الأحزاب تثمن المقاربة الملكية التشاركية    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    الطالبي العلمي يجري مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية السنغالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    مئات المغاربة يجوبون شوارع باريس احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    الركراكي يستدعي أيت بودلال لتعزيز صفوف الأسود استعدادا لوديتي الموزمبيق وأوغندا..    كيوسك الإثنين | المغرب يجذب 42.5 مليار درهم استثمارا أجنبيا مباشرا في 9 أشهر    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر.. بعيون مغربية .. «الاتحاد الاشتراكي» ترصد مظاهر تقدم بلد أنهكته الحروب والصراعات وظل صامدا أمامها

رافقت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» الوفد الإعلامي الذي مثل جمعية المحمدية للصحافة والإعلام في زيارة مصر في الفترة الممتدة من 15 إلى 24 ماي الماضي.. عشرة أيام قضاها الزملاء في ضيافة الاتحاد المصري للإعلام والثقافة الرياضية في إطار الشراكة التي تجمع الجمعيتين. عشرة أيام سطر خلالها الزملاء المصريون برنامجا حافلا كان فرصة لاكتشاف أبرز معالم أرض الكنانة، والتطور الكبير الذي تعرفه مختلف المجالات والقطاعات في بلد لم يسقط ولم يستسلم لتعدد الحروب التي مرت به، ولا لكل الصراعات التي تنهشه وتحاول تمزيقه، ولا أيضا لكل الأحداث التي خلقت في محيطه وفي داخله وشوارعه التوتر المقلق الذي تعيشه البلد ما بعد ثورة 25 يناير 2011 . كانت زيارة بدلالات أخوية وودية بين أعضاء الجمعيتين المغربية والمصرية، وتحولت في أرض مصر إلى دلالات بروح استكشافية واستطلاعية لمعالم تشهد على حضارة مصر، وتشهد على قوة عزيمة أبنائها ورجالاتها، فلم يكن غريبا أمام كل تلك المشاهد في القاهرة، الإسكندرية، الإسماعيلية وفي محافظات أخرى، أن نلمس انبهارا كبيرا في عيون الزملاء المغاربة، خاصة منهم الذين تعتبر زيارتهم لمصر الأولى لهم.
انبهار أمام حقيقة الواقع في الشارع المصري، والذي يمكن التأكيد على أنه يختلف بنسبة كبيرة عن الصور والأخبار التي توزعها قنوات خليجية إخبارية.. الحياة مستمرة وغير متوقفة في مصر، صحيح التوتر موجود، وصحيح الاحتقان يملأ القلوب والصدور، ومع ذلك، تستمر الحياة صاخبة ونشيطة نهارا وليلا. لم نحس، في واقع الأمر، ونحن نتجول في القاهرة أو في محافظات ومدن أخرى بالتخوف أو بالقلق وأذهاننا تحمل شريط تلك الصور المرعبة التي تبثها بعض القنوات وتحمل صور الاعتداءات والجرائم والعنف في الشوارع وفي المرافق السياحية والترفيهية. هي مصر وهي أم الدنيا، هو وصف صدقناه ورددناه باقتناع ونحن نستطلع أمكنة ومرافق وبنيات تحتية، وطرق وقناطر، وكليات ومعاهد، ومؤسسات إعلامية وثقافية وعلمية.. هي مصر أم الدنيا، بتاريخها وبحضارتها العريقة، بنيلها العظيم، بأوراشها ومشاريعها التنموية التي لم يتوقف الاشتغال عليها رغم توقف نظام وقدوم نظام آخر مختلف في الرؤى وفي المذهب.
