تحتضن مدينة مراكش، اليوم وغدا، المؤتمر الوزاري والبرلماني الإفريقي احتفاء بمرور 20 سنة على إحداث المنظمة العالمية للتجارة. وفي هذا الإطار أكد المدير العام للمنظمة البرازيلي روبيرتو أزفيدو أن البلدان الأعضاء في المنظمة تعمل بدون كلل من أجل تحقيق نجاح مماثل لذاك الذي سبق تحقيقه في مراكش، من خلال التوصل إلى اتفاق تجاري رئيسي جديد. وأبرز المدير العام للمنظمة في مقال بمناسبة المؤتمر الوزاري والبرلماني الإفريقي، تشبث المنظمة بروح ومبادئ المؤتمر التأسيسي الذي احتضنته المدينة الحمراء سنة 1994. وكتب روبيرتو أزفيدو بالمناسبة «إن سنة 2015 تعتبر سنة جوهرية بالنسبة للمنظمة العالمية للتجارة، وذلك لا يعود فقط لكونها تسجل لمرور 20 سنة على إحداث المنظمة». فالمنظمة ظلت منذ تأسيسها سنة 1995، - يقول مديرها العام -، نشيطة ولعبت دورا حاسما في الحكامة العالمية ودعمت النمو والتنمية على المستوى الدولي. وأوضح في هذا الصدد أن المنظمة أرست قواعد تجارية عالمية وسهرت على احترامها من خلال الوقوف في وجه الحمائية، ومن خلال المساعدة على حل النزاعات التجارية بين الدول. وتطرق أزيفيدو للأسباب التي تدفعه للتوجه إلى مراكش هذا الأسبوع و»خلال هذه السنة التاريخية»، مشيرا إلى أن أول هذه الأسباب هو أن «المغرب عضو نشيط ومهم في المنظمة العالمية للتجارة» وهو «يشارك في كل مجالات نشاطها». وأضاف أن المملكة برهنت عن ريادة واضحة خلال المفاوضات التي أفضت إلى «حزمة بالي»، وهي مجموعة من الاتفاقيات التجارية التي أبرمت سنة 2013. وتتيح هذه الإجراءات مكاسب اقتصادية للمغرب ولكل الأعضاء، من خلال التقليص من كلفة المساطر الإدارية المرتبطة بالتجارة وخصوصا في إفريقيا. كما تعالج هذه الحزمة، يضيف المدير العام، عددا كبيرا من القضايا انطلاقا من دعم الاقتصاديات الأقل تقدما وصولا إلى الإجراءات المتعلقة بالأمن الغذائي. ومضى قائلا إن «السبب الثاني الذي يدفعني للتوجه إلى المغرب هذه السنة، يتمثل في كونه البلد الذي احتضن ميلاد المنظمة العالمية للتجارة. وأضاف «فهنا (المغرب) اجتمعت أمم العالم لتوقيع اتفاقية مراكش وفتح فصل جديد في تاريخ الاقتصاد عبر إحداث المنظمة العالمية للتجارة».وذكر في هذا الإطار أن جلالة الملك الراحل الحسن الثاني تلقى اتفاق مراكش بارتياح كبير وأشاد به باعتباره اتفاقا «جعل القواعد والممارسات الكونية تعلو على الميولات الأحادية وعلى منطق الأقوى». وأضاف المدير العام للمنظمة أن جلالة الملك الراحل كان قد أكد أنه «مهما يكن حجم اقتصادات بلداننا، فسنتمتع، من الآن فصاعدا، بنفس الحقوق، وسنكون ملزمين بنفس الواجبات». وأكد أزيفيدو أنه منذ تلك اللحظة «بذلنا كل ما بوسعنا لنبقى أوفياء لهذه المبادئ». وأوضح ان ذلك يعني اليوم أنه يتعين «علينا إبرام اتفاقات جديدة، وهو السبب الثالث لوجودي هنا بالمغرب هذا الأسبوع». وأبرز ان أعضاء المنظمة العالمية للتجارة يعملون بدون كلل من أجل تحقيق نجاح جديد بمراكش وعقد اتفاق تجاري جديد. وقال «لذا أريد التباحث مع الحكومة المغربية حول القضايا التي ينبغي حلها، مستلهما الروح الموروثة من اتفاق مراكش». وأشار بهذا الخصوص إلى المفاوضات الجارية الرامية إلى وضع صيغة نهائية لبرنامج الدوحة للتنمية، قائلا إن «أعضاء المنظمة يبذلون قصارى جهدهم لإعداد، في غضون الأربعة أشهر المقبلة، برنامج عمل مفصل لوضع أرضية لتحقيق هذا الهدف». واعتبر أن القضايا الرئيسية والمعقدة والتي تتمثل في الفلاحة والخدمات والمنتجات الصناعية، توجد جميعها على طاولة المفاوضات التي يمكن أن يستفيد المغرب بشكل كبير من التقدم المنجز فيها. وقال إنه سيتم عقد مؤتمر وزاري كبير لأعضاء المنظمة نهاية العام الجاري بنيروبي، مؤكدا أنه للمرة الأولى منذ إحداثها بمراكش، ستعقد المنظمة لقاء وزاريا بإفريقيا. وأعرب أزيفيدو عن أمله في ان تتوج المجهودات التي تبذلها المنظمة بنتائج إيجابية، مؤكدا اقتناعه بأن المملكة ستواصل الدفاع عن نظام تجاري متعدد الأطراف، وأنها ستضطلع بدور رئيسي في إنجاح المفاوضات التجارية الحالية. وخلص إلى أن إنجاح هذه المفاوضات سيسمح ب»القضاء على الفقر وتعزيز النمو والتنمية وتحسين ظروف عيش السكان».