مركب محمد الخامس في احتفالية غير مسبوقة للخضر .. جلالة الملك يخص أسرة الرجاء البيضاوي باستقبال حميمي

عاشت مدينة الدار البيضاء يوم الثلاثاء الماضي حدثا استثنائيا بامتياز كان فيه فريق الرجاء البيضاوي عريسا، التفت حوله آلاف الجماهير التي هللت وسعدت بإنجازه التاريخي في مونديال الأندية، الذي اختتمت فعالياته يوم السبت الماضي بمركب مراكش الجديد.
ورغم أن الفريق الأخضر اكتفى بمركز الوصيف، إلا أن التكريم الملكي والاستقبال الذي خص به جلالة الملك محمد السادس الفريق الأخضر، كان كبيرا، وبدا خلاله الفريق الأخضر، كما لو أنه هو بطل العالم للأندية. واعتبرت الفعاليات الرجاوية، التي عاشت اللحظة، أن الاستقبال الملكي يعد تشريفا وتكليفا في نفس الوقت، لأنه رفع من المسؤولية الملقاة على الفريق، وعليه أن يكون في مستوى التطلعات، وسيكون التحدي الأكبر في عصبة أبطال إفريقيا، التي ستنطلق في مطلع السنة المقبلة.
58 رجاويا بالقصر الملكي
في حدود الساعة الثالثة والنصف من مساء أول أمس الثلاثاء كانت أسرة الرجاء البيضاوي بالقصر الملكي بالدار البيضاء، حيث خصه جلالة الملك محمد السادس باستقبال على شرف الفريق، بعد العرض الباهر الذي قدمه أصدقاء العميد محسن متولي بمونديال الأندية، الذي جرت نسخته العاشرة بمدينتي مراكش وأكادير، وحل فيه الفريق البيضاوي ثانيا، وراء العملاق البافاري، بايرن ميونيخ.
وضم الوفد الرجاوي بالإضافة إلى 28 لاعبا مؤهلا لخوض منافسات الموسم الجاري، كلا من الطاقمين الإداري والتقني، بقيادة التونسي فوزي البنزرتي، وأعضاء الجهاز الطبي و13 عوضا يمثلون المكتب المسير، بالإضافة إلى المدرب والناخب الوطني السابق، امحمد فاخر، باعتباره ملهم الإنجاز الرجاري، بقيادته الفريق الأخضر إلى لقب البطولة الوطنية، الذي كان تأشيره الحضور في هذا المحفل الدولي، والمايسترو عبد المجيد الظملي، كاعتراف بما قدمه الجيل القديم للرجاء البيضاوي والكرة المغربية عموما.
الدار داركم
أجمعت جميع تصريحات لاعبي الرجاء أن جلالة الملك كان تلقائيا معهم، وأنه أثنى عليهم فردا فردا، شاكرا إياهم على العرض الذي قدموه. وأشاد جلالة الملك بمجهودات اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، معتبرا أن ما تحقق يجب أن يكون مثالا لباقي الفرق الأخرى، وأن تحتذي به لتحقيق مزيد من الإنجازات.
وأضافت التصريحات الرجاوية على أن جلالة الملك أبلغهم أن الحكومة المغربية تدعمهم وتدعم القطاع الرياضي عموما، مطالبا إياهم بمزيد من التألق في الاستحقاقات المقبلة.
وألمحت ذات المصادر إلى أن الكلمة التي ظل يرددها جلالة الملك خلال استقباله للوفد الرجاوي هي «تبارك الله عليكم»، مؤكدا أن اللاعبين أبلوا بلاء حسنا، وأن الفرحة التي أدخلوها في قلوب الجماهير المغربية لا تقدر بثمن. قبل أن يدعوهم إلى حفل شاي بالمناسبة، قائلا لهم « الدار داركم».
وأشار أعضاء الرجاء إلى أن جلالة الملك كان منشرحا وتلقائيا مع العناصر الرجاوية، مما زاد من حميمة اللحظة، وأعطاها بعدا إنسانيا لا يمكن أن يمحوه الزمن.
