ميارة يستقبل رئيس الجمعية البرلمانية لأوروبا    السجن المحلي بتطوان يحتفل بالذكرى ال16 لتأسيس المندوبية    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    أسماء المدير تُشارك في تقييم أفلام فئة "نظرة ما" بمهرجان كان    الجيش الملكي يرد على شكاية الرجاء: محاولة للتشويش وإخفاء إخفاقاته التسييرية    سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية    وزارة الفلاحة: عدد رؤوس المواشي المعدة للذبح خلال عيد الأضحى المقبل يبلغ 3 ملايين رأس    إسبانيا تُطارد مغربيا متهما في جريمة قتل ضابطين بالحرس المدني    مطار الصويرة موكادور: ارتفاع بنسبة 38 في المائة في حركة النقل الجوي خلال الربع الأول من 2024    مشروبات تساعد في تقليل آلام المفاصل والعضلات    الزمالك المصري يتلقى ضربة قوية قبل مواجهة نهضة بركان    خمري ل"الأيام24″: الإستقلال مطالب بإيجاد صيغة جديدة للتنافس الديمقراطي بين تياراته    تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه "البيرييه" من الاسواق    أمن فاس يلقي القبض على قاتل تلميذة    بلينكن: التطبيع الإسرائيلي السعودي قرب يكتمل والرياض ربطاتو بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية    رسميا.. عادل رمزي مدربا جديدا للمنتخب الهولندي لأقل من 18 سنة    مجلس النواب يطلق الدورة الرابعة لجائزة الصحافة البرلمانية    برواية "قناع بلون السماء".. أسير فلسطيني يظفر بجائزة البوكر العربية 2024    عملية جراحية لبرقوق بعد تعرضه لاعتداء خطير قد ينهي مستقبله الكروي    المحكمة تدين صاحب أغنية "شر كبي أتاي" بالسجن لهذه المدة    المديرية العامة للأمن الوطني تنظم ندوة حول "مكافحة الجرائم الماسة بالمجال الغابوي"    هذا هو موعد مباراة المنتخب المغربي ونظيره الجزائري    الشرطة الفرنسية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لفلسطين بجامعة "السوربون"    غامبيا جددات دعمها الكامل للوحدة الترابية للمغرب وأكدات أهمية المبادرة الملكية الأطلسية    الملك يهنئ بركة على "ثقة الاستقلاليين"    تحرير ما معدله 12 ألف محضر بشأن الجرائم الغابوية سنويا    "التنسيق الميداني للتعليم" يؤجل احتجاجاته    نيروبي.. وزيرة الاقتصاد والمالية تمثل جلالة الملك في قمة رؤساء دول إفريقيا للمؤسسة الدولية للتنمية    الرئاسيات الأمريكية.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن    يوسف يتنحى من رئاسة حكومة اسكتلندا    الدورة السادسة من "ربيعيات أصيلة".. مشغل فني بديع لصقل المواهب والاحتكاك بألمع رواد الريشة الثقافة والإعلام    المكتب الوطني للسياحة يضع كرة القدم في قلب إستراتيجيته الترويجية لوجهة المغرب    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    الفنان الجزائري عبد القادر السيكتور.. لهذا نحن "خاوة" والناظور تغير بشكل جذري        اتفاق بين الحكومة والنقابات.. زيادة في الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل والرفع من الحد الأدنى للأجور    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    وزارة الفلاحة…الدورة ال 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تكللت بنجاح كبير    إدارة السجن المحلي بوجدة تنفي ما نقل عن والدة سجين بخصوص وجود آثار ضرب وجرح على وجهه    فيلم أنوال…عمل سينمائي كبير نحو مصير مجهول !    المغرب التطواني يتعادل مع ضيفه يوسفية برشيد    رسمياً.. رئيس الحكومة الإسبانية يعلن عن قراره بعد توجيه اتهامات بالفساد لزوجته    أسعار الذهب تتراجع اليوم الإثنين        إليسا متهمة ب"الافتراء والكذب"    غزة تسجل سقوط 34 قتيلا في يوم واحد    رئيس ريال مدريد يهاتف مبابي عقب التتويج بالدوري الفرنسي    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائي البطولة العربية على حساب تونس    حكواتيون من جامع الفنا يروون التاريخ المشترك بين المغرب وبريطانيا    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    الأمثال العامية بتطوان... (583)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك ربيع ل «الاتحاد الاشتراكي»:الثورة العربية الجارية ستدخل المنطقة في دائرة التاريخ الإنساني في توقه إلى الكرامة الفردية والجمعية

الثورة العربية الجديدة تطرح أسئلة عديدة، قد يتطلب منا كمثقفين أن ننتظر زمنا طويلا لاستيعابها وإدراكها، لكن أهم ما في سلسلة الحوارات مع المثقفين المغاربة، التي شرع «الاتحاد الثقافي» في نشرها منذ الأسبوع الماضي، هو أن نقترب قدر الإمكان من جذوتها وسخونتها، في محاولة لفهم ما جرى ويجري حاليا.
