نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    بلاغ من الديوان الملكي: اجتماع لتدارس تحيين مبادرة الحكم الذاتي تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    مونديال الناشئين.. المنتخب المغربي يضمن رسميا تأهله إلى دور 32 بعد هزيمة المكسيك وكوت ديفوار    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    أخنوش: الكلفة الأولية للبرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية لا تقل عن 77 مليار درهم    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    تعديلاتٌ للأغلبية تستهدف رفع رسوم استيراد غسّالات الملابس وزجاج السيارات    قضاء فرنسا يأمر بالإفراج عن ساركوزي    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    متجر "شي إن" بباريس يستقبل عددا قياسيا من الزبائن رغم فضيحة الدمى الجنسية    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    المغرب يتطلع إلى توقيع 645 اتفاقية وبروتوكولا ومعاهدة خلال سنة 2026.. نحو 42% منها اقتصادية    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    اتهامات بالتزوير وخيانة الأمانة في مشروع طبي معروض لترخيص وزارة الصحة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بانخفاض    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    توقيف مروج للمخدرات بتارودانت    البرلمان يستدعي رئيس الحكومة لمساءلته حول حصيلة التنمية في الصحراء المغربية    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    العيون.. سفراء أفارقة معتمدون بالمغرب يشيدون بالرؤية الملكية في مجال التكوين المهني    احتجاجات حركة "جيل زد " والدور السياسي لفئة الشباب بالمغرب    حسناء أبوزيد تكتب: قضية الصحراء وفكرة بناء بيئة الحل من الداخل    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمن، البناء العشوائي و التردي الصحي.. صرخات لإنقاذ إنزكان أيت ملول
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 25 - 06 - 2012

تعد عمالة انزكان ايت ملول من العمالات الاكثر استقطابا واستقبالا للمهاجرين من كافة بقاع المملكة، نظرا لتواجد هذا الاقليم في منطقة تعد الاولى وطنيا في زراعة وتصدير الخضر والفواكه، مما يجعلها تستقطب يدا عاملة مدربة وغير مدربة، مع وجود ميناء صيد يوفر فرص شغل كبيرة، اضافة الى كون هذا الاقليم يعد صلة وصل بين شمال المغرب وجنوبه، وهذا كله ادى الى توسيع العمران وامتداد مساحة المدن والمراكز وارتفاع عدد السكان بها وخصوصا المدن والمراكز الجديدة التي تعرف «غزوا» ديموغرافيا لا نظير له حتى على الصعيد الوطني ، مثل منطقة «القليعة» التي يصل فيها النمو الديموغرافي نسبة 7% سنويا واكثر ، مما يتطلب توفير مؤسسات تعليمية جديدة وتوسيع متواصل للعرض التربوي، وفي هذا الاطار عرفت نيابة وزارة التربية الوطنية في السنوات الاخيرة عمليات واسعة لتوسيع المؤسسات التعليمية القائمة وتشييد مؤسسات تعليمية جديدة: 13 مؤسسة جديدة في طور الانجاز.
الحرمان من ثانوية تأهيلية وثانوية تقنية!