مركب محمد الخامس يحتضن الرجاويين
مباشرة بعد نهاية الاستقبال الملكي، والذي استغرق حوالي ساعتين، عاد الفريق الأخضر في حدود الساعة الخامسة والنصف إلى الغولف الملكي، حيث كان قد تناول وجبة غداء على شرفه، ومنه استقل حافلة مكشوفة، نقلته إلى مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث وجد أزيد من 50 ألف مناصر في انتظاره، احتفالا بالصورة الباهرة التي ظهر بها الفريق الأخضر، والتي جعلته معادلة صعبة في الدورة العاشرة لمونديال الأندية، وحقق الفوز على أكبر الفرق العالمية، بعدما دخل المنافسة من الباب الضيق، باعتباره ممثل البلد المنظم، وليس بطل قارته مثل باقي الفرق الستة الأخرى المشاركة، غير أن الأداء الرجاوي أخرجه من الباب الكبير، وبشهادة أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم، بل كان سحر الرجاء وتألق جماهيرها من أهم عوامل نجاح نسخة هذه السنة.
وشهدت مختلف شوارع مدينة الدار البيضاء، وخاصة المؤدية إلى مركب محمد الخامس، اكتظاظا كبيرا في حركة السير، حيث كانت الجماهير تتقاطر على المركب زرافات ووحدانا، راجلين وراكبين، رجالا ونساء، شيبا وشبابا، وكان الهدف الأول هو اقتسام الفرحة مع فريقهم المفضل، حيث كانت الأعلام الرجاوية والمغربية تزيين مدرجات المركب، في مشهد جسد تلاحم أسرة الخضراء. كما كانت الفقرات الموسيقية والغنائية التي اثتت الاحتفال تتغنى بإنجاز الخضراء، حيث شاركت في هذا «العرس الأخضر» كل من مجموعة تكادة وعبد الله الداودي وفايف ستار وحمادة راي.
استقبال الأبطال
ما إن دخلت الحافلة المكشوفة، التي أقلت لاعبي الخضراء إلى مركب محمد الخامس، حتى انفجرت المدرجات تصفيقا واحتفالا بدخول الأبطال، حيث تبادل اللاعبون التحايا مع عشاقهم في لحظة تماهي كبيرة، عسكت مثانة روابط العشق الأخضر. وقامت الحافلة بدورتين شرفيتين بالملعب، قبل أن ينزل اللاعبون ويصعدوا إلى منصة خاصة، كل باسمه، قبل أن يعقبهم أعضاء الأطقم التقنية والطبية والإدارية.
وانفجرت المدرجات مرة أخرى بعدما نودي على المدرب السابق، امحمد فاخر، للصعود إلى المنصة، واقتسام الفرحة مع لاعبيه، الذين قادهم لمدة 19 شهرا، حققوا خلالها لقبا للدوري، أهلهم إلى المشاركة في مونديال الأندية، وآخر بكأس العرش، ولعبوا نهاية الموسم الحالي. وكان صعود فاخر إلى منصة الاحتفال تعبير شكر من الأسرة الرجاوية لهذا الإطار الوطني، قبل أن يعانقه المدرب الحالي فوزي البنزرتي، كشكر خاص منه على الهدية الجملية التي قدمها له، وهي تسليمه فريقا جاهزا، صنع معه مجدا خاصا بالموندياليتو.
الشعب يريد عصبة الأبطال
كانت نهاية حفل استقبال الرجاء بمركب محمد الخامس معبرة، حيث ارتفعت أصوات الجماهير مطالبة بأعلى سقف متمنياتها، والمتمثل في الفوز بكأس عصبة أبطال إفريقيا، التي سيدخل الفريق الأخضر غمارها في الشهر المقبل. وتوحد المطلب في شعار «الشعب يريد شامبيونز ليغ»، وهو الرهان الذي ترفعه الآن كل مكونات الفريق، وفي مقدمتهم الرئيس محمد بودريقة الذي أكد في تصريح للجريدة على أن عصبة الأبطال سيكون أكبر تحد للفريق خلال هذه السنة، وأنه سيكون منافسا قويا على اللقب.
وأجمع اللاعبون في تصريحات مماثلة على أنهم واعون بحجم المسؤولية المقالة على عاتقهم وأنهم لن يقبلوا بغير الألقاب، مؤكدين على جاهزيتهم لرفع كل التحديات.
ارتجال في التنظيم
رغم أن الاحتفاء بإنجاز الرجاء يحسب فيه أجر المبادرة لمجلس المدينة وولاية الدار البيضاء، باعتبارهما «صانعي» هذا الاحتفال، إلا أن سوء التنظيم كان سيد الوقف، حيث كانت «التعليمات» تتغير كل لحظة وحين، وشهدت أرضية الملعب فوضى عارمة، حيث غاب التنسيق، وحضرت الارتجالية.