زيارة جعلتنا لا ننجح في تجنب وضع المقارنة بين بلدنا المغرب وبين مصر، وبكل موضوعية، في كثير من القطاعات والمجالات، نكاد نجزم أن المقارنة تضعنا في خانة البلد المتخلف، وتضع مصر بعيدة عنا تقدما وتطورا وبمسافات شاسعة جدا.. هو الأمر الواقع والحقيقة التي اقتنع بها زملاؤنا جميعا من جمعية المحمدية للصحافة والإعلام.. هو انطباعنا الذي خلفته زيارتنا لمصر والتي انطلقنا فيها صباح يوم الأربعاء 15 ماي من مطار محمد الخامس الدولي تجاه بلد الفراعنة والثقافة والعلم... والرياضة بامتياز
القلعة، القاهرة الجديدة ونادي
وادي دجلة
لم يكد أعضاء الوفد الإعلامي المغربي يتنفسون نسيم الراحة بعد الرحلة من الدارالبيضاء للقاهرة ووصولهم في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء، وإصرارهم على السهر مطولا في بهو فندق البارون الجميل، حتى اضطروا إلى الاستيقاظ مبكرا في اليوم الموالي، أي أولى أيام برنامج الزيارة. انطلقت الحافلة تجاه قلعة صلاح الدين، الممتدة على مسافة كبيرة في مكان مرتفع بالقاهرة، بل يمكن القول إنه أعلى مكان يطل على كل محافظة القاهرة والجيزة أيضا. داخل القلعة، جزء من تاريخ مصر وحضارتها يتمدد أمام الأنظار، من مسجد محمد علي، إلى المتحف الحربي، مرورا بقاعات تعرض سجلات المماليك والعهد الأيوبي.. في القلعة، بدأت أولى عناوين الانبهار، نظافة، تنظيم وحراسة، مظاهر تؤكد أن الناس في مصر يعتزون ويفتخرون بتاريخهم، ويؤمنون بأن من لا تاريخ له، لا حاضر ولا مستقبل له.
على بعد أزيد من ثلاثين كيلومترا تقريبا عن مدينة القاهرة، تأسست وولدت وازدادت توأمتها وشقيقتها مدينة القاهرة الجديدة. مدينة عملاقة بملامح الحضارة الحديثة. وهي أيضا مدينة بخمس تجمعات سكنية هائلة وكبيرة مساحة، ومرافق اقتصادية واجتماعية ورياضية. الانبهار يرتفع ويزداد، متى بنيت هذه المدينة العملاقة؟ يرد مرافقنا: قبل حوالي عشرة سنوات، أي في عهد حسني مبارك الرايس الذي ظلمناه..
بنايات وفيلات أنيقة وبهندسة معمارية رائعة: الهندسة المعمارية جميلة جدا صديقي، هكذا قال أحد الزملاء من جمعية المحمدية مخاطبا مرافقنا المصري. الأخير يرد بحكمة وبابتسامة: لدينا مهندسون عباقرة، وكيف لا تكون لدينا هندسة معمارية جميلة ونهن من بنى الأهرامات قبل خمسة آلاف سنة؟
بدأنا ونحن نستطلع الأمكنة، نتحاشى تذكر مدننا الجديدة في المغرب، ونتحاشى وضع المقارنة.. القاهرة الجديدة بنيت وبنيت معها مرافق في المستوى العالي، طرقات واسعة، معامل ومؤسسات صناعية واقتصادية،معاهد ومدارس وكليات، مستشفيات ومرافق ترفيهية وسياحية ورياضية.. وهناك عندنا في البلد، تبنى تجمعات سكنية بشقق كعلب السردين، بعيدة عن المدن، وفي عزلة تامة قاسية جدا وبدون مرافق حتى الضرورية منها.
تناولنا وجبة الغداء في مطعم راق جديد في منطقة تسمى الداون تاون، لنتوجه مباشرة بعد ذلك إلى مقر نادي وادي دجلة.