منذ إنشاء الثانوية التأهيلية «الحسن الخياط» في الثمانينات الى الآن، لم تقم الجهات التربوية المسؤولة ببناء اية ثانوية تأهيلية جديدة قادرة على استيعاب العرض التربوي، الذي اخذ في التصاعد دون ان تتمكن الثانويات المتواجدة من استيعاب الاعداد الغفيرة من التلاميذ الذين يفدون عليها من روافد مؤسسات عديدة ومن احياء سكنية مكتظة كحي الجرف وتراست، ولذا لجأت النيابة الى استغلال الفائض من القاعات المتواجدة بعدد من الاعداديات (إعداديتا رحال بن احمد واحمد المنصور الذهبي) وفي رد النائب الاقليمي على احدى النقابات التعليمية، أكد ان جماعة انزكان في حاجة الى توسيع العرض التربوي بالثانوي التأهيلي، وان الامر اصبح ملحا غير ان المشكل هو توفير الوعاء العقاري، وهو امر يتدخل فيه عدة متدخلين وخصوصا السلطات الاقليمية، هذه السلطات هي التي اصلا لم تسمح للسلطة التربوية باقتناء بقعة ارضية صالحة لبناء ثانوية تأهيلية بحي تراست ، بل ان السلطة الاقليمية تستحوذ على مساحة ارضية كبيرة(اريد لها ان تكون اقامة للضيافة) بجوار النيابة الاقليمية للتعليم ، وهي صالحة لإقامة عدد من المؤسسات التربوية وليس مؤسسة تعليمية واحدة فقط !! لكن الامر اصبح ملحا جدا، وإلا فان النيابة ستضطر الى تحويل احدى الاعداديات الى ثانوية تأهيلية، وهناك كذلك «ثانوية الرياضيين» والتي اغلقت منذ اكثر من ثلاث سنوات وقد تكون مركزا للتكوين المستمر، لكن تحويل المراكز التربوية الجهوية الى مراكز لتكوين المهن التربوية قد يسمح باستغلال هذا الفضاء لإقامة ثانوية جديدة، ان الضغط الحاصل في التعليم الثانوي التأهيلي بمدينة انزكان هو نفسه الحاصل في عدد من الجماعات وخصوصا بأيت ملول والقليعة وتمسية ، وهذا ما يتطلب توسيعا للعرض التربوي لمواجهة المد المتصاعد لأعداد التلاميذ في التعليم الثانوي التأهيلي ، وان كانت النيابة الاقليمية للوزارة قد حققت نتائج مهمة في هذا المجال من خلال تسجيل مستوى متميز في عدة مؤشرات ، ويبقى مؤشر الاكتظاظ في بعض المواقع (انزكان القليعة أزرو )عامل قلق في حاجة الى ان تبذل جهود من كل الاطراف من اجل التخفيف منه ولعل الخصاص في الموارد البشرية يزيد من استفحال هذا الوضع.
مشاريع البناء تسير بشكل بطيء وعشوائي
بخصوص برمجة البناءات وتنفيذها ، فالأمر مرتبط اصلا بالخريطة المستقبلية وتوفير الاعتمادات الضرورية لإجراء الدراسات وانجاز المشاريع، لأن البرمجة تأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات الرقمية الديموغرافية واحصائيات الفئة العمرية في سن التمدرس، وبناء على ذلك تحدد الحاجيات المستقبلية من البنايات في المدى القريب والمتوسط، وتخضع سنويا للتحيين بناء على المعطيات المتجددة، اما إنجاز المشاريع فتخضع لقوانين ومساطر دقيقة تتولى المؤسسات العمومية المراقبة والتدقيق والمحاسبة، لكن بطء عملها وتعقد مساطرها وعشوائية مواقيتها جعل العديد من المؤسسات تعرف بطءا في الانجاز، حتى ان ثانوية تأهيلية خرجت في الحركة الانتقالية وتم تعيين اطرها الادارية والتربوية، دون ان تخرج الى الوجود مما دفع المسؤولين عن التخطيط والبنايات والتجهيز الى «تسفير» و «تهجير» التلاميذ نحو مؤسسات تعليمية اخرى قريبة او بعيدة من المؤسسة الاصلية غير الموجودة على ارض الواقع (ثانوية احد بجماعة تمسية..) وأما ترميم واصلاح المؤسسات التعليمية وفق البرنامج الاستعجالي فإنها عرفت اصلاحات عشوائية في كثير من المؤسسات التي لم تعرف الاصلاح بالمعنى العمراني والتقني، وانما مجرد صباغة الجدران بمواد رديئة وتغيير اجهزة كهربائية بأخرى رخيصة وغير ذي جودة، كما ان مراكز التوجيه داخل الثانويات بنيت دون اتباع المعايير المطلوبة لذلك ، وقد يفجر ذلك غضبا جادا في صفوف الموجهين ورؤساء المؤسسات التعليمية لكون عمليات البناء استمرت مدة طويلة ودون ان تحقق الجودة العمرانية والتقنية.