{ يتعدد حاليا توصيف هذا الحراك الجماهيري، أيتعلق الأمر بحركة إصلاحية أم بثورة شعبية أم أنها مجرد ثورة عابرة؟
فيما عدا أنها ليست عابرة سواء اعتبرناها صورة أو انتفاضة أو حركة للتغيير، فإنها تبقى كل ذلك وغير ذلك في الآن نفسه، ما يفيد أنها وعي وسعي عملي نحو تغيير الأوضاع، لاسيما منها السياسية ثم ما يرتبط بها ويترتب عنها بالطبع، ويمكن القول إنها التعبير الوحيد الناجع والناجح، الذي استطاع ويستطيع أن يخرج بالمنطقة العربية من وضع «الاستثناء» الذي مثلته المنطقة إلى اليوم، والمتمثل في كونها عصية عن كل تغيير في اتجاهاته التقدمية، سواء من ذلك الميادين العلمية التكنولوجية أو السياسية الديموقراطية أو التنظيمية الاقتصادية وغيرها؛ فوحدها هذه المنطقة في موقعها الممتاز المتميز، بالقرب من منبع الإشعاع الأوربي منارة التقدم العالمي في العصر الحديث، وفي إرثها وتراثها الحضاري، وعز مقدسها الديني، وحدها في كل هذا الامتياز والتميز تظل المنطقة هذه، عصية عن التقدم، متمنعة على التحرك، إلا في اتجاه التخلف والعتاقة والتقليدانية، ويكفي دليلا على ذلك، ابتكار نمط في الحكم يتمثل في «الجمهوريات الوراثية» وهوالنمط الخاص الذي جاء في بدايته كثورة على الملكيات الوراثية شبه المطلقة، وبدا مبشراً بالديموقراطية والاشتراكية التي تحمل شعارها وعلامتها الرسمية كثير من الأنظمة العربية الثورية الاستبدادية التي تتهاوى اليوم، دون أن يتحقق إلا ما هو شر مما كان قبله، لدرجة يمكن معها التأكيد على أن الكثير من تلك الأنظمة «البائدة» كانت أقرب إلى أن تسير في طريق الديموقراطية بدرجة أو أخرى، بل إن بعضها كان قد خطا في هذا الطريق، كما أنها باعتبارها أنظمة ملكية باستثناء نموذج أو اثنين، كانت تعرف نظام التعددية السياسية وتعترف به، وأغلبها كان يرنو وربما يحلم بطريقته الخاصة، إلى بعض الملكيات الغربية كنموذج يمكن أن يحتذى به بدرجة أو أخرى. والأدهى والمثير في الآن نفسه، أن القضاء على الملكيات في جملته لم يؤد إلى حمامات دم، على النحو الذي نراه الآن في المحاولات السلمية لتغيير هذه الأنظمة الاستبدادية الحالية، بنمطها الوراثي المبتكر الخاص بها وكثورات مزعومة في إبانها ومسيراتها منذ منتصف القرن الماضي إلى اليوم.
لنقل باتجاه ما يحدث اليوم في المنطقة العربية من حراك وحركات تغيير، إنها ثورة حقيقية بطابع خاص بالمنطقة، يدخلها في دائرة التاريخ الإنساني في توقه إلى الكرامة الفردية والجمعية، وفي الحياة في مستوى ما يمثله التقدم البشري في المناطق المتقدمة من حوله. وأهم ما يمكن تسجيله بهذا الصدد أن هذه الطريقة المبتكرة في الثورة من أجل التغيير، أثبتت أنها الأنجع والممكن إزاء منطقة وأنظمة سياسية تبدو وكأنها من طبيعة خاصة.
