ضمنهم حكيمي وبونو.. المرشحين للكرة الذهبية 2025    قاضي جرائم الأموال يأمر بسجن رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بتهم ثقيلة    باريس تُعلّق الإعفاءات الدبلوماسية.. والجزائر تردّ بالمثل في أزمة جديدة بين البلدين    نتنياهو: إسرائيل تريد السيطرة على غزة "لا حكمها"    حقوقيون: السقوط الدستوري للمسطرة الجنائية ليس معزولا عن منهجية التشريع المتسمة بانعدام الشفافية    المنتخب المغربي المحلي يستعد لمواجهة كينيا    الأرصاد تُحذر: موجة حر وزخات رعدية تضرب مناطق واسعة بالمملكة ابتداءً من اليوم    انتحار طفل في ال12 من عمره شنقًا.. وأصابع الاتهام تشير إلى لعبة "فري فاير"    تدخل أمني بمنطقة الروكسي بطنجة بعد بث فيديو يوثق التوقف العشوائي فوق الأرصفة        تدخل سريع يخمد حريقا اندلع بغابة "ازارن" بإقليم وزان والكنافي يكشف حيثياته    لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    الارتفاع يسم تداولات بورصة البيضاء    فشل الجزائر في قضية الصحراء المغربية يفاقم التوتر الدبلوماسي مع فرنسا    وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    الوداد يعقد الجمع العام في شتنبر    بني بوعياش.. اطلاق الشطر الاول لمشروع التأهيل الحضري        أول نسخة من "الهوبيت" تجني 57 ألف دولار        لسنا في حاجة إلى المزيد من هدر الزمن السياسي    الماء أولا... لا تنمية تحت العطش    الملك كضامن للديمقراطية وتأمين نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في المؤسسات    وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية    المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية كوت ديفوار بمناسبة العيد الوطني لبلاده        ارتفاع أسعار الذهب بفضل تراجع الدولار وسط آمال بخفض الفائدة الأمريكية    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته        رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيل كيبل .. يوميات حرب الشرق

يخصص جيل كيبل كتابه «يوميات حرب الشرق» لرحلته التي قام بها إلى مصر وسوريا ولبنان وقطر ثم الإمارت العربية المتحدة، قصد التقاط شهادات واعترافات من الطلاب والأئمة والمناضلين الإسلاميين من أجل فهم حقيقي لما جرى يوم 11 شتنبر 2001، وإلى أين انتهت كارثة الجهاد الإسلامي التي بدأت بمهاجمة نيويورك وآلت إلى انسحاق الطالبان ومطاردة بن لادن والانحطاط السياسي للتيار الإسلامي. يتأمل كيبل كل شيء في المدن الإسلامية التي زارها منذ عشرين سنة وعاد إليها ليجدها تتخبط في عصر ظلام غير مسبوقة. وشيء واحد لا يفارق فكره: هذه المدن هي العش الذي ولدت وترعرعت فيه أفكار التطرف الإسلامي. هذه المدن هي المقدمة الأولى التي أنتجت 11 شتنبر. نقدم هنا ، وطيلة شهر رمضان، ترجمة كاملة لكتاب كيبل الشيق.
إلى ميشيل ماريان
رجل الفكر
الأربعاء 17 أكتوبر. في شباك الشرطة بمطار القاهرة، اشتبه الموظف في جواز سفري المليء بتأشيرات العبور العربية.أرسلني لاختباره في مكان فيه آلة شيطانية يتم فيها إدخال الجواز، فتوجه نحوه موجات من الضوء بيضاء، حمراء، زرقاء، وظيفتها بدون شك كشف جميع أنواع التزوير المحتملة: «كشط، تصحيح، شطب،إضافات زائدة و إضافات تأشيرات أو أوراق إضافية» وهي أشكال تزوير ممنوعة ضمن خانة « نصائح ضرورية». الشرطي الذي يدقق فيه رجل ضخم عرقان، يجلس مفرشحا فوق كرسي من البلاستيك أصغر من حجمه. شرطي آخر يجري مكالمة من هاتف أبيض فوق طاولة صغيرة تراكم فوقها كؤوس الشاي الفارغة، مكالمة طويلة مع أمه. أثناء الاختبار العلمي لجوازي، كان لي الوقت للتمعن في المكتب. له سقف عالي جدا، وبعرض رواق المطار. تم تزيينه بصورة فوتوغرافية ضخمة لا أعرف من أين تم شراؤها، أو ربما تم اختيارها لكبر حجمها. هي عبارة عن منظر لنيويورك ليلا، يتصدران مركزها البرجان التوأمان المضاءان لمركز التجارة العالمي.
