أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    بايرن يخطف نجم الميلان ويربك حسابات ريال مدريد    توقعات أحوال الطقس اليوم الثلاثاء    وزير النقل يسجل ارتفاعا في ضحايا حوادث السير من مستعملي الدراجات النارية    نزار بركة: لأول مرة يتم إدراج ميزانية خاصة لصيانة الطرق القروية    تيزنيت :الرصاص يلعلع داخل " الكوميسارية "..بعد تعرض عميد شرطة لطعنتين داخل المخفر بالسلاح الأبيض    بطولة انجلترا: وست هام يعلن رحيل مدربه مويس نهاية الموسم    المنتخب الوطني "للفوتسال"يحتل المرتبة السادسة عالميا    الطيران الأميركي يعلن التحقيق مع "بوينغ"    أمازون: سنستثمر 9 مليارات دولار فسنغافورة    جيش إسرائيل يعلن السيطرة على معبر رفح    بطولة ألمانيا: الفرنسي كومان يعود لتدريبات بايرن ميونيخ    تقرير الخارجية الامريكية: المثليين المغاربة كيعانيو.. كاين عنف واعتداءات واعتقالات وتهديدات بالقتل    قاضية صبليونية انتاقدات التعاون بين المغرب وبلادها في مجال تهريب المخدرات    مخاوف في سبتة من انهيار جدار حدودي مائي وتسلل المهاجرين    سيمانة قبل ما يبدا مهرجان كان.. دعوة ديال الإضراب موجهة لكاع العاملين فهاد الحدث السينمائي الكبير وها علاش    صعود أسعار الذهب من جديد    ريان أير تُطلق خطًا جويًا جديدًا داخل المغرب    بأكثر من 15 مليون دولار.. نجل الصفريوي يشتري منزلاً في ميامي وهذه صوره    منير المحمدي يكشف.. هذا هو قدوتي وهذا ما كنت لأفعله لو لم أكن لاعب كرة قدم!    حدث في أمستردام.. تميز النساء المغربيات يُبرز في لقاء جمع نساء من مختلف الثقافات    "فريق نجم طرفاية: قصة نجاح وتألق في عالم كرة القدم"    إبراز فرص الاستثمار بالمغرب خلال مائدة مستديرة بالولايات المتحدة    برقية تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى خادم الحرمين الشريفين        كبير إيطاليا يدخل بقوة على خط التعاقد مع زياش    "العرندس" يتوج نفسه وينال جائزة الأفضل في رمضان    خلال 3 أشهر.. تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت 27,44 مليار درهم    هتك عرض تلميذات من طرف مدير ثانوية فمولاي يعقوب.. المشتبه فيه للجدارمية: الكاميرا اللي عندي فالمكتب كتخدم غير فوقت الامتحانات وصافي والبورطابل ديالي ضاع مني    زيلينسكي يستعجل استلام أسلحة غربية    شركة الخطوط الجوية الإيرلندية تطلق خطا جويا بين طنجة وورزازات    الدورة الثانية عشر لعملية تأطير الحجاج بإقليم الناظور    الملك يعزي العاهل السعودي في وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن    نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح    الأمم المتحدة: قرار إخلاء رفح للي صدراتو إسرائيل "ماشي إنساني"    "البوليساريو" تهاجم الإمارات بسبب الصحراء    الدكيك يحتفل بتصنيف "فوتسال الفيفا"    مرصد يثمن مأسسة الحكومة للحوار الاجتماعي    الأمثال العامية بتطوان... (591)    وفاة المقدّم التلفزيوني الفرنسي الشهير برنار بيفو    بسبب تصرفات مشينة وعنيفة.. تأجيل محاكمة محمد زيان في قضية اختلاس أموال الحزب الليبرالي    ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب ب56,2% عند متم مارس 2024    تطويق أمني بالعاصمة يحول "مسيرة الصمود" لأطباء الغد إلى "وقفة الحشود"    بلقصيري: أجواء افتتاح مهرجان سينما المرأة والطفل في دورته الأولى    حصيلة منجزات وكالة بيت مال القدس فاقت 13,8 مليون دولار خلال الخمس سنوات الأخيرة    إسرائيل تغلق مكتب الجزيرة وألمانيا تنتقد القرار    وثائقي فريد من وزارة الثقافة والتواصل يبرز 6 ألوان فنية شعبية على ضفاف وادي درعة    اللي كيمشي لطريفة وعزيز عليه الطون والسربيسة والسينما: ها مهرجان وها الافلام المغربية المعروضة