{ بدأت ثورة تونس بقصيدة (إرادة الحياة) لأبي القاسم الشابي، إلى أي حد مدى يمكن القول إن الشعر مازال يمثل ديوان العرب؟
ليس الشعر وحده، ولا أي فن غيره يقتصر عليه وحده مثل هذا الفعل الذي يجعل منه شعاراً لحراك مجتمعي شعبي أو أي حراك غيره. صحيح أن للشعر شحنة وجدانية، وبخاصة شعر الشابي الذي يسجل حضوراً في قضايا الحرية والتحرر، وبما يميزه ويتميز به من سلاسة أسلوبية وإيقاع وطابع رومانسي إنساني، لكن ذلك لم يكن كافياً في ذاته لو لم يوجد الشعب والإنسان الذي يتفاعل معه ويختاره لمناسبة معينة؛ ولا شئ يمنع اعتبار خصوصية للشعر في هذا المجال، لكن من الممكن أن تحل محله في مثل هذه الأوضاع، أية تحفة فنية أو أدبية من غير ذلك، كما من الممكن، وكان ممكناً حتى في تونس، أن تنطلق الثورة مرددة أي شعار فني آخر، لمبدع تونسي أو عربي أو خارج هذه الدوائر، بمعنى أن لا حتمية في هذا الاقتران تتيح إصدار حكم أو رأي قاطع أو ما في هذا المعنى، ونسجل أن شعر الشابي فيما يعبر عنه من توق إنساني للحرية، لا يعزى إليه بأي وجه من الوجوه أي استنفار لشباب ثورة الياسمين، وإنما جاء اختياره شعارا للترديد بعدياً لقربه المادي والمعنوي من لسان الحال، ولا حتمية في ذلك، كما لا مجال يبدو قوياً، للربط بينه وبين مقولة «الشعر ديوان العرب» لاختلاف السياق والدلالة.
{ قبل ثورة الياسمين في تونس، كان يتم الحديث عن قمة عربية للثقافة، كيف تنظر إلى مستقبل الثقافة العربية بعد هذا الحراك الديمقراطي، الذي يعم جميع الأقطار العربية؟
مفهوم القمة العربية للثقافة لم يكن أبداً واضحاً ولا محدداً، ومثله الهدف من تلك القمة العربية، لكن من الممكن القياس على ما تم ويتم من انعقاد قمم عربية حول موضوعات معينة ومحددة، تبدو أوضح وأكثر مباشرة (من منظور تلك القمم على الأقل)، دون أن يتم فيها تحقيق أي شئ عدا التحايا والقبل، ومتتاليات الخصام والصلح غير المفضيين إلى أي شئ أيضاً، لذلك ما كان يرجي للثقافة من خير أكيد في تلك القمة لو تمت ومتى تمت، على أن حدثاً ثقافياً بالمعنى العميق للكلمة، هو ما أثمرته حركة التغيير الشبابية، إنها تغيير في عمق الثقافة بمعناها العام الواسع والخاص المتخصص، ومن الواضح أن هذه الثورة العربية سواء في تونس أو في مصر أو غيرهما، ستفرز ثقافتها الخاصة في مختلف المجالات، وبخاصة مجال القيم وما يتعلق بالحرية الفردية والجمعية في المجتمع العربي؛ وحتى لو فرضنا جدلا أن بعض الحالات في المنطقة العربية، قد لا تنجح فيها هذه الثورة في إحداث التغيير المنشود حالياً، أو حتى بعض الحالات التي سيبدو وأن هذا الحراك لا يمسها من قريب ولا من بعيد، فإن التحول الثقافي المرتبط بوضعية حراك التغيير في الوطن العربي والدائر حالياً، سواء فيما حققه أو ما هو بسبيل تحقيقه، سيحدث تغييراً ثقافياً متميزاً وشديد الخصوصية بالنسبة لما سبقه، بدون قطيعة نهائية طبعاً.
وكل ما نأمل هو ألا تختلط الفقاعات الثقافية السريعة الطفو على السطح، باعتبارها عمقاً في الثقافة، وهو الأمر الذي يبدو رغم أهميته الآنية في التحفيز والتشجيع والتحميس، بمثابة إجهاز على نتائج الثورة في الثقافة ، قد لا يختلف عن ضروب الإجهاز الأخرى العاملة بقصد الالتفاف أوالركوب على شعارات الثورة، لتأكيد الذات أو إنقاذها أو لغير ذلك من الدواعي، إذ التحول الثقافي وفي الثقافة بالذات يحدث باختمار وربما ببطء نسبي، وهو ما يعني أننا إذا كنا نستعجل التغيير السياسي وما يرتبط به، في الحال والراهن، فإن المنجز العملي من ذلك لا يترجم في الآن نفسه، إلى تغيير ثقافي في العمق، وكل ما يتطلبه الحال هو العمل على إحلال ما يحقق التغيير الثقافي المنشود، بترسيخ قيم الديموقراطية وما يرتبط بها من حقوق وواجبات، وإقامة المناهج والمؤسسات الممكنة، لبناء فكر مواطني علمي ينتمي إلى عصره ومحيطه، ويساهم بإيجابية في التفاعل معه باتجاه صنع التقدم والمستقبل.