في نادي دجلة، تكفي جولة قصيرة في بعض مرافقه من ملاعب لكل الأنواع الرياضية، في مطاعمه ومقاهيه، في صالاته وقاعاته، في مكتباته الرياضية، والتعرف على عدد منخرطيه الذي يتجاوز مئات الآلاف، لكي تنتفض أمامك صور أنديتنا في المغرب.. هل نسمح لأنفسنا بوضع المقارنة مع وجود فوارق بحجم المسافة بين الأرض والسماء؟
مساء الجمعة، موعد مع عمق المجتمع المصري الشعبي
هي مصر كل الثقافات وكل المظاهر الحياتية المتنوعة، تكنولوجيا و تطور علمي وحضارة في العمران وأسلوب العيش، وفي نفس الوقت الحفاظ على الموروث الشعبي الثقافي والحياتي، من زيارة القاهرة الجديدة ومجمعاتها الخمسة، وانطلاقا من مصر الجديدة حيث مقر الإقامة في فندق البارون المطل على قصر البارون الذي بناه مهاجر بلجيكي في القرن الثامن عشر، وظل معلمة وتحفة تزين المكان، إلى باب الشعرية بوابة منطقة مصر الفاطمية.
في باب الشعرية، حركية وصخب، الحواري والشوارع تنبض بالحياة وبالحركة غير المتوقفة.. سور تاريخي كبير يحاصر المكان يمنحك بابا واحدا لتلج عوالم حياة شعبية مصرية عريقة وكلاسيكية.. هنا في نفس المكان، ولد الموسيقار محمد عبدالوهاب، هنا استقرت كوكب الشرق أم كلثوم لفترة، هنا عاش عمالقة الأدب والفن وكبار رجال السياسة المصريين.. في مقهى (اللورد)، الذي تسيره سيدة مصرية بشخصية قوية (المعلمة)، كل شيء يوحي بأنك تتواجد في زمن مصري قديم.. وحتى عندما كنا ننعمس في انبهارنا حول المكان، كان صوت المعلمة المجلجل يعيدنا للأجواء وهي ترحب بنا: منورين المكان يا أهل المغرب الجدعان..
الأهلي نادي القرن، وثرثرة في مطعم السرايا فوق النيل
تسمرت صور مقرات أنديتنا المغربية في أذهاننا ولم ننجح في إبعادها ونحن نلج مقر النادي الأهلي في منطقة الجزيرة وسط القاهرة. تعبنا من أجل تفادي وضع المقارنة بين الوداد والرجاء والمغرب الفاسي والفتح الرباطي وأولمبيك خريبكة وحسنية أكادير والمغرب التطواني والدفاع الجديدي كلها مجتمعة مع النادي الأهلي لوحده، بل مع فرع منه الذي زرناه، فللنادي فروع كثيرة تمتد على كل محافظة القاهرة، وأصغر مقر يمتد لمساحة عشرة هكتارات على الأقل. كان الاستقبال رائعا كعادة المصريين، الجميع حضر لاستقبال المغاربة في النادي الأهلي، من مدير الاتصال والإعلام، مرورا بأبرز لاعبيه السابقين وفي مقدمتهم محمود الخطيب وهادي خشبة وأعضاء المجلس الإداري، وطبعا الصديق والزميل علاء عزت عضو الجمعية المصرية للإعلام وأحد مسؤولي تحرير مجلة الأهلي وقناة الأهلي. وعلى ذكر مجلة الأهلي التي تصدر كل أسبوع، فمبيعاتها لوحدها تفوق كل مبيعات صحفنا ومجلاتنا المغربية مجتمعة. في النادي كل المرافق متوفرة، كل ملاعب الرياضات بتنوعها، قاعات رياضية عملاقة ذكرتني بالقاعة التي توقف بناؤها في مدينة المحمدية عند نقطة الأساس وذلك منذ عشرة سنوات؟؟؟ ملعب النادي الذي يخصصه النادي الأهلي للمباريات الحبية والتداريب، وبدون أي تردد يمكن أن يكون أكبر وأفضل من مركبنا الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء.. في النادي، وجدنا كل المرافق والملاعب مليئة وكل المطاعم والمقاهي أيضا.. يقول صديقي علاء عزت: في النادي 400 ألف منخرط ويزيد....... في المغرب، وأنا أهمس، أكبر أنديتنا لا يتجاوز الرقم السبعين...
