يعيش نور عبد المطلب، ابن الفنان الشعبي المصري محمد عبد المطلب، ظروفاً إنسانية صعبة تتمثل في عدم توفره على أدنى متطلبات الحياة الكريمة. فالرجل الذي بلغ 75 سنة من عمره، لازال يتنقل بين «بيوت» مدينة الدارالبيضاء المهترئة، فانتهى به الأمر مؤخراً إلى الإقامة في أحد فنادقها البئيسة بالمدينة القديمة، مما شكل صدمة عميقة في نفوس المقربين إليه، حيث أصيبوا بالذهول، عندما اكتشفوا حالته الاجتماعية، ومن بينهم نجاة الصقلي، زوجة الممثل الراحل حسن الصقلي، والتي أكدت في اتصال هاتفي مع الصفحة الفنية، أن نور كان يعطي دائماً الانطباع على أن الأمور تسير على أحسن ما يرام، وذلك من خلال شكله الأنيق، ومن خلال الحديث اليومي الذي يتجاذب أطرافه مع أصدقائه، حيث لم يكن يتضمن أية إشارة عن الظروف الاجتماعية التي يعيشها، واصفة إياه بكل معاني الأنفة وعزة النفس. كما استغلت السيدة نجاة الصقلي الفرصة لتوجه نداء إلى كل الضمائر الحية، ومنها الجهات المسؤولة ومنظمات المجتمع المدني، وإلى كل الفاعلين في مجال حقوق الإنسان، الوقوف إلى جانب نور عبد المطلب في محنته، والتدخل عاجلا من أجل حد نهائي لمعاناته، خاصة وأن تقدمه في السن أصبح عائقاً في تأمين حياة كريمة و مستقرة. فنور عبد المطلب، الحاصل على الماجستير في العلوم الاقتصادية والتجارة، اشتغل إلى جانب أبيه في تسيير أحد النوادي الفنية.. كان بحوزته بشارع الأهرام في مصر، غنت فيه أسماء وازنة في الطرب العربي كالسيدة أم كلثوم، العندليب الأسمر (عبد الحليم) محمد الحياني وآخرين، فشكل ذلك التقارب مع أبيه فرصة لمعرفة أسراره، خاصة التي كانت تتعلق بجولاته الفنية في الوطن العربي، فتأثر كثيراً لما كان يسمعه عن المغرب وعن طيبوبة المغاربة، فتبلور لديه ذلك الانطباع وتبنى نور في الأخير قرار الإقامة بالمغرب بشكل نهائي، وكان ذلك في بداية تسعينيات القرن الماضي، استطاع من خلال هذه المدة ، أن يتأقلم بشكل جيد في وسط له خصوصياته تختلف عن تلك التي توجد في الأقطار العربية الاخرى، »فهو مغربي حتى النخاع ولن تعرفه مصرياً، إلا حين يتحدث بلغة الحارة المصرية«.