فيه    دراسة: السجائر الإلكترونية قد تسبب ضررا في نمو الدماغ    المشاهد الجنسية في أفلام هوليوود تراجعات بنسبة 40% وها علاش    باحثة: الضحك يقدر يكون وسيلة واعرة لعلاج الناس    رأي حداثي في تيار الحداثة    دراسة حديثة تحذر المراهقين من تأثير السجائر الإلكترونية على أدمغتهم    السفه العقدي بين البواعث النفسية والمؤثرات الشيطانية    جواد مبروكي: الحمل والدور الحاسم للأب    منظمة تدعو لفتح تحقيق في مصرع عامل بمعمل تصبير السمك بآسفي    الأمثال العامية بتطوان... (589)        







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ذكرى الشهيد عمر بنجلون : حسناء أبو زيد: مجرمون من اغتالوا عمر ...مجرمون من يكفرون رجالات الفكروالابداع الحسان بوقنطار: يجب إعمال القانون ضد كل تجاوز فكري أو مذهبي

بالقاعة الكبرى بالقصر البلدي بمكناس، كان مساء يوم السبت 2013 28/12/، مساء لا ككل مساءات العاصمة الإسماعيلية بفعل الحدث السياسي الهام الذي شكل محطة فارقة على مستوى الفعل والحدث السياسي، وعلى مستوى الإقبال الجماهيري ومن كل أطياف الصف التقدمي والنقابي والجمعوي والفكري والنسائي والأدبي والإعلامي والحقوقي والجماهيري، بالإضافة إلى مختلف وجوه وأعمدة الحركة الاتحادية عبر المسار التاريخي للحزب بالعاصمة الإسماعيلية.
أمسية شهد حضورها رصانة الفكر وعمق التحليل وموضوعية التصور الذي تكتنزه المدرسة الاتحادية عبر مسارها النضالي والتاريخي ، بدءا بالمهدي وعمر وعبد الرحيم وكل المناضلين والمناضلات الذين ساهموا في رسم مسار الخط النضالي الاتحادي واستمراريته فكرا وممارسة.
افتتحت أشغال الندوة بالكلمة الافتتاحية الدالة للأخ يوسف بلحوجي كاتب فرع حمرية ، والتي رحب فيها بالأخت حسناء ابوزيد والأخ الحسان بوقنطارعلى تفضلهما بالحضور لمدينة مكناس لتخليد ذكرى الشهيد عمربنجلون ولمناقشة الظروف المحيطة بقضيتنا الوطنية من خلال موضوع ( مستقبل الأقاليم الجنوبية بين الجهوية والحكم الذاتي) ، إثر ذلك أعطيت الكلمة للأخ الحاج اينفي محمد الكاتب الإقليمي والذي بدوره ثمن عقد الندوة خصوصا وان تأطيرها يتم من طرف علمين حزبيين مشهود لهما برصانة الفكر وموضوعيته ، مؤكدا بأن اللقاء يعتبر فرصة لإلقاء الضوء على مختلف الجوانب المتعلقة بالقضية الوطنية والتي لايمكن إخضاعها لمبدأ الربح والخسارة، مشيرا إلى انعقاد الندوة بتزامن مع ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون الرمز الوطني الاتحادي الذي وهب حياته للقضية الوطنية وللطبقة العاملة ، مؤكدا في معرض كلمته على التوجه نحو المستقبل لمواجهة كل الانتكاسات التي حاقت بالمشهد السياسي العام في ظل حكومة التشرذم السياسي التي يترأسها رئيس حكومة أجهض بممارساته وسلوكياته كل التراكمات والمكتسبات التي أرستها حكومة التناوب في مجالات تدبير الشأن العام الوطني، مبرزا أن حزب القوات الشعبية واجه وسيواجه كل الانحرافات والممارسات المجهضة لآمال الجماهير الشعبية والتي تجد الأقلام المأجورة المطبلة والمزكية للبهلوانية السياسية للحزب الاغلبي ضدا على مصالح أوسع الفئات الشعبية، معتبرا أن الاتحاد الاشتراكي سيظل صامدا بمناضليه ومبادئه والتفاف أوسع الطبقات المجتمعية حول أهدافه ومبادئه، مؤكدا على ضرورة تكاثف جهود مناضلي الحزب بمكناس لإنجاح محطة المؤتمر الإقليمي المقبلة لمواجهة التردي الحاصل بالمدينة على مستوى الخدمات الاجتماعية وعلى مستوى التشويه العمراني والمجالي والبيئي الذي ابتليت به المدينة، و التي لا تستحق هذا العبث الذي يعطل ويعيق التنمية البشرية والاجتماعية بالعاصمة الاسماعيلية ،وما الكارثة التي أصابت سكان- عمارة برنار- سوى نموذج حي عن التسيب الإداري والتدبيري المستشري بالمدينة والذي طال كل مناحي الحياة العامة بها..