{ حدثت هذه الثورات في زمن تقلص فيه المد الثوري بمرجعياته الكبرى المؤطرة له كيف تقرأون هذه المفارقة ؟
هذا مميز هام لما يحدث الآن، وهو يؤكد تعذر التوقع أو مغامرته الفكرية، على طريق وضع التصورات والسيناريوهات الممكنة، فذلك كله رغم فائدته وإمكان مصداقيته أو عدمها، يدخل في باب النشاط الفكري المشروع، ولا يتعدى إطار الممكن بنسبة ما، من بين ما يمكن ولا يمكن حدوثه؛ وعلى سبيل المثال، يمكن أن نذكر أن ثلة من أهم المفكرين العرب ومن خيرتهم، وربما من بلدان أخرى في العالم من خارج المنطقة العربية، كانوا يرون في حرب الخليج الأولى في بداية العقد الأخير من القرن الماضي، مؤشراً أو «بشيراً» بالتغيير الإيجابي المتوقع للمنطقة العربية، وذهبوا في طريق المراهنة على ما تمثله ظاهرة «صدام حسين» في تلك الحرب بالذات من مقدمات ذلك، كما ذهبت من جهة أخرى، توقعات شرقية وغربية، حكومية وأهلية، فردية وجمعية، إلى أن (الإسلاموية) السياسية هي آلية التغيير المنشود أو الممكن على الأقل، سواء بالنسبة للمنتمين لتياراتها أو بالنسبة للقوى المعارضة لها تمام المعارضة، وقبل هذا كان الرهان والتوجس في مرحلة سابقة، من قوى اليسار المحلي والعالمي، دون أن يتحقق شئ من هذا وذاك، بل إن التغيير في أوربا نفسها، جاء عن طريق إسقاط جدار برلين ورمزيته، مما لم يكن ينتظره أحد، ليسري في باقي بلدان أوربا الشرقية، وهو ما يبين الفارق المطلق أو النسبي بين المتوقع والمتحقق على أرض الواقع، من قبيل ما يحدث الآن في المنطقة العربية بكل الخصوصيات المشار إليها سابقاً، والتي تجعل شباب وشعوب المنطقة العربية، هم مبتكرو طريقة التغيير العملية والمتكيفة مع مقتضيات الصراع ضد أنظمة استبدادية، تحتكر السلطة والمال والسلاح وكل شئ، مقابل شعوبها المحرومة من كل ذلك، والتي لا تملك إلا إرادتها الكامنة والمتوثبة باتجاه القيم الإنسانية الأصيلة في الوجود والتعايش.
{ تتسم هذه الثورات بالتلقائية و«العفوية»، وهذا يؤكد غياب المثقفين. كيف تفسر هذا الغياب في التأطير وتشكيل الوعي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ المجتمعات العربية ؟
يمكن الحديث عن غياب جميع المؤسسات والأفراد والجماعات التي كان التوقع والتوجس، يضعانها في موقع القادر على فعل التغيير أو منبعه، سواء من ذلك الأحزاب السياسية أو المنظومات العسكرية أو الاتجاهات السياسية (الإسلامية) أو مختلف الإديولوجيات، وبذلك فالمثقفون أيضاً يسجل غيابهم سواء كقادة أو كمنظرين إيديولوجيين بالنسبة لما حدث ويحدث الآن، لكن ذلك لا يصدق على المثقفين باعتباره غياباً للثقافة، بل إن الثقافة بمعناها العام والخاص فاعل حاضر، وهي المحرك في ما جرى ويجري، وهي ثقافة في العمق وإن بدت في آلياتها ووسائلها مجرد تشبيك أفقي، ويبدو أن المؤسسات التقليدية بمن فيها «المثقفون» في مؤسساتهم الحكومية وغير الحكومية، وفي تنظيراتهم ومحاكماتهم التاريخانية المقارنة واللاتاريخانية جميعاً، لم يفقهوا أبعاد الثقافة الناشئة من حولهم وفيهم، وهي ثقافة وسائل التواصل والاتصال، وروح الانعتاق من كافة الرقابات الأبوية الاجتماعية والأسرية والسياسية والدولتية في الأجيال الشبابية؛ ذلك أن ابتكار العجلة في تاريخ الإنسانية، وقبلها اكتشاف وابتكار النار وغيرها من المخترعات والمكتشفات، لم يكن ليتأتى ولا كان ليمضي دون تخليق وتعميق ثقافة التحول والتغيير، أفكان ما لم يصح على مخترعات وابتكارات موغلة في القدم، ليصح على مخترعات ومبتكرات عصرنا، وكأنها مجرد «كادجيات» وهْم لا تخلق ثقافتها ولا تتأتى من ثقافة؟
غياب مثقفين؟ نعم، كغياب غيرهم مؤسسات وأفراداً، لكن بحضور ثقافة رغم ذلك.