عندما أخلي سبيلي، كان بمقدوري الالتحاق بقاعة الانتظار حيث يوجد أيضا صديقي جمال الغيطاني الذي يتوجه إلى باريس رفقة وفد من الكتاب والفنانين المصريين. رأينا أربعة شبان لهم مظهر رياضي، أحدهم له لحية، ويحمل حقيبة صغيرة فوق ظهره، انضم إلى المسافرين الذين على أهبة الإقلاع. مزحنا قليلا: كما لو أننا أمام صور قراصنة الجو يوم 11 شتنبر، ملتقطة بواسطة كاميرات جهاز أمن المطارات الأمريكية.كان لهم نفس المظهر. عندما أقلعت الطائرة بدأ جاري ، المفزوع جدا، يصلي دون أن يغادر مقعده، فعل مثله اثنان أو ثلاثة مسافرين. لم أكن في قمة استغرابي. عندما ارتفعت الطائرة فوق مركز المراقبة البحري، وحين حان وقت صلاة الظهر، توضأ الشبان الأربعة في المرحاض، بسطوا سجادات أمام مخرج الإغاثة وبدؤوا في السجود و الركوع في الممر، في اتجاه مكة. جمال هو الآخر لم ير ذلك على هذا الخط. أتذكر اليهود لوبافيتش الذين يهمهمون صلاتهم وهم يتأرجحون على متن طائرة نيويورك، منذ عشر سنوات، و أنا ذاهب لمقابلة الحاخام في بروكلين عندما كنت أكتب فصلا عن هذه الحركة في كتابي» انتقام الله». كانوا يحاولون إقناع كل الركاب «المنمذجون» ( مثلي أنا... رغم تحفظي) من أجل تميمة «تيفيلين». عندما انتهت صلاتهم ، فتح الشبان الأربعة حاسوبهم المحمول واستغرقوا في لعبة فيديو.
الجمعة 19 أكتوبر.على متن الطائرة التي تربط بين باريس و بيروت. التقيت بصديقين من لبنان. هذه المرة كان مقعدي في المقصورة الأمامية، شيء من الحظ حالفني حتى لا أرى مجددا الممر مسدود بسجادات الصلاة. عندما يحدث وأسافر في هذه الظروف، على متن خطوط الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، ألاحظ أن كل الناس تقريبا يعرفون بعضهم. عالم العرب في مجال السلطة والمال والتأثير: عالم صغير في أبعاد المسمى «النادي الراقي»، ذهاب وإياب مستمر في السماء بين البلد وأوربا .
في السنة الماضية، وأنا على متن الطائرة المتوجهة إلى الجزائر، وجدت نفسي جنب رجل يأتي إليه كل واحد ليتملقه، كان يذكره مثلا بذكرى مشتركة، متعهدا لشخصه الفلاني بأنه سيتصل به هاتفيا، سائلا باهتمام بالغ عن صحته، ومتجرئا على ذكر أسماء أبنائه الذين يتمنى لهم النجاح والسعادة، ثم يوصيه خيرا بأحد أقربائه. والمعلومة التي عرفتها عند الوصول، جاري كان هو رئيس «سوناطراش»، الشركة البترولية التي تؤمن مائة بالمائة تقريبا عائدات البلد من التصدير.