الذاكرة التاريخية للمدينة مهددة بالتفويت
تعتبر قصبة انزكان من المعالم التاريخية التي تستبطن فترة تاريخية هامة من تاريخ قبائل سوس وخصوصا قبيلتي كسيمة ومسكينة، وتوجد بهاته القصبة العديد من المعالم الدينية والتراثية ، كضريح سيدي الحاج مبارك بن الحسن بن الحاج محمد السملالي، وارتباطا مع هذا الولي الصالح الذي يقصده عدد كبير من الزوار ليس للتبرك فقط ، وانما كذلك للتجارة وتسويق المنتوج المحلي خصوصا منتوج الصناعة التقليدية، وكان يقام كل سنة موسم باسم هذا الولي يقصده كل سكان الجهة الجنوبية، ويعرف رواجا تجاريا لا حدود له، بل يضاهي في رواجه التجاري المواسم الكبرى بالجهة، لكن بعد ان ظهرت محاولات غير بريئة تتوخى تحويل جزء من هاته القصبة الى مشروع خاص تحت يافطة ان جزءا كبيرا من البناية آيل للسقوط، لذا تحركت اياد خفية ومطامع عقارية تريد قص جزء من هاته المعلمة التاريخية لتحوله الى مشروع تجاري وخصوصا الجزء الموجود على شارعي محمد الخامس وزنقة القصبة وهي قطعة مساحتها 450 مترا مربعا، ورغم ان هناك محاولات المجتمع المدني لحماية هذا التراث المادي التاريخي الذي يجسد الذاكرة الجماعية في شكل مشاريع ثقافية وفنية وعلمية حيث كان عدد من الفاعلين المحليين قد أعطوا مقترحات ومشاريع لاقامة مركبات سوسيو ثقافية دينية من قبيل اقامة متحف وخزانة وقاعة للمحاضرات ومكتبة ومعهد للموسيقى ومعارض للصناعة التقليدية، حتى تعود هاته القصبة لتقوم بدورها في صيانة وحماية الذاكرة التاريخية للمدينة، فالتاريخ القريب يعطي لهاته القصبة اهمية قصوى باعتبارها تمثل رمزا مخزنيا «القايد امسكين» وتجسد مرحلة النضال ضد المستعمر الفرنسي، اذ تم الاحتفال بالقرب من هذا المكان بزيارة المقيم العام الفرنسي وفيه تعرض للاحتجاجات وهجوم من طرف الوطنيين بالمدينة حيث اعتقل العديد منهم.
أما الضريح فكان مقصدا ومحجا لنساء المنطقة، لكن اهميته الفنية والجمالية والبيئية حولته الى فضاء للاستجمام والاسترخاء للأسر المحلية التي تقصده كل يوم في غياب مجالات خضراء، وكذلك عرف هذا الضريح كملتقى سنوي لحملة كتاب الله عز وجل من كل المناطق والقبائل السوسية يقصدونه للتباري في حفظ القرآن الكريم.