{ دأبت الكثير من الأطروحات النيوكولونيالية على ترويج الفكرة القائلة بأن الشعوب العربية لها القابلية للاستبداد والعبودية، كيف تنظر إلى مثل هذه المواقف ذات الحمولة الاستشراقية ؟
مثل هذه النظريات الحتمية والتعميمية أثبتت وتثبت عدم علميتها، وغالباً ما تنم عن دوافع خاصة، وهي من قبيل نزعة ادعاء تفوُّق بعض الأجناس كالآري، أو الجرماني كما هو لدى النازية على وجه التحديد ولدى غيرها على العموم، مما يحفل به تاريخ الإنسانية منذ عهود العبودية في الأحقاب الغابرة؛ ومن جهة أخرى، ما لاشك فيه أن نمط الاستبداد الذي مرت ولا تزال تمر به المنطقة العربية، يحيل إلى التساؤل والاستغراب بشأنهم، خاصة وهم يقعون قاب قوسين أو أدنى من مراكز الإشعاع والتفوق الحضاري في أوربا، ويعزى ذلك إلى الجهل والتخلف الاجتماعي العام الذي استسلمت له المنطقة العربية، بفعل عوامل كثيرة، مما جعلها تعيش ثقافة الخنوع والتقديس لحكامها وأنظمتها، وهو ما عرفته أوربا نفسها إلى حدود الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر، أو على أحسن تقدير، منذ عهد الأنوار وبداية النهضة الحديثة، ومن ثم يبدو الفارق والفاصل الزمني والمعنوي، ما بين درجتي التقدم في كل من أوربا والعالم العربي، ولا يعني ذلك بالضرورة أن على منطقتنا وشعوبنا في المنطقة العربية، أن تقضي كل عدد تلك القرون قبل أن تحقق ما يجب من تقدم، ولكنه يعني أن علينا بذل جهود أكثر باتجاه المبتكر من الطرق والوسائل والخطط، لتحقيق ما يلزم للالتحاق بالركب، خاصة ونحن نرى شعوب جنوب شرق آسيا، بمن فيها من معتنقو الإيديولوجيات «الكليانية» وكذا ذوو الأنظمة الليبرالية، ومن ذوي المعتقدات الدينية المختلفة من البوذية والكنفوشيوسية إلى الإسلام، وكلهم حققوا التقدم المطلوب بصورة من الصور ودرجة من الدرجات لم تبلغ شأوها المنطقة العربية، ولم تنجز على طريقها قليلا ولا كثيراً؛ وهو ما يعني أن الحديث عن «طبيعة» للإنسان خاملة أو نشيطة، وعن قابلية فطرية للسيادة، أو خنوعية عبودية، وعن بصمة ذكاء أو تبلد غيبية مسبقة، ليس علمياً ولا موضوعياً، إلا في حالات الشذوذ الخلقي والانحراف الوظيفي، ذلك أن المعطيات العلمية في هذا الباب، تسجل للكائن البشري حين ميلاده، استعدادات لا حد لها للتعلم والابتكار؛ والبيئةُ المحيطة من بشرية وطبيعية وغيرها، وكذا نوعية التفاعل مع هذا المحيط وغيره، هي ما يحدد مستوى ونوعية الفعاليات التي تتمظهر بها «الطبيعة» البشرية، وبالتالي تنمو وتزدهر على النحو والدرجة والاتجاه الممكن في خضم ذلك..
{ في انتظار أن تنضج الملامح الموضوعية لهذا الحراك العربي، يجد الملاحظ نفسه بين رؤيتين متناقضتين حيث تتحمس الأولى لما يحدث الآن، معتبرة إياه بارقة أمل حقيقي للقطع التام مع زمن القهر والخوف والإهانة الممنهجة التي طالما عانت منها الشعوب العربية، نجد بالمقابل أصحاب الرؤية الثانية انطلاقا من تبنيهم لنظرية المؤامرة، يختزلون الأمر في مقولة دسائس الغرب ومقالبه الموجهة ضد أمن واستقرار الغرب والمسلمين قاطبة، كيف تنظر من جهتك إلى الرؤيتين؟
أولاً، لا مؤامرة بهذا المعنى ولا معنى لها، وحتى لو أمكن هذا الاحتمال البعيد، فيجب ألا ندخله في الاعتبار، لأنه يدخل في حكم الغيبيات، ولا ننسى أن الأنظمة العربية الاستبدادية والتي يقوم الحراك ضدها، هي ممن يروج لمثل هذه الأطاريح المتهاوية، من قبيل الوصم بالإرهابية وما شابهها؛ هذا لا ينفي أن للغرب مصالح أساسية وأهدافاً استراتيجية في المنطقة، كما في كافة مناطق العالم، لكن هذه المنافع كان جلها إن لم يكن كلها متحققاً في الأوضاع السابقة لهذا الحراك، وهي ستظل تتحقق حتى مع نجاح هذا الحراك، على أنحاء ووجوه قد تختلف، وقد تتحقق فيها بعض أهداف هذا الحراك في الكرامة والتقدم والعدالة، وإن المأمول انتفاؤه مع النتائج الإيجابية المنشودة للحراك الحاضر في منطقتنا، هو أن لا يكون ثمن انتفاع الغرب من المنطقة، ملازماً لوقوع الظلم والانسحاق على ذويها والمنتمين إليها، كما هو واضح فاضح في الوضع في فلسطين على سبيل المثال.
