انعقد المؤتمر الإقليمي الثاني بإقليم بن سليمان، والمؤتمر الستون لمجموع الأقاليم التي نظمت كتاباتها الإقليمية مؤتمراتها مباشرة بعد المؤتمر الوطني التاسع . بابن سليمان المدينة السياحية بامتياز رغم الحصار المفروض على مجالها التنموي ورغم افتقارها لمشروع إقليمي يراعي خصوصية الإقليم.، حضور لافت ومهم في خيمة بدار الشباب استوعبت حوالي 1000 مدعو ومدعوة، مناضلون وإعلاميون وضيوف ..كان الجميع على موعد تأخر كثيرا منذ 2007 تاريخ انعقاد المؤتمر الأول . لافتات بالخيمة تحمل شعار المؤتمر «تعبئة شاملة من أجل تنمية الإقليم»، وفي المنصة أعضاء الكتابة الإقليمية يتوسطهم عضوا المكتب السياسي فتيحة سداس وسفيان خيرات بعد أن تعذر حضور الكاتب الأول للحزب بسبب مشاركته في مسيرة تضامنية ضد الهجمات الإرهابية بتونس، وكلمات افتتاح سهر على تقديم أصحابها الأخ بوشعيب الحرفوي، واختتام الجلسة الافتتاحية بتكريم مناضلين اعترافا بما قدموه من تضحيات لأجل الوطن أولا والحزب ثانيا وما بدلوا تبديلا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر :محمد عارف، محمد برزوق ومحمد بزاوي . أشارت كلمة سفيان خيرات عضو المكتب السياسي، إلى أن ملامح نجاح المؤتمر اتضحت من خلال وقائع افتتاحه ، مما يعد مؤشرا على أن للحزب إرادة قوية وحقيقية من اجل استنهاض همم مناضلي الاقليم.هذا المؤتمر الذي كانت للكاتب الاول الرغبة لحضوره لولا التزامه بدعوة لحضور المسيرة التضامنية ضد الاحداث الارهابية التي عرفها متحف باردو بتونس، وهو ما يدعونا جميعا للتعبئة والانتباه واتخاذ الحذر ضد ما يهدد الوطن. انعقاد هذا المؤتمر بعد 59 مؤتمرا إقليميا و15مؤتمرا قطاعيا وبعد المؤتمر الوطني 9 للحزب الذي كان بمثابة انطلاقة جديدة لاستعادة المبادرة تجاه تجديد وبناء هياكل الحزب عبر عقد مؤتمراته الاقليمية والقطاعية التي كان الحزب عاجزا عن تنظيمها، من أجل إعادة الثقة كي يسترجع الاتحاد مكانته داخل المجتمع..أتذكر المناضلين الاتحاديين بهذا الإقليم، يقول عضو المكتب السياسي، وعلى رأسهم محمد عارف الذي قاد الاتحاد في وقت صعب بمعية إخوة آخرين... بفضل تضحياتهم استمر الاتحاد واستطاع ان يضمن حضوره الوازن داخل المشهد السياسي في المغرب وبفضل شهداء الاتحاد عرف الحزب قفزة ديمقراطية وأن الحرية التي يعرفها مغرب الانفتاح الديمقراطي اليوم هي بفضل مناضلين في هذا البلد وعلى رأسهم الاتحاد الاشتراكي. وعن اختيار الاتحاد المعارضة بعد دعوته من طرف رئيس الحكومة من أجل المشاركة في التجربة الحكومية الحالية ، قال خيرات إنه كان قرار الاتحاد الاشتراكي و بإجماع جميع أعضائه أن يتموقع في المعارضة. وهو اختيار له دلالة. كان الاتحاد يؤمن بالديمقراطية باعتبار ما أفرزته نتائج صناديق الاقتراع ، واعتبره الاتحاد رسالة واضحة موجهة له بعد حكومة السي عبد الرحمان التي جاءت بنفس جديد بعد تجربة 40 سنة من القمع و تزوير الانتخابات وبعد أن اختار المغرب صفحة جديدة يتحمل فيها الاتحاديون مسؤولية الشأن الوطني. لكن و بالرغم من الصلاحيات الواسعة التي أقرها دستور 2011 فقد فشلت الحكومة الحالية في تدبير الشأن العام .يتحدث الدستور عن جهوية متقدمة وجاء بقانون تنظيمي حول الجماعات الترابية، هذا الورش كان يجب ان يشكل فرصة لتوسيع الممارسة الديمقراطية لكن الحكومة فضلت تدبير ملف الانتخابات بنفس الطريقة التي كانت تدبر في السابق، وهو مؤشر على أن الحكومة لا تريد أن تستبطن روح الدستور .