أجرت »منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو« بالتعاون مع شركة »ستاتستكس ليبانون« استبيانا خاصا حول »مدى معرفة ونظرة الشباب لوسائل الإعلام في لبنان«، أعلنت نتائجه في مؤتمر صحافي عقد أمس، وشارك فيه مسؤول برنامج »يونيسكو« في لبنان جورج عواد، ومدير عام شركة »ستاتستكس ليبانون« ربيع الهبر، وأمين سر نادي الصحافة يوسف الحويك. وقد فنّد المحاضرون خلال المؤتمر نتائج الدراسة التي وصفوها »بالكارثية« و»الخطيرة«. شمل الاستبيان الذي موّله »الاتحاد الأوروبي« عيّنة من ألف ومئتي شاب وشابّة، تتراوح أعمارهم بين 14 و29 سنة. نفّذ الاستطلاع في كانون الثاني/ يناير الماضي، باعتماد تقنية المقابلة المباشرة، وتوزّعت المقابلات بين مختلف المناطق اللبنانية إضافة إلى اعتماد سياسة الفرز الطائفي. تؤكّد أرقام الدراسة المؤكَّد، وهو أنّنا نشهد شبه انقراض للصحافة المكتوبة، إذ أظهرت النتائج أن 87?1 في المئة من المستطلعين لا يقرأون الصحف المحلية، فيما بيّنت أن 98 في المئة من المستطلعين ما زالوا يشاهدون التلفزيون، و61?8 في المئة لا يستمعون إلى الراديو. في المقابل، يتابع 95?6 في المئة من المستطلعين الأخبار عبر الانترنت، و94?8 يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى أن النسبة الأكبر منهم يستخدمون هواتفهم للوصول إلى الشبكة. أما الكتاب فهو خارج المعادلة بعدما تحوّل الخلوي إلى خير جليس للشباب. كان ذلك في الشكل، أما في المضمون، فاختلفت اهتمامات الشباب المستطلعين حول نوعية البرامج التي يتابعونها، وذلك استناداً إلى اختلاف العمر بينهم. فأظهر الاستبيان أن 83?7 في المئة ممن هم بين 14 و18 عاماً يتابعون التلفزيون لمشاهدة الأفلام الأجنبية، فيما يتابعه 78?3 في المئة ممن هم بين 19 و22، و72?8 بين 23 و29. وكان اللافت أن النسبة الأعلى من المتابعين للبرامج الدينية كانت لدى الفئة العمرية بين 14 و18 سنة (52?5 في المئة). وإذ اعتبر واضعو الدراسة أن نسبة متابعة البرامج الدينية متدنية إلا أن ذلك لا يمنع من طرح السؤال حول سبب ارتفاع نسبة المتابعين الصغار لبرامج كهذه، خصوصاً إذا ما تم ربط ذلك بالأوضاع التي تمر بها المنطقة ولبنان، وما يرافقها من سياسة فرز ديني وطائفي. بغض النظر عن تفاصيل الاستبيان، ورغم تشكيك بعض الحاضرين بواقعيته بكونه تعامل مع شريحة محددة من المجتمع، هي فئة الشباب، إلا أنّه يمكن القول إنه رسم الصورة المستقبلية لما ستكون عليه وسائل الإعلام. ذلك أنه كلما ازدادت قناعة الجيل الصاعد بقدرته على جعل العالم رهينة بين أنامله، زاد الخطر بالنسبة للكتاب والصحيفة المطبوعة، وهما وسيلتان تحوّلتا حالياً إلى أيقونتين في شاشة.