إن اي مساس بهذه القصبة هو مساس واستهتار بكافة المكونات الثقافية للذاكرة الجماعية المحلية، انه ليس للبيع، ولا للرهن، ولا للمتاجرة او السمسرة، «هذه القصبة كانت في الماضي القريب مقرا لأول عمالة في الاقليم» ، ومن ثم على عامل الإقليم ان يقف بالمرصاد امام لوبيات العقار التي تتربص بهاته المعلمة التاريخية في غياب حزم اداري وقانوني من قبل وزارة الثقافة والاوقاف، مما يعطي الانطباع ان هناك شيئا يطبخ في الظلام، لذلك يطالب كل فاعل وكل غيور المسؤول الاول بالعمالة، بأن يحبط محاولة غصب حق المدينة في هاته المعلمة التاريخية بدعوى ان جزءا من هاته المعلمة آيل للسقوط؟ فهذا الموروث ليس بناية او دورا سكنية يجب اصلاحها او هدمها، بل القصبة هي معلمة تاريخية يجب على الجميع العمل من اجل اعادة ترميمها كما هو الامر في المعالم التاريخية التي رممت بتارودانت والصويرة ومراكش وتزنيت....ولماذا اذن سيتم الاستغناء عن ترميم هاته القصبة؟
انزكان مدينة خارج التغطية الامنية الآمنة
تم تعيين عامل جديد على الاقليم له تكوين وخبرة امنية كما انه كان في السابق مسؤولا امنيا بنفس المدينة، مما سيسهل عليه فك لغز الغياب الامني بالاقليم ، وانه مطلع كثيرا على الملف الامني بأدق تفاصيله وقد تكون مهمته الامنية اكثر منها ترابية خصوصا في اقليم يعيش على الاجرام والفساد والدعارة والشعوذة، فالراكب في وسائل النقل العمومية يتعرض باستمرار للاعتداء والنهب ، اما النساء والفتيات فحظهن أسوأ خصوصا في الحافلات التي تتجه صوب التمسية والقليعة وازرو.. حيث يتم احتجازها من طرف عصابات المجرمين الذين يفرضون وحشيتهم ونزعاتهم العدوانية داخل هاته الحافلات ينتزعون ويعتدون ثم يلوذون بالفرار في امن وامان دون ان يتعرضوا للتوقيف او التقديم لغياب المواكبة الامنية في هاته الخطوط السوداء.
المحطة الطرقية بإنزكان هي محطة رئيسية لعصابات الاجرام الذين يتربصون بالركاب وبالمارة وبزوار المدينة فيتحايلون عليهم باسم «الكوارتيا» او يعتدون عليهم وينزعون منهم ممتلكاتهم و نقودهم واذا سلمت «الجرة» يخرج الضحية على الاقل سليم البدن، اما اذا قرر المقاومة فمصيره ان يسلب منه جزء من جسمه وغالبا ما يعتدى على الضحية من طرف مجموعات محترفة للإجرام يتربصون بالركاب وبالزوار طوال اليوم ليلا ونهارا خصوصا وان هاته المحطة تعتبر من اكبر المحطات الطرقية بجنوب المغرب، وفي جماعة القليعة والتمسية وايت ملول فإن الاجرام يتخذ ابعادا خطيرة نظرا لقلة الموارد البشرية الامنية واتساع اطراف هاته الجماعات ووجود هجرة مكثفة اليها خصوصا القليعة الحديثة العهد ، ومع ذلك وصل عدد سكانها 100 الف نسمة، اغلبهم يعيشون في احياء عشوائية تقطنها ساكنة عاملة في الضيعات الفلاحية او في الميناء او في معامل التلفيف، لذا تجد نسبة كبيرة من الساكنة هم من النساء وهذا ما شجع عصابات الاجرام والمخدرات والدعارة والشعوذة للهيمنة على الفضاء المجتمعي لهاته الجماعة الحضرية الحديثة العهد ، وهي مرتع خصب للمشعوذين والدجالين الذين يؤثثون فضاء هاته الجماعة حتى ان اغلب حوادث النصب والاحتيال هي آتية من هاته الفئة المشعوذة بالقليعة والتمسية، كما تحصل حوادث خطيرة وبشعة تسبب في سرقة الاطفال الذين يصنفون «بالزهريين» وخصوصا الاطفال المتخلى عنهم والمشردين منهم وكثيرا ما عرفت محاكم المنطقة حالات كثيرة في هاته الظواهر المروعة.
محيط المؤسسات التعليمية محتل من قبل عصابات ترويج المخدرات والتحرش الجنسي الى حد ان هاته العصابات لها امتدادات واسعة داخل المؤسسات التعليمية وهناك تروج سمومها في صفوف الاطفال والتلاميذ والتلميذات، بل ان تجارة المخدرات والسموم في هاته المؤسسات اكبر مما يروج خارجها وبالذات سموم «الكالة» و «القرقوبي» و «الحشيش»، اما معاقرة الخمور والمياه الملوثة «ماء الحياة» فتنتشر بمحيط هاته المؤسسات او بفضاء الملاعب الرياضية البعيدة عن المراقبة وخصوصا اذا كانت هاته المؤسسات بهوامش المدن او بجوار الاحياء العشوائية «انزكان» «ايت ملول» «القليعة» «التمسية».