فإذا كان الدستور ينص على قانون تنظيمي واحد بدلا من قوانين و مقترح قانون لإحداث هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات كضمانة أساسية لمرور الاستحقاقات في شفافية، وإشارة إلى الناخبين على أن الانتخابات ستمر في جو ديمقراطي، فضلت الحكومة لجنة مركزية يرأسها عضو حكومي دون الاعتماد على أي مرجع أو سند قانوني .كما طالب الاتحاد بفتح لوائح جديدة ومراجعة جذرية بناء على السجل الوطني لكن الحكومة فضلت لوائح قديمة. كل مقترحاتنا ووجهت بالرفض ما يجعلنا نشكك في مسار هذه الحكومة ولا نطمئن على مصير الانتخابات وضمان شفافيتها، يقول سفيان خيرات، وهو ما قد يدفعنا إلى التحذير بأن الاتحاد قد يقاطع الانتخابات. قال لحسن البرهومي باسم الكتابة الإقليمية لابن سليمان إن حزب الاتحاد الاشتراكي بالإقليم تأخر كثيرا عن موعد عقد مؤتمره الثاني منذ 2007 بسبب أياد خفية عملت كل ما في وسعها على محو التنظيم في الإقليم ، لكن التنظيم خرج منتصرا متجاوزا كل العراقيل ، فقد حصلنا على 36 مستشارا بموالين الواد، الزيايدة، وجماعة الشراد وأحلاف، لكن الحزب سيعرف تراجعا مهولا فيما بعد. وعن دواعي هذه الانتفاضة في أفق تنظيم الحزب بالإقليم وتجديد هياكله، يقول الكاتب الإقليمي، إنه بعد المؤتمر الوطني التاسع وما أفرزه من قيادة حكيمة وفتحه أوراش التنظيم من جهة ومن حهة ثنية هذه الحملات المغرضة الشرسة التي تستهدف إخواننا كما تستهدف مثقفينا التقدميين بدعم من الظلاميين .ولم يفت الكاتب الإقليمي إثارة الانتباه إلى معاناة ساكنة ابن سليمان على مستوى جميع القطاعات، الفلاحة والنقل والصحة والتعليم ، وما يعرفه الإقليم كذلك من اختناق في غياب اي تصور للمنتخبين .فالمؤتمر هو محطة للنهوض بهذا الإقليم المناضل من الناحية الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية، والثقافية، حتى يتمكن من تحقيق تنمية شاملة وحقيقية. وباسم الكتابة الجهوية لجهة الشاوية ورديغة ، قال سعيد مسكين إنه وبالرغم من الحملات المسعورة فقد كان حضور مناضلي ومناضلات جهة الشاوية ورديغة بارزا في جميع التظاهرات والمحطات التي دعا لها حزبنا وغيرها من المؤتمرات الإقليمية التي بلغ عددها ال 60، ما يعني إعجازا تنظيميا في حياة الأحزاب التقدمية من جهة وردا ملموسا على الحملات المأجورة . وثمن أيوب الحرفوي باسم الشبيبة الاتحادية بإقليم ابن سليمان كل المجهودات التي بذلت من أجل إنجاح هذا المؤتمر الإقليمي، وما سيكون له من انعكاسات ايجابية على الشبيبة الاتحادية بالإقليم، حتى تستعيد هذه الأخيرة إشعاعها و بريقها داخل الأوساط الشبابية والمجتمع، مفتخرين ومعتزين بالانتماء لهذا الحزب، حزب الشهداء، حزب المهدي وعمر وكرينة، كما أننا مستعدون ومنخرطون من أجل أن تستعيد الشبيبة الاتحادية أمجادها في العمل السياسي والنضالي، حيث شكلت دوما مشتلا لإنتاج النخب السياسية والقيادات الحزبية ودماء جديدة داخل الحزب. وحذرت الشبيبة الاتحادية في كلمتها من هيمنة حكومة العدالة والتنمية، على التحضير و الإشراف بشكل أحادي على الانتخابات المحلية والجهوية المقبلة، كما استنكرت استمرار المحاولات المتكررة لفرملة الدينامية الدستورية التي أطلقتها بلادنا، ورغبة حكومة العدالة و التنمية في تعطيل أجرأة القوانين التنظيمية، وإقصائها لأغلب القوى الوطنية والحية للتحضير لهذا الورش، مما يجعل الشبيبة الاتحادية تدعو الجميع لأن يتحمل مسؤولياته.