انتقلت موجة الاحتجاجات التي عرفتها مدينة مليلية المحتلة الى عدة أحياء داخل الثغر المحتل، حيث انتقلت الاحتجاجات من «لكنيادا دي هيدون» الحي الاخضر بالمدينةالمحتلة الى كل من مونتي ماريا كريستينا وكابرياساس و«راسترو» وترييو ناسيونال، حيث عرفت هاته الاحياء انتفاضة سكانها الذين هم في غالبيتهم ينحدرون من أصول مغربية مسلمة، بسبب رفضهم وإقصائهم الممنهج من طرف مندوبية الشغل والحكومة المستقلة، ضمن قوائم خطة العمل التي ستدخل حيز التطبيق انطلاقا من شهر دجنبر المقبل، والتي تقضي بتوفير فرص الشغل لمدة أربعة أشهر للاشخاص العاطلين عن العمل، والذين هم في وضعية اجتماعية صعبة، إذ تلتزم مفوضية الشغل بتوفير العمل لفائدة 4 آلاف عاطل فقط في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من 10 آلاف عاطل بالمدينةالمحتلة، غير أن الخطة هاته شابتها خروقات عنصرية تجاه سكان المدينة ذوي الاصول المغربية المسلمة، مما أدى الى انتفاضتهم ضد هذا الإقصاء. وحسب مصادر مطلعة من داخل الثغر المحتل، فقد اعتقلت عناصر الشرطة الاسبانية ثمانية شبان يقطنون هاته الأحياء بتهمة الإخلال بالنظام العام وإتلاف ممتلكات الغير، بعدما سجلت داخل هاته الاحياء تظاهرات عفوية قام بها شبان مغاربة مليليون أدت الى تصعيد مع سلطات الاحتلال الاسباني، مما جعل المتظاهرين يحرقون الإطارات المطاطية، وحاويات القمامة ويكسرون بعض السيارات، لتلجأ سلطات الاحتلال الإسباني إلى إغلاق الشوارع والممرات المؤدية الى تلك الأحياء. كما علم أن السلطات الامنية الاستعمارية استعملت الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، مما أدى الى إصابة أحد الشبان بعيار من الرصاص المطاطي، رد عليه المتظاهرون بالرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأصيب على إثرها شرطي إسباني هشمت أسنانه وأودع المستشفى. وأمام تصاعد موجة الاحتجاجات، ونهج أسلوب الاعتقال من طرف السلطات الامنية، صرح مندوب الحكومة المستقلة بمدينة مليلية السليبة غريغوريو ايسكوبار أن السلطات الامنية والادارية فتحت تحقيقا لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذا التوتر، بل ذهب أبعد من ذلك الى اعتبار أن الاحتجاجات لا يمكن لها أن تكون تلقائية وعفوية في إشارة مبطنة الى وقوف جهات خارجية وراء الاحتجاجات. لكن اللافت في كل هذا هو إحجام الاعلام الاسباني عن نقل وتغطية الاحداث التي تعرفها المدينةالمحتلة. واذا ما قامت به بعض المنابر والمحطات الاسبانية، فإنها لا تعطيه ما يستحقه من اهتمام، بل لم يقم أي منبر إعلامي إسباني بإيفاد صحفيين الى المنطقة المحتلة في الوقت الذي نجد هذا الاعلام يتسارع لنقل وتضخيم أي حدث يقع بأقاليمنا الصحراوية. وكان آخر هاته الصرعات، تسابق الاعلاميين الاسبان للتنقل الى مدينة العيون لتغطية أحداث مخيم اكديم ازيك، هذا في في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن أحداث مليلية.