{ عند الحديث عن العدوى الديمقراطية التي تجتاح العالم العربي، يتم الحديث عن (الاستثناء المغربي) ما هي معالم هذا الاستثناء إن وجدت ؟
لا يوجد استثاء بقدر ما يوجد اختلاف، وهو اختلاف ساهمت وتساهم فيه الجغرافيا والتاريخ، فالمغرب اختلف عن سائر الأنظمة العربية بالمشرق في التعامل مع مركزية الخلافة الإسلامية منذ العصر الوسيط على الأقل، ومنذ بداية العباسيين تحديداً، كما أنه كان مختلفاً على النحو نفسه في العصر الحديث وعلى النحو نفسه في التعامل مع الخلافة العثمانية وامبراطوريتها المترامية، وأيضاً كان المغرب ولا يزال له وضعه الخاص في التعامل مع الغرب الأوربي، في علاقة المد والجزر وعبر القرون، يتبادل فيها الطرفان التجاور والتجاوز والاحتلال المتبادل؛ أما الاستثناء المدرك مباشرة، والذي يمكن أن يشكله النموذج المغربي، فهو في تخلفه المريع بالمقارنة مع منطقة (جواره وحواره الأوربية) رغماً عن علاقة لها هذا الجدل الحي المستمر؛ على أن المغرب في انتمائه إلى المنطقة العربية، كان يمكن أن يمثل استثناء حقيقياً، لو أنه انخرط في التقدم المجتمعي مع بداية الاستقلال، إذ أنه كان يبدو قابلا للكثير من ذلك، باعتباره عرف التعددية الحزبية باختلافاتها السياسية منذ مرحلة الاستعمار، وتبنى ذلك سياسياً ومبدئياً في دولة الاستقلال، علاوة على أن المغرب كان يتوافر له ما لم يكن لغيره إذ ذاك، من مؤسسة ملكية شعبية مناضلة، في قيادة عاهله محمد الخامس وولي عهده إذ ذاك الملك الحسن الثاني، لكن ما حصل سواء من قبل القوى الوطنية بمختلف أطيافها، أو المؤسسة الملكية، تمثل في صراع طويل أضاع ما لا يقل عن أربعة عقود، ليصل المغرب إلى العهد الجديد الذي يبدو فيه المغرب محكوماً بقدر تحقيق الديموقراطية والعدالة الاجتماعية من ضمن غيره ممن لم تتح لهم مثل فرصه، أو لم يصنعوا صنيعه التاريخي بصنعها، وهو ما بدأت بشائره منذ بداية القرن الحالي، واعتراه بعض فتور، لتجدد دورته الطبيعية دينامية الحراك الشبابي في الفترة الحالية؛ ومن هنا يبدو «الاختلاف» المغربي وليس «الاستثناء»، باعتبار المغرب قد أدى ثمن المنعطف الحالي على مدى عقود سابقة، ربما بما يعادل أو يقارب بكيفية ما، ما تؤديه حالياً أو ستؤديه مستقبلا، مجتمعات عربية أخرى، كل بدرجة وطريقة تفرضها شروط وجوده وتفاعله.
{ هل تعتقد أن الإصلاحات الدستورية التي تنهجها بلادنا ستؤهل المغرب، إلى الانتقال إلى الديمقراطية التي طال أمدها ؟
إنها فرصتنا الملائمة والموعد الذي ليس من حقنا أن نخلفه، وذلك باعتبار الإرهاصات بل الخطوات الجريئة التي جاء العهد الملكي الجديد، معبراً عنها منذ بدايتها، وكذا الإنجازات التي حققها على هذا الطريق مهما تكن غير كافية، أو لم تؤت كامل ثمارها إلى اليوم لسبب أو آخر؛ لذلك فالإصلاحات الدستورية المرتقبة يجب أن تؤهل البلاد لعصر آخر، مخالف ومختلف، وهو ما أوضح معالمه الكبرى الخطاب الملكي ليوم 9 مارس الأخير، وحدد مختلف جوانبه وأبعاده، بحيث يبدو متجاوزاً في دلالاته وامتداداته، لسقف كل ما كان يرفع من شعارات قبل وبعد وأثناء حراك 20 فبراير.
