ماريا دنياس، التي رأت النور في 1964، وقعت أول رواية لها لقيت ترحيبا من لدن القراء. وقد أصبحت الروائية، التي تقول إنها تكتب من أجل المتعة، روائية مشهورة تلقى مكافأة عن عملها الضخم بشهرة لم تكن تحلم بها. الرواية الجديدة وتحمل عنوان «جاسوسة طنجة»، رأت النور بدون دعاية كبرى، لكن الشهرة نمت بالحديث الشفوي وحكايات الناس إلى أن أصبحت ظاهرة في النشر، حيث أن الكتاب بيعت منه أزيد من مليون نسخة. القصة الطويلة (قرابة 600 صفحة) ستتحول إلى سلسلة تلفزية على القناة الإسبانية أنتينا 3. في رواية الأستاذة الجامعية في مورسيا، تعود بنا الكاتبة إلى مدريد الثلاثينيات لتروي لنا قصة سيرا، الخياطة التي تعيش مع أمها والتي تستعد، أيضا، للزواج من خاطبها. لكن يحدث أنها دخلت، ذات يوم، إلى محل لبيع الآلات الكاتبة، وعندها ترنحت حياتها واهتزت عند لقاء زاميرو، الذي يكبرها ب15 سنة، بسبب قوة سحره وجاذبيته. تتواصل فصول الرواية عندما تقرر سيرا هجر خطيبها في الحال، وإلغاء زواجها والسفر رفقة عشيقها الجديد إلى طنجة، حيث يحلم بالثراء والغنى. وتعيش سيرا الحياة في طنجة من حفل إلى آخر، تحت الشمس المتوسطية، بدون صعوبات كبيرة ولا تعثرات، إلى أن توصلت ذات مساء، وقد بدأت تنتظر طفلا، برسالة من راميرو تخبرها بأنه هجرها. إن عمرها وقتها 20 سنة، وأصبحت بلا مال ولا معيل، فركبت حافلة أقلتها إلى تطوان، حيث سيغمي عليها. بعد أن قضت بضعة أسابيع في المستشفى، أصبحت محط عناية من طرف إحدى المهربات ذات الشخصية القوية. ساعدتها على فتح محل للخياطة. عندما اندلعت الحرب الأهلية في إسبانيا، بدأت سيرا تخيط للأجنبيات الغنيات، لا سميا الألمانيات اللواتي لم يستطعن العبور إلى شبه الجزيرة، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية طلبت منها سيدة إنجليزية نقل المناقشات التي تدور بين الألمانيات لمنع أي تقارب بين إسبانيا النازية وإسبانيا الفاشية. وبذلك أصبحت الشابة سيرا تتجسس لحساب الحلفاء، مبتكرة في ذلك حيلا ذكية ونظاما تواصليا ماهرا.