تعيش أزيد من 300 عائلة بحي «الغرابة»، أحد الأحياء الهامشية بمدينة بركان، وضعية مأساوية متواصلة وذلك بسبب ما آلت اليه أوضاع أفرادها الاجتماعية من ترد وإقصاء ، وذلك بالرغم من المحاولات التي قام بها بعض شباب الحي من أجل لفت انتباه المسؤولين الى مظاهر التهميش التي يعيشون عليها منذ 1966 ، وهي السنة التي تشكل فيها هذا الحي ، وحسب تصريحات بعض ساكنة الدوار المذكور للجريدة، فإن الساكنة تتكون في الاصل من العمال الذين كانوا يشتغلون عند شركة ( سيكور) التي منحت لهم حسب ذات التصريحات قطعة أرضية بنيت فوقها مساكن قصديرية متواضعة على أساس الالتزام بالعمل عند الشركة المذكورة ومع مرور الوقت توقفت الشركة على العمل ليظل الحي غارقا في التهميش والاقصاء ، إذ ليس هناك قنوات للوادي الحار ولا لتصريف مياه الامطار مما يحول حياة الساكنة الى مأساة حقيقية لاسيما عند تساقط الامطار. ويتساءل السكان عن الأسباب الحقيقية التي كانت وراء توقيف مشروع الوادي الحار منذ ازيد من سبع سنوات بالرغم من انطلاق اشغال الانجاز، ويجد السكان مشاكل عديدة في التعامل مع مياه الامطار والمياه العادمة خاصة وانهم لايملكون الا مطامر ترغمهم على افراغها بشكل متواصل وذلك في غياب أي دعم لبلدية بركان في الموضوع . ولا تقف مظاهر المعاناة عند هذا ، بل تتجاوز ذلك الى غياب الماء الصالح للشرب حيث لاتوجد بالحي كله الا حنفية عمومية واحدة يستفيد منها ازيد من 1500 نسمة ويخضع فتحها وإغلاقها للتوقيت الاداري مما يحتم على السكان الاتجاه صوب قناة الري الرئيسية القريبة والتي تشكل باستمرار خطرا ، خاصة على الاطفال الصغار الذين يقصدونها لجلب الماء، هذا الى جانب عدم توفر الحي المذكور على اية نواة تربوية تستقبل العدد الهائل من الاطفال الذين يرغمهم التهميش على قطع مسافات لبلوغ أقرب مدرسة ، هذا وقد جاء في تصريحات مصادرنا أن السلطات المحلية تتعامل مع هؤلاء السكان باعتبارهم قاطنين بشكل فوضوي لذلك تطالبهم بقبول الانخراط في مشروع نقلهم الى منطقة واو لوت، كحل بديل لحي (الغرابة) ، إلا ان السكان يرفضون ذلك البديل لاعتبارات كثيرة يوجزها بعضهم في التمسك بإعادة هيكلة الحي ذاته فوق القطعة الارضية نفسها التي يوجد فوقها، اضافة الى ان افراد العائلات نساء ورجالا ، يشتغلون مياومين بالاراضي الفلاحية المجاورة وكل بعد عن المدينة سيتسبب في مشاكل أمنية ، لاسيما في صفوف النساء والفتيات والاطفال والذين ظل آباؤهم متمسكين منذ 1966 بهذا المكان، ولايعقل ، تتابع ذات المصادر، تنقيل أبنائهم الى مكان خارج المدينة بدون أي مبرر معقول، وأمام رفض هؤلاء السكان لعملية تنقيلهم تزداد مشاكل الحي وتتعقد مظاهر البؤس دون أن يلتفت المسؤولون الى ذلك، باستثناء وعود تأتي مع الحملات الانتخابية لتنتهي حتى إشعار انتخابي آخر .