وبطبيعة الحال، يبقى المأخذ والعبء على لجنة مراجعة الدستور، لتكون في مستوى الموعد، ثم يقع العبء والمسؤولية على مختلف مكونات المشهد السياسي والمدني المغربي، أثناء وبعد ذلك، لترجمة بنود الدستور إلى حياة يومية عبر المؤسسات والآليات، ولا ننسى هنا أن الدستور الحالي نفسه، يشتمل على بنود ومؤسسات لم تفعل أو لم تترجم إلى صيغ عملية على أرض الواقع، وهذا ما يحتم عملا متواصلا من قبل الجميع للارتقاء بالبلد والمجتمع، إلى مراقي الدول والمجتمعات الديموقراطية حقاً، والمتقدمة حقاً كذلك.
{ من مضمرات الفكر السياسي النظر إلى الحركة الإصلاحية باعتبارها نتاجا لتحول في سيرورة الوعي المعرفي، بينما نجد أن النخب المغربية تحاول الالتحاق بهذه التحولات، هل تعتبر ذلك نتيجة لوجود أزمة تستدعي ضرورة التسريع بثورة ثقافية؟
أشرت آنفاً إلى أن وراء هذا الحراك ومعه، أو خلفه وتحته ثقافة، لكنها ليست بالضرورة تلك التي تلقنها مناهجنا ومدارسنا بالضرورة، لكنها أيضاً ليست بالدخيلة كلياً، إلا إذا اعتبرنا عقول أبنائنا الذين هم منا، هم في الآن نفسه لا ينتمون إلينا ولا إلى عقولنا، لمجرد أنهم تجاوزونا في الفكر والعمل، بثقافة اكتسبوها أجزاء منا ومن غيرنا، بصوالحها وطوالحها، لكنهم طوروها باتجاه التغيير، بينما كان أغلبنا يرى أنها مجرد لهو أو عبث عابر، ويجب ألا ننسى هنا، أن في شبابنا السالف ومراحل تطور مجتمعنا السابقة، مفاصل ثقافية مختلفة بالطبع والطبيعة عما يجرب ويجري الآن، لكنها كانت انتماءنا وهويتنا في تلك المراحل، وتحقق بها ما تحقق، رغم أن هناك من كان ينكرها في مرجعياتها المزيجة إذ ذاك (والهجينة قدحياً من وجهة نظر البعض إذ ذاك)؛ من هنا فالغياب المسجل للفعاليات المعهودة في الساحات الثقافية والسياسية عن الحراك الحالي، وفي قيادته وريادته على الخصوص، إنما هو غياب لمن احتكروا تلك الساحات، واعتبروها بمثابة ملكهم الخاص ومجال الانتماء والائتمان المقصور عليهم، من منظور أن لا شئ من سياسي أو ثقافي أو غيره، يكون له اعتباره إذا لم يمر عبرهم وفي نطاق هوامش تحركهم؛ ليأتي ما يجري الآن، متجاوزا المألوف وليفرض على القادة الثقافيين والسياسيين والاجتماعيين أن يستوعبوه على أنه جزء منهم، لأنه يحمل بصمة الأجيال الجديدة وبمؤشرات ثقافية جديدة، وليتبلور أهم ما يجمع حول هذا الحراك ويدعو إلى الحفاظ على نهجه: وهو أنه لخير الأمة والمجتمع بكامله، وأنه ربما الموعد الأخير الذي يجب ألا نخلفه مع الديموقراطية ومجتمع الكرامة والمؤسسات الفعلية الحقيقية، فالحراك الحالي بقدر ما هو ممثل لثقافة، هو أيضاً بالضرورة، حامل ثقافة أيضاً، وخالق ثقافته الخاصة في الحاضر والمستقبل، وذلك بالقدر الذي لا يحتمل تدخلا تعسفياً لاصطناع ثورة ثقافية، لأنها تتخلق هنا والآن بآلياتها التكوينية الداخلية، مع المجريات والمستجدات.