مجرمون من اغتالوا عمر ...مجرمون
من يكفرون رجالات الفكروالابداع
مداخلة الأخت حسناء ابوزيد طالت الشق الوطني الداخلي من الندوة، حيث عبرت في بداية عرضها عن شكرها لمناضلي القوات الشعبية بمكناس الذين أتاحوا لها فرصة الغوص في موضوع يستأثرباهتمام كل المغاربة.
حسناء بأسلوبها الأخاذ وباستعاراتها اللغوية النافذة استطاعت أن تشد إليها اهتمام الحضور، خصوصا مع التوظيف الأدبي للمفاهيم والمصطلحات السياسية ، تحدثت بلسان العارف عن أعطاب التدبير الجماعي بالمدينة رابطة إياه بأوجه بؤس مسك الشأن العام الوطني من طرف الحكومة ورئيسها الموظف لأساليب وتعابيربعيدة كل البعد عن أدبيات الفعل والعمل السياسي الرصين، معتبرة أن إحياء ذكرى عمربنجلون حية بحياة جرحها الذي لم يندمل والذي سيظل نهرا نازفا مغذيا لكل الروافد التواقة لغد أفضل في مغرب تتسع مساحته لكل أبناء الوطن الغيورين على حاضره ومستقبله، خصوصا وأن دم عمر لم يذهب هدرا ، بل ذهب قربانا للوطن ليجد أبناؤه المجال المتسع والفضاء الذي تتلاحق فيه كل الأفكار و الرؤى. وطن لا يعتبر فيه الاختلاف كفرا ....ككفر الذين اغتالوا عمر الحلم... عمر التضحية.... عمر القضية ... مجرمون من اغتالوا عمر ...مجرمون من يدعمون المواقف الظلامية... ويكفرون رجالات الفكروالابداع... مسترسلة في عرضها بالتذكير بدنو ذكرى عبد الرحيم بوعبيد رمز العطاء والبذل والتضحية مغزى ومضمونا، باعتبار أن ما حدث سنة 1981 من اعتقال للقيادة الاتحادية اعتبر حدثا كان له ما بعده من انعكاسات سياسية سلبية على قضية وحدتنا الترابية التي تستلزم نفسا عميقا لاستنشاق كل التطورات و التناقضات والإرهاصات المحيطة بها ، خصوصا وأن الوضع الحالي يتطلب المزيد من التعبئة والإشراك الايجابي لسكان الصحراء في القضايا التي تهم حاضرهم ومستقبلهم. فبأسلوب المتمكن والملم بدقائق وخبايا قضية وحدتنا الترابية حللت ودققت حسناء أبو زيد خبايا الوضع الداخلي بالمنطقة والمحيط الجيوسياسي المخيم على الوضع الداخلي بالمنطقة خصوصا مع التحولات الطارئة بدول الساحل ، من خلال الاحتقان الحاصل وتأثيره على دول المنطقة ككل دون إغفال الموقف العدائي للمسؤولين الجزائريين من وحدتنا الترابية ،معتبرة أن المكون المغربي الآن هو المؤثر على مجريات الامورخصوصا بعد طرح المبادرة الجريئة من طرف المغرب سنة 2007 المتعلقة بالحكم الذاتي، و التي لاقت تأييدا دوليا واسعا من طرف المنتظم الدولي، مما يتطلب المزيد من التعبئة و الحرص و المتابعة لاستثمار كل الظروف المحققة لهدف الوحدة الترابية للوطن ، خصوصا وان المغرب استطاع بفضل إنزال دستور 2011 تجاوز الاكراهات و الضغوطات التي أحاطت بالتحولات التي طالت العديد من دول المنطقة بسبب الربيع العربي وبسبب الاختناقات السياسية التي تشد المنطقة إلى الخلف والتي استطاع المغرب فيها أن يحافظ على استقراره وتماسكه. بالمقابل هناك تعويم داخلي مقصود لتعطيل الآليات الدستورية من طرف حكومة عاجزة عن تجاوز منطق التطمين و التمني مما أدخل المغرب في حالة من الانتظارية و الفراغ على