لا يخرج تعريف الفقهاء للقرآن عن أنه كلام الله المنزل على نبيه محمد باللغة العربية، بينما المصحف هو مجموع الأوراق التي كتب عليها القرآن. ويميز البعض بين بين هذين الكيانين على أساس أن القرآن هو كلام الله المسموع، بينما المصحف هو الكتاب الورقي أو الجلدي الذي كتب فيه كلام الله. ويضع البعض الآخر تعريفا مثيرا للانتباه، حيث يميز بين القرآن الذي لا يمكن تدنيسه أو تحريفه لأنه «محفوظ بحفظ الله له». أما المصحف، فقد «يتعرض للاعتداء من طرف من طرف من ختم الله على قلوبهم». لكن الأنثروبولوجي التونسي يوسف الصديق يذهب إلى أنه « لا يمكن التمييز، هنا، بين هذين الكيانين: «كلام الله» و«المصحف» من حيث «كمية النص» التي يوفرها هذا الكيان أو ذاك: فحسب مقاييس منطقية وموضوعية لا يملك أحد أي فكرة عن الأمر. فالتمييز بين الاثنين يقتضي التعامل مع ذلك الانفساخ (والطلاق) المستهلك بين الأثر الشذري وثبات النص. وهو الانفساخ الذي يلغي تطابق أجزاء من الخطاب ومسار النفس، كما يجمد حياة الرموز والتصورات، أي أنه يقلب معنى الرسالة نفسه.
وفي هذه الحالة من التمييز التي تجعل القرآن كتابا مفتوحا بشكل لا نهائي حينما يتقد الإدراك و تظهر الرغبة في قراءة العالم مع ما تحمله هذه الرغبة من احتمالات اقتحام مجال يغلي بالتناقضات.. يصبح «الكلام القرآني» أو الكتاب مجالا يحوي كل المخاطر بالنسبة ل«القارئ». وهو الكتاب الذي يصفه مقطع من القرآن:
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (أل عمران. 7 و 8).
والاستنتاج الذي ينتهي إليه الفقهاء التقليديون، في تفسيرهم لهذا المقطع، هو أنه لا أحد بمقدوره- ولا حتى العلماء الراسخون في العلم- تأويل القرآن. ويفسر بعض الفقهاء، ومنهم الزمخشري هذه الآية بأن الله تعالى حين أنزل القرآن العظيم «أنزله آيات محكمات هن أم الكتاب لا تشابه فيه، فهو مفهوم معلوم، وأنزل آيات أخر متشابهات تكلم فيها العلماء مجتهدين، وهم يعلمون أن اليقين الذي هو الصواب لا يعلمه إلا الله، وذلك مثل المشكلات التي اختلف المتأولون في تأويلها، وتكلم فيها من تكلم على ما أداه الاجتهاد إليه». ويضيف الزمخشري معللا قيام التأويل الذي كان من أجل تأويل الآيات المتشابهات وردها إلى المحكمات بأن الله تبارك وتعالى لو أنزل القرآن «كله محكما لتعلق الناس به لسهولة مأخذه، ولأعرضوا عما يحتاجون فيه إلى الفحص والتأمل من النظر والاستدلال. ولو فعلوا ذلك لعطلوا الطريق الذي لا يتوصل إلى معرفة الله وتوحيده إلا به، ولما في المتشابه من الابتلاء والتمييز بين الثابت على الحق، والمتزلزل فيه، ولما في تقادح العلماء و إتعابهم القرائح في استخراج معانيه ورده إلى المحكم من الفوائد الجليلة، والعلوم الجمة، ونيل الدرجات عند الله، ولأن المؤمن المعتقد أن لا مناقضة في كلام الله ولا اختلاف، إذا رأى فيه ما يتناقض في ظاهره، وأهمه طلب ما يوفق بينه ويجريه على سنن واحد، ففكر وراجع نفسه وغيره: فتح الله عليه، وتبين مطابقة المتشابه المحكم، ازداد طمأنينة إلى معتقده، وقوة في إيقانه».