مطعم فوق النيل، في واقع الأمر توجد مطاعم كثيرة فوق النيل، إلا أن أصدقاءنا في الجمعية المصرية اختاروا مطعم السرايا كأفضلهم تكريما منهم مشكورين. هو شبه قصر عائم فوق نهر النيل، بهندسة رائعة وتصميم هندسي فائق الجمال.. في الداخل، كانت المفاجأة السارة، من ضمن الضيوف كان هناك الفنانان المصريان الكبيران سامح الصريطي ومحمد أبوداود.. وكان في استقبالنا حسن صقر وزير الرياضة المصري السابق، وطبعا أسماء وفعاليات من كل المجالات الثقافية والإعلامية والرياضية والفنية.. وبعد كلمة ترحيب ألقاها الزميل أشرف محمود رئيس الاتحاد المصري للإعلام والثقافة الرياضية، انطلقنا في تناول وجبة الغداء المصرية، ومعها انطلق النقاش حول مصر والمغرب.. وكيف (نجا) المغرب من الربيع العربي؟ وكيف تغيرت عدة أمور في المجتمع المصري بعد ثورة 25 يناير؟ تحدثنا عن الرياضة، وتأسف مضيفونا على التراجع الذي تعيشه الرياضة في المغرب، تحدثنا عن السياسة، عن الإسلامويين وفشلهم في تدبير الشؤون في كل الدول التي قبضوا فيها زمام الحكم، وضحك مضيفونا ونحن نتكلم عن قرارات بن كيران الميزاجية والتي ممكن أن تتغير من دقيقة لأخرى، حيث لاحظوا أنها نفس (الميزة) عن محمد مرسي رايس مصر، الذي يتخذ قرارا وسرعان ما يتراجع عنه في لمح الصر.
قناة السويس.. ثبة الشجرة والتراب المقدس في خط بارليف
رحلتنا لمدينة الإسماعيلية، ستظل ربما هي الأجمل وهي الأشد تأثيرا في نفوسنا جميعا كأعضاء للوفد المغربي في زيارتنا لمصر. في الإسماعيلية، تعرفنا على شخصيات رائعة كمحمد سلطان ومحمد شيحا.. وفيها اكتشفنا روعة المكان والفضاء الشاطئي الجميل، مدينة نظيفة وبهندسة معمارية تسحر الألباب. في الإسماعيلية، عبر الضفة الأخرى، من إفريقيا لآسيا، نعم هي تلك النقطة الفاصلة بين القارتين.. وفي جولة بالمركب، شاهدنا كيف تتم عملية عبور أضخم السفن العالمية عبر قناة السويس، القناة التي بناها المواطن المصري وراح ضحية ظروف بناءها الصعبة 120ألف شهيد مصري. استمعنا لشروحات مرشدتنا الموظفة في هيئة قناة السويس التي أكدت لنا أن التاريخ يسجل أن مصر هي أول دولة في العالم شقت قناة صناعية عبر أراضيها لتربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وتمتد قناة السويس على 193 كيلومترا، وتعتبر أطول قناة في العالم والملاحة فيها تمتد ليلا ونهارا. وبموازاة مع نشاط الملاحة الذي توفره قناة السويس، فهي تقدم أنشطة أخرى وتوفر العديد من التقنيات الموازية.
في الإسماعيلية، لامست أقدامنا تربة مقدسة معطرة برائحة دم الجندي المصري العربي في خط بارليف.. عبرنا كما عبر في 6 أكتوبر من سنة 1973 الجندي الباسل نحو تحرير الأرض، وقفنا حيث رفع العلم المصري في ذلك اليوم التاريخي.. مشهد لا يوصف، اقشعرت أبداننا، بل دمعت أعين معظم أعضاء الوفد المغربي ومعهم مضيفينا المصريين. هنا سقط العدو الإسرائيلي سقطة مدوية بفضل العزيمة القوية للجندي المصري.. هنا استبسل الجنود المصريون ودافعوا بقوة إيمانهم عن التراب المصري العربي، هنا كبدوا العدو أشهر خساراته وهزائمه عبر التاريخ.. أمتار قليلة عن المكان، ينتصب تمثال الجندي المجهول.. زملائي المغاربة رددوا معي: لله درك مصر، لنا جميعا كعرب انتصاراتك.. ولنا أن نفتخر كأمة عربية أنك يا مصر جزء منها ومنا..ثبة الشجرة منطقة ترمز لمجد الجندي المصري.