مستوى القرار السياسي، الشئ الذي أدى إلى غياب الترافع عن القضية الوطنية على المستوى الخارجي و داخل المحافل الدولية و منظماتها الموازية المؤثرة على مستوى بناء القرارات الدولية. بالمقابل تم اعتماد مقاربة أمنية داخلية بالمناطق الصحراوية وبصورة معزولة عن النفس الإصلاحي مما أدى إلى اعتماد أحادية المبادرة و الطرح من طرف السلطات، الشئ الذي أدى إلى نمو ضبط ذاتي مفرط لدى الأحزاب السياسية بالأساس نتج عنه غياب إنتاج المبادرات وغياب آلية دبلوماسية موازية مع غياب تملك المعطيات والمعلومات الموصلة لبناء المواقف الصائبة لمواجهة كل الافتراءات والتأويلات المعاكسة للوحدة الترابية الوطنية، معتبرة أن مبادرة الحكم الذاتي مبادرة متقدمة يجب أن تؤخذ بالجدية اللازمة من طرف رئيس الحكومة الذي لم يغير خطابه و أسلوب تعاطيه مع التحولات والتطورات الحاصلة في ملف القضية الوطنية خصوصا في المجال الحقوقي، الذي يعتبر من أدق المجالات التي يستغلها خصوم وحدتنا الترابية علما بأن الإيمان بحقوق الإنسان يفرض على كل الفاعلين إيجاد تسويغات ملائمة للواقع الحقوقي بالأقاليم الجنوبية مما سيعطي دفعا و حصانة قويين لطرحنا الوطني وللإجماع الشعبي وللخطاب الموحد لكل المتدخلين على مستوى المواقع والمنابر إن دوليا أو جهويا أو إقليميا، مؤكدة على تجاوز الخطابات العدائية الخاضعة لظواهر الضغط والتوتر و التوجيه الذي لا يخدم في شئ مبدأ الحكم الذاتي خصوصا مع التشبث بالعلاقات المتوترة مع أبنائنا بالمخيمات بتندوف ، مؤكدة على بناء علاقات ثقة متوازية مع خطاب واضح منتج وهادف مبعد لأسلوب التخوين والتجاهل لواقع الانقسام العائلي للعديد من الأسر الصحراوية الموزعة بين المغرب ومخيمات تندوف وبباقي دول العالم بإفريقيا وأوربا وأمريكا الجنوبية وكوبا ، فبناء عنصر الثقة بين كل الأطراف ، تؤكد حسناء ، وحده القادر على امتصاص الاحتقان الحاصل سياسيا واجتماعيا. فالحديث عن مستقبل الأقاليم الجنوبية لا يستقيم ولا يجد صداه إلا بإقرار الإصلاحات الدستورية وربط المسؤولية بالمحاسبة لفتح المنافذ لمغرب ديمقراطي حرمنفتح ومتضامن، خصوصا مع تصاعد العديد من الأصوات من داخل جبهة البوليساريو تطالب بالتحرر من الضغط والقبضة الجزائرية، الشئ الذي يجب أن يوظف ويستثمر من طرف الدبلوماسية الرسمية والموازية لفتح حوار مسؤول مع اللاجئين ومع الشتات لفك الحصارالمجالي والإعلامي والايديولوجي والأمني عن مواطنين هم في الأصل مواطنون مغاربة يتطلعون لغد أفضل في ظل وطنهم .لذا اعتبرت أن مسؤولية الفاعلين السياسيين مسؤولية قائمة وهي فرض عين لا فرض كفاية على كل الفعاليات والهيئات السياسية بما يخدم وحدة المغرب وقوته وإشعاعه.
يجب إعمال القانون ضد كل تجاوز فكري أو مذهبي
مداخلة الأخ الحسان بوقنطار استهلها بشكر الاتحاديين والاتحاديات بمكناس على إتاحة الفرصة له للحديث عن القضية الوطنية بمناسبة ذكرى عمر بنجلون ،الرمز النضالي السياسي والنقابي بالمغرب، معتبرا أن السبق التنظيمي لهذه التظاهرة ينم من حس سياسي متقدم للإخوة والأخوات بمكناس.
