أدت »"شطحات« "رشيد العلالي مقدم برنامج "»رشيد شو"« بالقناة الثانية إلى تنفير الفنانين المقتدرين من هذا البرنامج، إذ رفضت العديد من الوجوه الفنية المعروفة في المغرب المشاركة في هذا البرنامج الذي رأت فيه أنه برنامج سطحي ولا يضيف أية قيمة للفنان والفن معا. هذه الملاحظات وهذا الموقف من البرنامج جعل معدي »"رشيد شو" يلتجؤون إلى الأسماء المغمورة في غالبها، أو ما يمكن أن نسميه فناني الدرجة الثانية، وهي محاولة من أجل تلميع صورة هذه الفئة بغية خلق ذوق فني جمعي لا يخدم الرسالة الفنية الحقيقية، ويكفي العودة إلى الحلقات التي أذيعت لحد الساعة ماعدا بعض الاستئناءات، والاستثناء كما هو معروف لا يقاس عليه للوقوف على هذه السطحية والفراغ الذي يؤطر هذا الرنامج.. ورغم أن رشيد العلالي حاول إنقاذ ماء الوجه من خلال إضافة فقرة للضحك في هذا البرنامج، لكن هذه الفقرة هي الأخرى لم تستطع أن تنقذ البرنامج من القيل والقال. أمام إحجام الفنانين الحقيقيين الذين يؤمنون بكون الفن هو رسالة مجتمعية وليس ضحكا على الذقون.. وعوض أن يلتقط أصحاب البرنامج هذا المعطى والبحث عن نقاط الضعف لتقويم الاعوجاج.. اختاروا الهروب إلى الأمام وتجاهل هذه الانتقادات البناءة، والنتيجة طبعا هي الانفتاح على أشباه الفنانين وهو ما يطرح أكثر من سؤال على إدارة القناة الثانية نفسها على هذا الاصرار المتواصل لجلد المشاهد المغربي من خلال مسلسل الفضائح.. والتي كانت آخرها دعوة أحد المغمورين إلى هذا البرنامج، والذي تبين فيما بعد أنه متابع قضائيا وصادرة في حقه مذكرة بحث على المستوى الوطني، وهذه طبعا نتيجة حتمية للارتجالية وعدم وضوح الصورة لدى القيمين على "»رشيد شو"« والإصرارأيضا على "»التعمار« باش ما كان".. »والضحية أولا وأخيرا هو المشاهد المغربي الذي يتم إفساد ذوقه. وعلى ذكر البرنامج، لابد هنا أن نستحضر برنامج »"دكان الناس"« لصاحبه المرحوم محمد أبو الصواب، الذي نجح في فتح هذا »الدكان« أو هذه البوابة للمستمع المغربي، إذ رغم عدم وجود هذه الثورة الحاصلة في مجال الاتصال، كان المستمعون المغاربة يقبلون بشكل كبير على الاتصال بهذا البرنامج الذي كانت تذيعه الاذاعة الوطنية بحكم المواضيع الاجتماعية التي كان يطرحها هذا الموهوب الذي قضى نحبه في حادثة سير مروعة في أواخر مارس من سنة 1995. وهنا لابد أيضا أن نستحضر البرنامج الإذاعي »"سمير الليل" الذي بثت أول حلقاته سنة 1984 وكان يذاع مرتين في الأسبوع، الأربعاء والسبت على امتداد 3 ساعات، وكيف كان يعتبر هذا البرنامج متنفسا للمستمع المغربي واستطاع صاحبه فؤاد أيت القايد أن يستقطب كل فئات المجتمع المغربي وغيره من البرامج الاخرى التي فعلا كانت تشكل اضافة إلى الاعلام المغربي، جعل المغاربة يتتبعون هذه البرامج وينتظرونها بفارغ الصبر.. فعوض أن يتجه بعض »الوجوه« التي »نبتت« بهم الموجة، في نفس المسار ويستغلون هذه التراكمات، تنصلوا من كل هذا واختاروا طريقا آخر ومسارا مغايرا يسيء إليهم بالدرجة الأولى ويسيء إلى الرسالة الاعلامية وإلى المواطن المغربي.. فرجاء ارحمونا من هذه »الخزعبلات«.