مرة خرى، تحصد سخانات الماء الصينية أربعة أفراد من أسرة واحدة بفاس، بعد أن تعرضوا لاختناقات بالغاز المتسرب من مثل هذه السخانات المغشوشة. وككل سنة، وخاصة في مواسم البرد تُعاود هذه السخانات، سواء وُظفت في الاستحمام أو التدفئة، حصادها لأرواح المغاربة. نعم، كلنا يتذكر بعض الإجراءات ومحاولات منع بيع هذه السخانات في بعض المدن، ولكن ومع كل ما حصدته هذه السخانات من أرواح، لانزال نقرأ ونسمع أن آلات الموت هذه تخلف في كل سنة المزيد المزيد من الضحايا. إنه أمر يشبه هذا القدر المغربي العام، إذ كل آفة أو حادثة تظهر وتطفو على سطح الواقع، تظل مستمرة في الزمن، و كأن لا شيء يستطيع إيقافها أو التغلب عليها. إننا هنا إزاء سخانات هي آلات قتل بلا جدال، وخلف كل آلة أو أداة قتل، قتلة. لكن القتلة في هذه الحالة، لا أحد يبحث عنهم، ولا أحد يسعى إلى إنزال العقاب بهم، ولا أحد ربما حتى يريد أن يراهم حتى لكأن لا أحد في البلد، أو حتى لكأن كل المسؤولين عندنا في عطلة يوم الأحد!!