في الإسكندرية.. بحر، شعر، وتاريخ
تنتصب مكتبة الإسكندرية شامخة عملاقة وسط عروس البحر مدينة الاسكندرية. كان لابد من زيارتها والتجول في أقسامها ومرافقها وهي التي تعد ثاني أكبر مكتبة في العالم بعد مكتبة الكونغرس بأمريكا. في الإسكندرية استضافتنا الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، وفي المساء كان لنا موعد مع أبطال الرياضة المصرية في نادي الصيد الجميل.ولقاء مع شاعر الإسكندرية الكبيرالصديق عماد حسن.
الأهرام.. المؤسسة الإعلامية العملاقة
4 آلاف موظف ومستخدم في جريدة الأهرام منهم 1700 صحفي.. بنايتان كناطحات سحاب، أكبر مؤسسة إعلامية في العالم العربي، مبيعاتها فاقت كل التقديرات.. في أحلك الفترات، يصل رقم المبيعات إلى 450 ألف نسخة في اليوم. يصدر عن الأهرام 28 عنوانا في الأسبوع ما بين مجلات في الأدب، في التاريخ، في الفن والرياضة، وفي كل التخصصات والمجالات. وفي أعلى طابق بالمؤسسة, توجد قاعة بانوراما، وهي قاعة كان الرئيسان جمال عبدالناصر وأنور السادات يستعملانها في استقبال كبار الزوار والشخصيات.. قالها الأستاذ أشرف محمود: القاعة فتحت اليوم خصيصا لاستقبالكم أنتم ضيوفنا الأعزاء.. عادة لا تفتح، ومعظم العاملين في الأهرام لم يسعدوا يوما باكتشاف هذه القاعة التاريخية.
الحفل الرسمي.. وجنات المفاجأة
حضر الجميع للترحيب بنا في حفل العشاء الرسمي الذي أقامه زملاؤنا المصريون على شرف جمعية المحمدية للصحافة والإعلام. كبار نجوم الرياضة والفن والثقافة حضروا الحفل، الكلمات عبرت عن الأحاسيس الصادقة.. لم تعد العلاقة بين الجمعيتين مجرد علاقة مهنية عادية، هو بالتأكيد ارتباط مهنوي وإنساني رفيع..
وكانت مفاجأة الحفل حضور الفنانة المغربية جنات، وهي التي ما أن علمت بوجود صحفيين مغاربة في القاهرة، حتى ربطت بهم الاتصال، بل وحلت لزيارتهم في مقر إقامتهم. بعد نهاية الحفل، كانت الفرصة للقاء صحفي مع المطربة جنات.. تحدثت خلاله مغربيا .. وأكدت أنها ستغني مغربيا وقد اتفقت في هذا الإطار مع زميلنا الشاعر جلال كندالي على نظم كلمات باللهجة المغربية وروتانا شركتها الراعية وافقت على التعاون وعلى المشروع.
خلاصات..
في كلمات مقتضبة.. مصر بلد متقدم ورائع.. مصر الآن تعبر عن ندمها الشديد على قرار إبعاد رئيسها السابق حسني مبارك.. مصر ضد محمد مرسي وضد الإخوان وشعبها يستعد لثورة جديدة.. مصر حضارة وتاريخ.. حاضر ومستقبل
كلمة لا بد منها: شكر ا للاتحاد المصري للإعلام والثقافة الرياضية.. شكرا لمصر العزيزة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.