اسواق غير مهيكلة
تعتبر انزكان سوقا غير مهيكلة فبين كل سوق وسوق هناك سوق عشوائي، اينما وليت وجهك فلن ترى الا عشوائية الاسواق، ويمكن احصاء عدد كبير من الاسواق في مدينة لاوجه ولالون لها الا لون الرماد العشوائي «سوق المتلاشيات»»السوق الجديد المؤقت»»سوق الثلاثاء اليومي»»السوق البلدي»»سوق الثمور»»سوق الجملة للخضر والفواكه» «سوق تراست»»سوق الجرف»، اسواق في وسط الساحات والممرات وخصوصا بشارع المختار السوسي...كلها اسواق غير مهيكلة ولا تتوفر فيها ادنى شروط السلامة البيئية و لا الامنية ولا الادارية، ولا تتوفر على بنية تحتية «ماء وكهرباء» و»صرف صحي»مما يحولها الى اسواق عشوائية غيرت معالم المدينة وجعلتها تبدو بصورة بدوية اكثر منها حضرية ، لدرجة تعطي اسماء لهاته الاسواق بل حتى للمدينة التي شبهها البعض ب»كابول» او»مقديشيو» لكثرة العربات المجرورة او الدواب وكثرة التلوث...
وحتى حينما تم التفكير في اقامة سوق جديد، لم تراع فيه الشروط القانونية والعمرانية والاجتماعية اللازمة لإعادة هيكلة الاسواق، فهذا السوق الجديد يضم اكثر من ألفي متجر، لكن لم تستفد منه فئة تجار المدينة الا بنسبة ضئيلة جدا لا تغطي حتى 5 في المائة ، مما سيزيد من تحويل المدينة الى بؤرة عشوائية، في غياب نظرة اجتماعية لحل مشاكل تجار المدينة، فهذا السوق وضع اساسا لفك وتفكيك هاته الاسواق العشوائية من خلال استفادة تجار هاته الاسواق العشوائية ،وباعتبار هذا المشروع كمدخل لتنظيم التجارة السوداء ، او التجارة غير المهيكلة في المدينة، غير ان المقاول الذي «استولى» على المشروع حوله الى مشروع تجاري خاص تصرف فيه بشكل غير قانوني وغير مطابق لما في دفتر التحملات والآن لايزال المشروع لم يعرف انطلاقته التجارية رغم انه مر على بداية بنائه اكثر من عشر سنوات، وتسلم من بعض المحظوظين مبالغ مالية كبرى حسب العديد من البيانات الصادرة من النقابات والجمعيات ذات الصلة بالميدان التجاري.