وهذا النص الذي كتبه الزمخشري عن التأويل لدى تفسيره آية آل عمران ، وخصوصا قوله (هن أم الكتاب) هو أول نص عثر عليه مؤرخو الفكر الإسلامي في آداب التأويل الإسلامي للنص القرآني. ويتميز هذا بحسن تعليل المتشابه في القرآن بالقياس إلى المحكم من جهة، كما يتميز بتبيان مزايا التأويل، وفضائل العقل، ومكارم التفكير من جهة أخرى وذلك كما يلي:
أولا: إن القرآن لو نزل كله محكما، من منظور الزمخشري على الأقل، لزهد الناس في استعمال الفكر، ولعزفوا عن إتعاب القرائح، وذلك لسهولة المأخذ، ويسر المأتى.
ثانيا: إن النتيجة الأولى تفضي إلى النتيجة الثانية، وهي تلك الماثلةفي تعطيل الطريق المفضي إلى معرفة الله تعالى وتوحيده.
ثالثا: إن المتشابه من القرآن جاء ضربا من الابتلاء والاختبار للتمييز بين الثابت على الحق، والمتمكن من نور الإيمان، والمرتاب فيهما.
رابعا: إن من فوائد المتشابه من القرآن الذي أفضى إلى تأسيس علم جديد من علوم القرآن انطلاقا من توجيه آية آل عمران ، انه يمكن العلماء المسلمين الراسخين في العلم من سلوكيات العلماء وأدبيات تحاورهم ، ويفتح الطريق أمام اجتهاداتهم و إعمال العقل لديهم في فهمالنص القرآني الذي أذن الله لهم وحدهم به حسب تفسيرهم و تأويلهم لقوله تعالى: «وما يعلم تأويله إلا الله. والراسخون في العلم ...» و هو موقف أكثر القراء وذلك لترك الباب مفتوحا أمام العلماء لتأويل المتشابه من القرآن، إلا أن هناك من القراء من يقف على قوله تعالى: «و ما يعلم تأويله إلا الله»، وبذلك يكف ويصد العلماء عن تأويله.
هناك أيضا طريق آخر بدون مخرج تشير إليه آيات من سورة يونس:
«وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ. وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ. أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ» (يونس. 38.39)...».
جريدة الاتحاد الاشتراكي أجرت العديد من الحوارات مع هذه الكفاءات بمختلف أنحاء العالم، الهدف منها إعطاء الوجه الحقيقي للمرأة المغربية عبر العالم.
يوسف لهلالي
- هل يمكنك أن تحدثينا عن أنشطتك مع المغرب، هل تتم في اطار جمعوي ام في اطار حكومي؟
- النوع الاول من الانشطة الذي قمت به مع المغرب كان في اطار المجلس الفركوفوني لنساء بلجيكا، والذي أترأس به لجنة النساء والهجرة .كما انني عقدت لقاءات حول المدونة عندما صدرت بالمغرب وعقدت لقاء بالبرلمان الفركوفوني لبلجيكا حول الموضوع،كان لقاء مع نساء ساهمن في بناء المغرب مثل فاطمة الشنة،فاطمة بيه والدكتورة حميش وأخريات، ساهمن في البناء وقد قمت بانشطة اخرى، لكن هذين النشاطين كانا الأهم وخلف أصداء ببلجيكا.
عملي الاساسي هو مع المجتمع المدني، لكن في نفس الوقت قررت الدخول الى عالم السياسة وقد طرحت عدة أسئلة على نفسي .هل قمت بالاختيار الصائب ؟هل في عالم السياسة بامكاننا حمل مشروع ما ؟. لكن عالم السياسة مختلف ولابد من معرفة قواعد اللعبة به وأنا اعمل بحزب للوسط ببلجيكا،الذي يسمى «س د أش» وهو حزب اشتراكي سابقا، وهو حزب شاب ببلجيكا يجعل من الانسان محور كل اهدافه وليس محور عمله هو المردودية الاقتصادية، بالاضافة الى سياسته في احترام التعددية التي تعرفها بلجيكا، ولأنني ولدت من زواج مختلط ،اطمح ان تكون بلجيكا بلد تعدد ثقافي من أجل بناء مجتمع يساهم فيه الجميع وهذا هو مجال النجاح :التعدد الثقافي والاختلاط الثقافي، وهو العمل الذي اسهر على القيام به في الوزارة من خلال اللجنة التي اشرف عليها التي تشتغل على قضايا الهجرة والمساواة والميز.
