقلت كاهل الكسابة الصغار. كما يُنتظر أن يكون لهذه التساقطات أثر إيجابي على الفرشة المائية وحقينة السدود بالمنطقة، ما سيساهم في التخفيف من حدة الإجهاد المائي وضمان تزويد أفضل بالماء الصالح للشرب والسقي خلال الأشهر المقبلة، في حال تواصل التساقطات بالمعدلات نفسها. وفي الوقت الذي يعبر فيه المواطنون عن تفاؤل حذر، يأمل مهنيون في القطاع الفلاحي أن تنعكس هذه الأجواء الممطرة على استقرار أسعار الخضر والفواكه خلال الفترة المقبلة، بعد الارتفاع الذي عرفته الأسواق في الأشهر الماضية، مؤكدين في الآن ذاته على ضرورة مواكبة هذه المؤشرات الإيجابية بسياسات داعمة للفلاح الصغير وتدبير عقلاني للموارد المائية لضمان استدامة الانتعاش الفلاحي بالمنطقة.