القطاع الصحي ..الوضعية والانتظارات
تتوفر مدينة انزكان على مستشفى اقليمي واحد بكثافة سكانية تفوق 400 ألف نسمة، وكان هذا المستشفى الذي يصل عمره اكثر من 50 سنة، حيث كان في الاصل مستشفى امراض السل والصدر، يقصده المرضى من كل الجهات الجنوبية الى حدود الصحراء ، غير انه بعد احداث العمالة تحول الى مستشفى اقليمي متوفر على بعض التخصصات دون تخصصات اخرى، ولا يلبي الحد الادنى للخدمات الصحية الضرورية في غياب اطر طبية وتمريضية كافية، حيث لاوجود لأجنحة الامراض الجلدية وامراض العظام وجراحة الأطفال.. مما يضطر معه المريض الى الانتقال نحو اكادير او الى المصحات الخاصة، ومن الاجنحة التي تعرف ضغطا كبيرا جناح الولادة وهو جناح لا يوفر الضروريات الدنيا للمرأة الحامل ولا يوفر الشروط الدنيا اثناء الولادة، وحسب روايات تروي ان هناك نساء حوامل يلدن على الارض لقلة وضعف عدد الاسرة الموجودة في هذا الجناح، اما الحالة المستعصية فتضطر مجبرة للجوء الى المصحات الخاصة خوفا على حياتها او جنينها، وما يثير التقزز ان هذا المستشفى اضيف اليه قسرا جناح الامراض العقلية الذي يقصده المرضى من كل مناطق الجهات الجنوبية حتى ان مدينة انزكان تعتبر الملاذ الوجيد لهؤلاء المرضى الذين يلجون كل الفضاءات المفتوحة ، من اسواق وشوارع ، ومحطات طرقية ، ومقاهي.. وتحصل كوارث خطيرة في بعض الاحيان في شوارع المدينة بسبب هاته الظواهر الشاذة، كسر زجاج السيارات، اعتداءات على النساء والاطفال، وازعاج المارة، وكان من الاولى على المسؤولين الصحيين ان يقيموا مستشفى خاصا بهاته الفئة المقهورة اجتماعيا ونفسيا وخارج المستشفى الاقليمي، لان فضاء هذا الاخير لا يصلح ان يكون مكانا آمنا لهاته الفئة الانسانية التي لا تجد من يعتني بها، فلا المجالس تقدم الدعم، ولا المسؤولون يعيرون الاعتبار لهذا المستشفى ولا البرلمانيون يناضلون من اجل تحسين خدماته، بل إنه يبقى بدون دعم ولا مساعدة يسير نفسه بنفسه بإمكانات محدودة وفي ظروف لا انسانية، ويمكن لأي متتبع ان يجد الوضع الخطير اثناء حضوره او تواجده بقسم المستعجلات ، الذي يتعرض فيه الاطباء والممرضون والممرضات خصوصا لاعتداءات خطيرة من قبل عصابات الاجرام والمخدرات، حين يدخلون في حروب فيما بينهم ويلجأ المتضررون منهم الى هذا القسم ويهددون كل من بداخله، بل كثيرا ما يتم كسر الابواب وزجاج الواجهات الامامية في غياب العدد الكافي من رجال الامن الخاص او العام.
ملف ضحايا «وادي اوركا» بجماعة اولاد دحو
لايزال مئات الفلاحين وساكنة اولاد دحو يعيشون اوضاعا غير مستقرة ،بعد فيضانات وادي اوركا في موسم 2010 والذي اتى على ضيعاتهم وماشيتهم ومساكنهم مما جعلهم يفترشون العراء لأكثر من سنة ، دون ان يعرف هذا الملف حلا اداريا او اجتماعيا او انسانيا ، وهم منذ ذلك التاريخ يحتلون ويفترشون الارض بمقر الجماعة، ويطالبون المسؤولين بإيجاد جل لمعضلتهم وهم متضررون في مأواهم وعائلاتهم ومنهم من انقطع ابناؤه عن الدراسة والعمل في انتظار ان يتم حل مشكلة الايواء والتعويض عن الاضرار التي لحقت فلاحتهم وماشيتهم والمسؤولون يبررون هاته الكارثة «بسخط الطبيعة» ومنهم من يطالب بضرورة تفعيل ميزانية التنمية البشرية التي وضعت لأجل هؤلاء وليس لإقامة الحفلات والولائم وشراء السيارات او اقامة المهرجانات والدوريات الرياضية ، في غياب حل انساني واجتماعي لهؤلاء الذين قد يكونون غدا «قنبلة موقوتة» ستنفجر على المتقاعسين والمتاجرين بمآسي هؤلاء الضحايا، فالعامل السابق لم يحرك ساكنا خلال فترته السابقة، ولم يعالج اي جزئية في هذا الملف المأساوي كما لم يتجشم حتى عناء السفر لزيارة هاته المنطقة والاطلاع على مأسي هاته الفئة المتضررة، وأما العامل الحالي فقد زار المنطقة، وملف هاته الفئة المتضررة موضوع على طاولته وعليه الاسراع بتفعيل مسطرة الاجراء السريع لإنقاذ هذه الفئة وعائلاتها وأطفالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.