نشرت وسائل الإعلام الجزائرية والإسبانية، أكذوبة من الأكاذيب التي تروج لها باستمرار، وهذه المرة حول لقاء المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في الصحراء المغربية، في إطار الجولة التي يقوم بها بالمنطقة، مع الممثل المزعوم للبوليزاريو، لدى هذه الهيئة الأممية. الانفصالي عمار ليس ممثلا لدى الأممالمتحدة، بل هو موجود في نيويورك، فقط، ومنسق بالنيابة مع بعثة المينورسو، غير أن ترويج صفة ممثل لدى الأممالمتحدة، هدفه هو إعطاء شرعية أممية، غير قائمة، وبالعودة إلى التقرير الأخير للأمين العام، سنجد أنه في النقطة الثامنة، يتحدث عنه كممثل في نيويورك. ما تنشره الصحافة الإسبانية والجزائرية حول هذا الموضوع، لا يختلف عما تروج له من دعاية كاذبة ضد الوحدة الترابية للمغرب، وإذا كان من الواضح أن تأثير وسائل الإعلام الجزائرية محدود جدا، فإن للإعلام الإسباني تأثير في البلدان الناطقة بالإسبانية، وهي الأغلب في أمريكا اللاتينية، ولها تأثير أيضا على الصعيد الأوروبي، إن لم نقل العالمي. فبالإضافة إلى الصحافة الورقية، التي لها حضور، مثل جريدة «البايس» التي تبيع، وحدها، أكثر من 750 ألف نسخة يوميا، فإن تأثير الصحافة الرقمية الإسبانية قد تضاعف، بشكل منقطع النظير، حيث تسجل «الإسبانيول»، لوحدها، زيارة 21 مليون قارئ شهريا، وتقارب حوالي عشر جرائد رقمية إسبانية هذا الرقم. حجم الدعاية المضادة للمغرب، بخصوص قضية الصحراء المغربية، يحتاج إلى مجهود إضافي من طرف صحافتنا وإعلامنا، لأن هذه الدعاية هي التي تصنع الرأي العام، وتؤثر في القرارات المتخذة من طرف الدول والمنظمات الدولية، وما قدمناه هنا من أرقام جزئية، يهم إسبانيا، فقط، غير أن الأمر يتجاوز ذلك، حيث أن المصطلحات والمفاهيم التي تستعمل في أغلب الصحافة ووسائل الإعلام على الصعيد العالمي، تسقط في فخ الدعاية الانفصالية (الجزائرية/الإسبانية). لا يمكن للمجهود السياسي والديبلوماسي، الذي يقوم به المغرب، للدفاع عن حقوقه المشروعة، ألا يكون له الدرع الإعلامي الضروري، لتصحيح المغالطات ونشر المواقف والحقائق التي تخدم أطروحة استكمال وحدتنا الترابية، ولنا، على الأقل، في الفضاءات الإفريقية والعربية، إمكانيات الانتشار أولا، لكن كل شيء يبدأ بإصلاح أوضاع صحافتنا وإعلامنا، للشروع في تغيير موازين القوى في هذه المعركة غير المتكافئة.