- هل تعتقدين أن النساء المغربيات غيرن وجه الهجرة في العقود الاخيرة؟
- طبعا نساء المغرب عبر العالم يتضمن طاقات هائلة ، لنساء قمن بالبناء وبالنضال في العديد من المجالات .
- يبدو أن النساء من أصل مهاجر تفتح أمامهم أبواب الحياة السياسية بسهولة أكثر من الرجال لأنه ينظر إليهن كضحايا.هل ذلك صحيح؟
- أتفق معك، ولكن هناك ايضا باوربا رغبة في حضور النساء في جميع المجالات من خلال المساواة في المشاركة السياسية التي يفرضها القانون. في هذا الاطار هم يبحثون عن نساء ديناميات وفعالات، وما يميز النساء المغربيات بالهجرة هو انه في وجه مشاكل الاحياء اختاروا التعبير عن رأيهن ويقبلن الدخول الى السياسة في الاماكن المخصصة لهن.وانا لي احترام خاص لهؤلاء النساء، ولقاء مراكش من خصوصياته انه يسمح بحضور نساء مغربيات استثنائيات من كل أنحاء العالم والمغرب لا يمكنه الا الافتخار بهؤلاء النساء المتميزات اللواتي يشرفن البلد ، وانا افكر في كل النساء الكثيرات اللواتي لا يحملن أي مسؤولية واللواتي يعملهن في الخفاء ويشكلن مفخرة للمغرب.
- الانطباع الذي لنا كمتتبعين اجانب،أن الحياة السياسية ببلجيكا هي الأكثر انفتاحا على ابناء المهاجرين من نظيرتها الفرنسية؟
- انا متفقة على ذلك وفرنسا التي اعرفها جيدا وانا من خريجات تعليمها، رغم كل هذه القيم التي تحملها، فهناك إخفاقات لا بد من الاعتراف بها في هذا النظام الفرنسي في تعامله مع قضايا الهجرة . خاصة التجاوزات التي تمت بمناسبة النقاش حول الهوية الوطنية والتي تشكل وصمة عار بالنسبة لفرنسا . بمناسبة هذا النقاش تم احياء عدد من قيم الحقد والعنصرية التي كانت اثناء الحرب العالمية الثانية في موضوع جد حساس وتحول النقاش من الهوية الى نقاش حول الهجرة والإسلام. وبلجيكا مثلا أعطت لنفسها سنة للنقاش حول موضوع « كيف نعيش جميعا» ولنا شعار ان « تعددنا هو هويتنا» وهكذا حددنا هويتنا هي التعدد ولسنا في حاجة إلى البحث عنها. التعدد ليس هو ان نطلب من الناس ان يتنكروا لثقافتهم الاصلية، بل فقط هو الاعتراف بهم وبهذا التعدد الغني الذي اصبح يعرفه المجتمع البلجيكي . فرنسا لحد الان هي بلد يسير في الطريق السيئ بالنسبة لهذه الاختيارات .
وبلجيكا لها خصوصية ثقافية وهي تواجد جماعتين كبيرتين بهذا البلد، وهو ما يجعل البلجيكيين يميلون الى إيجاد حلول توافقية في كل المجالات،وهنا تعلمنا القبول بالاخر.واظن ان اختيار بلجيكا يمكن ان أفتخر به. وهناك بحث في اتجاه العيش المشترك بين أناس يحملون ثقافات ومعتقدات مختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.