ووجد رجال الإعلام صعوبة في القيام بمهمتهم، حيث «اجتهد» رجال الأمن الخاص كثيرا في خلق المتاعب بدعوى أن الأوامر الصادرة إليهم تقتضي منهم ذلك، لدرجة أن أحد رجال الأمن خاطب أحد الصحافيين كان يريد أخذ تصريح من لاعب رجاوي «حتى تتلاقى معاه في الزنقة وسجل معاه».
ومن مظاهر سوء التنظيم كذلك، عدم تسطير برنامج للاحتفال، الأمر الذي يعكس غياب التنسيق بين أعضاء اللجنة المنظمة، التي «لاحت» الحفل للصدفة، وانتظار دخول اللاعبين أرضية الميدان، لتغطي فرحة الرجاويين على ارتجالية منظمي الاحتفال.
جلالة الملك يكافئ لاعبي الرجاء
أفاد مصدر مسؤول داخل فريق الرجاء البيضاوي أن جلالة الملك محمد السادس خصص منحة ملكية بقيمة 25 مليون سنتيم لكل لاعب رجاوي، وصرفت لكافة اللاعبين المؤهلين لخوض استحقاقات الموسم الجاري، والبالغ عددهم 28 لاعبا، إضافة إلى 10 ملايين سنتيم لأعضاء الأطقم التقنية والإدارية والطبية للفريق. كما خصص جلالته منحة خاصة للمدرب السابق محمد فاخر.
وأضاف المصدر ذاته أن جلاله وهب للفريق الأخضر قطعة أرضية تبلغ مساحتها سبعة هكتارات بدار بوعزة، ستخصص لإنشاء مركب رياضي للفريق الأخضر بمواصفات عصرية، وملاعب للتداريب ومدرسة لكرة القدم.
جلالة الملك يتضامن مع عائلة اللاعب مابيدي
أفادت مصادر متطابقة داخل فريق الرجاء، أن جلالة الملك محمد السادس خص لحظة استقباله أعضاء الفريق البيضاوي، كلا من صلاح الدين بصير والمايسترو عبد المجيد الظلمي بحديث خاص، باعتبارهما من نجوم الفريق، وساهما في ملاحم الكرة المغربية، بالنظر إلى إسهاماتهما بالمنتخب الوطني. واعتبرت الأسرة الرجاوية أن جلالته كرم من خلالهما كافة لاعبي الرجاء خلال العقود الماضية.
أما اللاعب فيفيان مابيدي فقد استعطف جلالة الملك من أجل التدخل لإنهاء مشكل عائلته بإفريقيا الوسطى التي تعيش حربا أهلية، وهو الطلب الذي استجاب له جلالة الملك على الفور وكلف الوزير الأول عبد الإله بنكيران، بمتابعة الملف.
الاستقبال الملكي والجماهيري بعيون رجاوية
اللاعب ياسين الصالحي:
لقد عشنا لحظة تاريخية بالاستقبال الملكي، وكانت الفرحة كبيرة، لأننا لمسنا أن جلالته متابعٌ لأخبار الفريق، كما أن الاستقبال الجماهيري كان كبيرا، الأمر الذي يرفع من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وأتمنى أن نكون عند حسن ظن الجميع.
اللاعب بدر كشاني
لقد كان اليوم تاريخيا، خصّنا خلاله جلالة الملك باستقبال كبير، كما أن الجماهير حضرت بكثافة كي تقتسم معنا الفرحة. ومن هذا المنبر أشكر جلالته على هذا الاستقبال، كما أشكر الجماهير الرجاوية، التي تساندنا بدون تردد، وأعد بأن الفريق سيواصل تألقه.
اللاعب شمس الدين الشطيبي
نحن جد فرحين ومسرورين بهذا الاستقبال الجماهيري، بعد الإنجاز الذي قدمناه في بطولة العالم للأندية، والذي شرفنا من خلاله كرة القدم المغربية، وبرهنا أننا فريق كبير، ونستحق أن نخوض نهائي كأس العالم للأندية، وقدمنا أداء كبيرا أمام بايرن ميونيخ، عملاق الكرة الأروبية والعالمية.
وأتمنى من المسؤولين عن كرة القدم الوطنية أن يضاعفوا مجهوداتهم ويستغلوا إنجاز الرجاء لتحقيق الإقلاع الكروي، خاصة وأن اللاعب المغربي أظهر أنه لا يقل كفاءة عن نظيره الأوروبي.
اللاعب محمد أولحاج
أشكر جلالة الملك على هذا الاستقبال، الذي يعد تشريفا لنا، وسوف لن يزيدنا إلا عزيمة وإصرارا على تقديم نفس العطاء في الاستحقاقات التي سندخلها، لأنه لم يعد مسموحا لنا بتقديم عروض أقل.