نتفق جميعا أن المد الصاعد لآمال وتطلعات شعوب العالم العربي يصطدم اليوم بتيارات المقاومة الظلامية الرافضة لكل نهوض حداثي من خلال إسكات كل الأصوات الدافعة نحو ترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.لم يعد كافيا اليوم أن نظل حبيسي الصدمة. يجب أن نعبر عن اليقظة السياسية. يجب إعمال القانون ضد كل تجاوز فكري أو مذهبي خصوصا مع فضائيات تسويق الفكر الرجعي الظلامي المشجعة على كل أساليب الإسكات المادي والمعنوي.
لحظة لقاء اليوم لحظة تحسب لمناضلي العاصمة الإسماعيلية، هي لحظة مقاومة الرجعية و الأصولية والاستبداد السياسي . في الاتحاد الاشتراكي تعتبر الوحدة الوطنية قضية مركزية أساسية لها بعدها الداخلي الوطني ولها بعدها الدولي، مما يجعلها مستمرة الطرح في المحافل الدولية بدفع من دولة شقيقة بنت سياستها ،وباتفاق بين مختلف مكوناتها ، على العداء للمغرب ولوحدته الترابية.
نحن أمام خصم حقيقي يملك من الإمكانات ما يسهل عليه اختراق كل المواقع واحتواء لوبيات الضغط الدولي بعائدات البيترودولار خصوصا مع التوظيف المدروس و المستثمر لمختلف التمظهرات المطلبية الاجتماعية لإضعاف المغرب دبلوماسيا وسياسيا وحقوقيا . غير أن طرح مبدأ الحكم الذاتي بعثر أوراق الجارة الجزائر وصنيعتها اللتين وجدتا نفسيهما أمام وضع جديد خصوصا مع التحرك الدبلوماسي للمغرب في شخص جلالة الملك خلال الزيارة الأخيرة لأمريكا. والتي سيكون لها ما بعدها على مستوى القضية الوطنية. فالحصول على الاعتراف السيادي على الصحراء أصبح الهدف الوحيد الذي يتطلب التجنيد و التعبئة و المواجهة السياسية بكل المحافل الدولية خصوصا و أن الجزائر و من يدور في فلكها ،تدفع في اتجاه تقرير المصير المرتبط أساسا بالانفصال عن الوطن الأم نموذج السودان فاستثمار و توظيف قرار مجلس الأمن الأخير يعد أول الأولويات للتحرك الدبلوماسي المغربي على اعتبار أن المبادرة تتسم بالمصداقية و الجدية و الواقعية. يجب على المغرب أن يتجاوز هذا المستوى إلى موقف أممي و دولي أسمى مقر بالوحدة الترابية في إطار الحكم الذاتي الذي يعتبر أولا و أخيرا الإطار الأنجع و السليم لتجنيب المنطقة ويلات البلقنة المدمرة لاستقرار المنطقة ككل . باعتبار أن مستقبلها رهين بإزالة عوامل التوتر و الخلاف لإعادة بناء أمل المغرب العربي الكبير الذي أصبح ضرورة إستراتيجية لدول المنطقة ككل، بالإضافة إلى دول الساحل الصحراوي التي أصبحت محطة خلفية للإرهاب الدولي. فعدم استقرار المنطقة، يضيف الأخ الحسان بوقنطار، سيخلق أوضاعا غير مرغوب فيها محليا و جهويا و دوليا خصوصا أمام تنامي المد الأصولي و الظلامي مما يعقد الأوضاع حاضرا ومستقبلا إن لم يتم التعامل بالجدية اللازمة مع الوضع الحالي في ظل الصعوبات المرتبطة بتداخل المصالح والأطماع بالمنطقة ، معتبرا أن الطرح المرتكز على الجهوية ليست له علاقة بالأمم المتحدة. هو ورش كبير داخلي كرسه الدستور الجديد، لكن مع الأسف، لم تفعل بنوده الحكومة التي ما زالت حبيسة رؤاها الضيقة المشوبة بحول سياسي وإعاقة منهجية جعلتها مغلفة بحسابات سياسية ضيقة، جعلتها تترنح في مكانها و لم تقو على تفعيل العديد من المقتضيات الدستورية ، خصوصا مع تسجيل التأخر الحاصل بين المقتضى الدستوري و الفعل الحكومي . فالجهوية على المستوى السياسي ، يؤكد الاخ بوقنطار، هي وضعية سابقة لوضعية ما قبل الحكم الذاتي ، تمكن من إعطاء الجهات نوعا من الممارسة السياسة الذاتية إداريا واقتصاديا وسياسيا .