{ يقول بعض الباحثين، إن ظهور الإسلام السياسي في العالم العربي هو نتاج للجمود السياسي، وأن هذه الثورة الديمقراطية هي بمثابة صمام أمان ضد الإسلام الراديكالي ؟
ظهور الإسلام السياسي مألوف في مراحل عديدة من تاريخ العرب والإسلام، سواء توصل إلى السلطة أو لم يصل، كل ما يمكن قوله إن حضور الإسلام السياسي في الفترة الحالية، جاء في مرحلة تعتبر نظرياً غير مؤهلة لاستنبات إيديولوجيات دينية أو تستند إلى الدين بهذه القوة وهذا الاكتساح، ويمكن أن نلحظ أن الإسلام السياسي كمختلف الإيديولوجيات الأخرى غير المستندة إلى الدين واليسار العربي منها على الخصوص تبرعم في الفترة المعاصرة بالذات متزامناً متوازياً، مع تبرعم التيارات اليسارية والعلمانية وحتى اللادينية على قلة شأنها في المنطقة العربية وكان من شأن تفاعلات المرحلة مادياً وموضوعياً، أن أعطت الامتياز بمعيار ميزان القوة العالمي، إلى التيارات اليسارية والمجاورة لها والمشابهة ليعلو شأنها، بينما تأجل البروز القوي للتيارات الإسلامية، إلى أن قوّتْ من فرصة ظهوره خيبة الآمال والصدمات الاجتماعية والسياسية، المتولدة عن تسلط أنظمة الاستبداد الدعية المدعية للديموقراطية واللاشتراكية والانتماءات الشعبية، دون تحقيق سوى العكس من ذلك كله.
والثورة الديموقراطية الحالية، إذا صحت لها هذه التسمية، فهي صمام أمان من كل تطرف كيفما كان لونه وطعمه، ومهما كان اللباس الذي يكتسيه رداء، دينياً كان أو مدنياً أو عسكرياً، لأن أهم ما تؤكده ظاهرة الثورة الحالية، أن لا أحد وحده يمتلك الحقيقة، وأن تحليل الواقع متعدد الجهات والجوانب، كما أن المستقبل حمال أوجه، علاوة على ما تدحضه تجربة الثورة العربية الحالية، من ادعاءات من يهمهم الحفاظ على الواقع الاستبدادي بمختلف التبريرات الواهية المغرضة، وما تسقطه من أقنعة ومشاجب الكذب والبهتان التي طالما هُضمت حقوق المواطن العربي بتعلق بها، وعلى رأسها التضحية بضياع الحرية الفردية والجمعية ومختلف الحقوق، في سبيل القضية المصيرية وهي تحرير فلسطين على سبيل المثال، فكيف يحرر فلسطين أو غيرها، من لا يحرر شعبه أولا؟
{ إن القاسم المشترك بين الثورات العربية يتمثل في مبادرة إلى إشعالها، هل ترى أن المحللين السياسيين والمثقفين عموما قد استهانوا بدور الشباب الذين ألصقت بهم نعوت العزوف السياسي والابتعاد عن الشأن العام؟
العزوف عن السياسي بمعنى الانصراف عن «الانتخاباتي» وعضوية الأحزاب السياسية وحتى الجمعيات المدنية، ظاهرة ثابتة مثبتة بالأرقام والدلالات الإحصائية، إلا أن الأمر في ذلك يعود إلى الممارسة الانتخابية كما تعود المواطن العربي على نتائجها المطبوخة سلفاً في المختبرات الأمنية للدولة، والتي أصبحت الأحزاب السياسية بدورها نسخة منها في انعدام الديموقراطية الداخلية، وفي التسابق على المنافع الآجلة والمصالح وحتى في توريث المسؤوليات الحزبية أو توزيعها على الأقارب والحاشيات، لذلك كان من نتائج مثل هذا «الحراك المعكوس» شعور المواطن بأنه غير معني بما يجري، وما لا جدوى منه بالتالي، ويكفي أن ننظر في التفريخات الحزبية المتتالية في مشهدنا السياسي والانشقاقات التي لا يبررها إلا مفهوم أنها «مقاولات سياسية»، تُركب سبيلا للاحتراف السياسي، وسلوك أقرب طريق وأقصره إلى الاغتناء على حساب الشعوب.
بيد أن هذا العزوف عن الانتخابي والحزبي بهذا التصور، لا يعني الانصراف عن السياسي بمعني هموم واهتمامات الوطن والمواطن، ولذلك يمثل الحراك الثوري الحالي وهو شبابي بدون لافتة حزبية أو إديولوجية أو دينية، تجسيداً لهذا الاهتمام بالسياسي قي هذا المعنى الاجتماعي الإنساني، المتسامي عن الانتماءات الضيقة، والمنفتح على التغيير من أجل الجميع، بمساهمة الجميع، بدون أي تحديد إلا الانتماء للوطن والقيم الإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.