لقد أشاد جلالة الملك بالأداء الذي قدمناه، وشكرنا على عروضنا، التي شرفنا من خلالها كرة القدم الوطنية.
اللاعب عبد المجيد الدين
لقد كان إنجاز فريق الرجاء في مونديال الأندية تشريفا للكرة المغربية، وأعاد إليها الاعتبار بعد سنوات من ضعف الحصيلة، وأتمنى أن تتواصل أفراح الجماهير المغربية والرجاوية. لقد وصلنا إلى مرتبة مشرفة وعلينا الحفاظ عليها، خاصة وأن الاستقبال الملكي كان معبرا، والتقطنا من خلاله أن جلالة الملك أكبر مساند للرياضة الوطنية. وأتمنى أن يكون إنجاز الرجاء أساسا لبناء صرح الكرة المغربية من جديد.
لقد شكرنا جلالة الملك وحفزنا وشد أزرنا، وطالبنا بمواصلة نفس العطاء، وأنه سوف لن يبخل علينا بالدعم والمساندة، وأعتقد أن سماع مثل هذه الكلمات من أعلى سلطة في البلاد لن يزيدك إلا عزيمة وإصراراعلى تقديم أفضل العروض.
اللاعب إسماعيل بلمعلم
أنا جد سعيد بالاستقبال الذي خصنا به جلالة الملك، والذي سوف يعطينا شحنة معنوية كبيرة لمواصلة الاشتغال بنفس الوتيرة، حتى نهدي الجماهير المغربية والرجاوية مزيدا من الأفراح.
وشخصيا أرى أن المسؤولية تضاعفت بعد الاستقبال الملكي، وسوف أبذل أقصى ما أملك من إمكانيات حتى أكون عند حسن ظن جلالته وكافة الجماهير الرجاوية.
محمد بودريقة ( رئيس الفريق)
إن الاستقبال الذي خصنا به جلاله الملك، والحفاوة الكبيرة التي استقبلتنا بها الجماهير بمركب محمد الخامس في هذا اليوم الاستثنائي، هي أكبر تتويج للفريق. نحن الآن نشعر بفرحة غامرة كما لو أننا فائزون بلقب بطولة العالم.
إن إنجاز الفريق هو عمل مشترك بين الجميع، وأطلب من الله أن يوفقنا في الاستحقاقات التي سندخلها مستقبلا، وسيكون في مقدمة الرهانات التي سنخوضها الفوز بلقب عصبة أبطال إفريقيا، حتى نواصل مسارنا الريادي. سننهي الفرحة اليوم، وسنعود إلى أجواء التنافس بدءا من الغد، وسنناقش الأمور التقنية مع المدرب، وسندرس حاجيات الفريق، حتى تكون مشاركتنا في المنافسة القارية في مستوى التطلعات.
محمد النصيري ( المدير الإداري )
لقد كان الاستقبال الملكي الرائع، الذي خص به جلالة الملك كل مكونات الرجاء، وكذا الحضور الجماهيري الكثيف، الذي ملأ جنبات مركب محمد الخامس ، احتفالا بإنجاز الرجاء، رسالة واضحة تفيد بأن ما حققه الفريق في مونديال الأندية سيكون هو المحطة الأولى لإقلاع كرة القدم الوطنية نحو العالمية والتألق، وعلى المؤسسات المشرفة على الرياضة الوطنية، أن تتحمل مسؤوليتها من الآن لتصحيح المسار. وأعتقد أن ما يجب أن نلتقطه من إنجاز الرجاء هو الازدهار الاقتصادي في الميدان الرياضي، حيث كانت عدة دول من مختلف بقاع العالم حاضرة بالمغرب، وهذا الحضور أعطى دفعة على مستوى السياحة، وبالتالي وجب استغلال هذا المعطى لتأهيل الاقتصاد الرياضي، الذي أصبح عاملا فاعلا في التنمية.
سعيد بوزرواطة ( مسؤول إداري )
إن الاستقبال الملكي وتوشيح لاعبيه وأطره هو بمثابة تحميل الفريق لمسؤولية كبرى أخرى، خصوصا وأننا على أبواب استحقاقات عصبة أبطال إفريقيا. وعلى الرجاء بعد هذا المسار، أن يكون في القمة لإثبات أن منافسته العالمية لكبريات الفرق في الموندياليتو لم تكن مسألة حظ.
إنني جد مسرور لكون الرجاء محا كل الألوان في سماء المغرب، وجعل الجميع متحدا في اتجاه التحديات التي على المغاربة خوضها دوليا.