لخلق إمكانات التنافسية و إظهار الخصوصية. فقضية الصحراء اليوم تتطلب من المغرب أن لا يبقى حبيس إطار خطابات الاطمئنان و الهدنة السياسية و الدبلوماسية، يجب الإقناع بجدية المقترح المغربي المرتكز على الحكم الذاتي و إرسائه عبر حشد رأي عام دولي و كذا من داخل مواقع اتخاذ القرارات الحاسمة دوليا، لأن الخصوم يراهنون على تآكل المقترح المغربي مع مرور الوقت خصوصا وان الدور الأساسي للدبلوماسية يعد حدا فاصلا بين وضعين لا ثالث لهما ، بحكم أن الحركية الدبلوماسية هي المحدد الأول والأخير لكسب الرهان الوحدوي . لذا فالدور المحوري للسلطات والأحزاب السياسية والفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين، هو الداعم القوي الأساسي للوحدة الترابية الوطنية خصوصا وانه داخل الحقل السياسي الأوروبي وعلى مستوى برلمانه الذي يعتبر نتاجا للاستحقاقات السياسية الحزبية الاروبية ،مما يستوجب خطابا موحدا واقعيا ذا مصداقية مبنية على الشرعية التنظيمية والنضالية لكي لا نعطي الانطباع بأننا مجرد آليات تنظيمية تابعة ومنفذة لمواقف وقرارات فوقية مملاة . يجب أن نبتعد عن ردود الأفعال والكسل الفكري وغياب الاستباقية، مؤكدا بأن للمغرب موقفا وطنيا واحدا من قضيته الوطنية والتي تتطلب مع ذلك تدخل الفاعلين وعلى كل المستويات وبنفس الرؤية والتنسيق ، موضحا أن المغرب حقق العديد من الأهداف وبرغم ذلك فالخصوم لهم استراتيجياتهم وخططهم وتنسيقاتهم وحلفاؤهم ،لذا يجب إقناع الرأي العام الدولي ليس فقط بعدالة القضية الوطنية، و لكن بإرادتنا القوية في ترسيخ الاصلاحات الدستورية التي انخرط فيها المغرب ، و التي يجب أن تتواصل و تستثمر على مستوى الإشراك و التقاسم لترسيخ الوحدة الترابية المغربية في إطار دولة الحق و القانون و العدالة الاجتماعية.
تدخلات الحضور الممثل لمختلف تلاوين الطيف النقابي و الجمعوي... ثمنت انعقاد الندوة واعتبرتها محطة فارقة في العمل السياسي بالمغرب، بحكم خصوصية الموضوع و ارتباطه بأولى اهتمامات الشعب المغربي، حيث أكدت جل المداخلات على ضرورة تغيير المقاربات المنتهجة، خصوصا مع مد يد المغرب للطرف المعني ، خاصة على مستوى ترسيخ الثقة و المصداقية، للوصول إلى مبدأ الحكم الذاتي القابل للتطبيق على ارض الواقع في إطار الوحدة الترابية الوطنية التي ترسخت مع فعالية الدبلوماسية الاتحادية التي «فكت الحصار» عن المغرب إبان تولي القائد الفذ عبد الرحمان اليوسفي مهام الوزير الأول في حكومة التناوب التوافقي. وقد سجلت المداخلات كذلك الفرق الحاصل على مستوى المجهودات التي بذلت سابقا وبين العبث السياسي «المستهتر» بالقضية الوطنية من طرف حكومة تمنعت عن مواصلة الإصلاحات وغيبت الشرعية الحكومية عن طواعية هجينة، بحيث ينطبق عليها المثل الشعبي القائل «عمي با جاجا ما هو فروج ولا دجاجة »! بحيث أن سريالية المشهد الحالي تتلخص في المفارقة التالية : حين النجاح لن نجد عنوانا للمجازات ، وحين الفشل لن نجد عنوانا للمحاسبة... نحن إذن أمام وضع متسم بالفراغ السياسي ومخيب للآمال ومغيب للحقيقة والمصداقية.
في نهاية الندوة تم تثمين العرضين المقدمين من طرف الأخت حسناء ابوزيد والأخ الحسان بوقنطار من طرف كل تلوينات المشهد السياسي والنقابي و الجمعوي و الثقافي والجماهيري الذي حضر بكثافة بالقاعة الكبرى بالقصر البلدي، والتي شهدت سابقا و خلال سنوات السبعينات والثمانينات وبداية التسعينات، عمق التحليل النظري والفكري الاتحادي من خلال المحاضرات و اللقاءات التي صدحت دائما مواضيعها بأحقية الشعب المغربي في الحرية و الكرامة و العدل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.