نزهة الوافي غاضبة من ابن كيران: لا يليق برئيس حكومة سابق التهكم على الرئيس الفرنسي    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    إدارة الدفاع الوطني تحذر من ثغرات أمنية خطيرة في متصفح للأنترنيت    أمسية احتفائية بالشاعر عبد الله زريقة    الجزائر.. نظام العسكر يعتقل المؤرخ محمد الأمين بلغيث بسبب تصريحات إعلامية ويوجه له تهما خطيرة    أخنوش : السياسة بالنسبة إلينا هي العمل والجدية والوفاء بالالتزامات المقدمة للمواطنين    قطب تكنولوجي جديد بالدار البيضاء    52 ألفا و495 شهيدا في قطاع غزة حصيلة الإبادة الإسرائيلية منذ بدء الحرب    تقرير: المغرب يحتل المرتبة 63 عالميا في جاهزية البنيات المعرفية وسط تحديات تشريعية وصناعية    تفاصيل زيارة الأميرة للا أسماء لجامعة غالوديت وترؤسها لحفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وغالوديت    انتحار مراهق يهز حي حومة الشوك بطنجة صباح اليوم السبت    الملك محمد السادس يواسي أسرة الفنان محمد الشوبي: ممثل مقتدر خلّد اسمه بتشخيص متقن لأدوار متنوعة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    المغرب يبدأ تصنيع وتجميع هياكل طائراته F-16 في الدار البيضاء    حادث مروع في ألمانيا.. ثمانية جرحى بعد دهس جماعي وسط المدينة    ابنة الناظور حنان الخضر تعود بعد سنوات من الغياب.. وتمسح ماضيها من إنستغرام    وصول 17 مهاجراً إلى إسبانيا على متن "فانتوم" انطلق من سواحل الحسيمة    العد التنازلي بدأ .. سعد لمجرد في مواجهة مصيره مجددا أمام القضاء الفرنسي    توقيف شخص وحجز 4 أطنان و328 كلغ من مخدر الشيرا بأكادير    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مجموعة أكديطال تعلن عن نجاح أول جراحة عن بُعد (تيليجراحة) في المغرب بين اثنين من مؤسساتها في الدار البيضاء والعيون    الملك: الراحل الشوبي ممثل مقتدر    تير شتيغن يعود لحراسة مرمى برشلونة بعد غياب 7 أشهر بسبب الإصابة    دار الطالب بأولاد حمدان تحتضن بطولة مؤسسات الرعاية الاجتماعية    كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة تحتضن أول مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة    الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟    إسرائيل تعيد رسم خطوط الاشتباك في سوريا .. ومخاوف من تصعيد مقصود    تونس: محكمة الإرهاب تصدر حكما بالسجن 34 سنة بحق رئيس الحكومة الأسبق علي العريض    كازاخستان تستأنف تصدير القمح إلى المغرب لأول مرة منذ عام 2008    بيزيد يسائل كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري حول وضعية مهني قوارب الصيد التقليدي بالجديدة    الإقبال على ماراثون "لندن 2026" يعد بمنافسة مليونية    العصبة تفرج عن برنامج الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافبة وسط صراع محتدم على البقاء    الملك محمد السادس يبارك عيد بولندا    الأزمي: لم تحترم إرادة الشعب في 2021 وحكومة أخنوش تدعم الكبار وتحتقر "الصغار"    الداخلة-وادي الذهب: البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    منحة مالية للاعبي الجيش الملكي مقابل الفوز على الوداد    يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة    أصيلة تسعى إلى الانضمام لشبكة المدن المبدعة لليونسكو    الكوكب يسعى لوقف نزيف النقاط أمام "الكاك"    اللحوم المستوردة في المغرب : هل تنجح المنافسة الأجنبية في خفض الأسعار؟    أكادير… توقيف شخص يشتبه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات وحجز أربعة أطنان و328 كيلوغراما من مخدر الشيرا    "هِمَمْ": أداء الحكومة لرواتب الصحفيين العاملين في المؤسسات الخاصة أدى إلى تدجينها    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينهي تحضيراته استعدادا لمواجهة نيجيريا وسط شكوك حول مشاركة الزبيري وأيت بودلال    غوارديولا: سآخذ قسطًا من الراحة بعد نهاية عقدي مع مانشستر سيتي    توقيع اتفاقية إطار بشأن الشراكة والتعاون من أجل تطوير الحكومة الإلكترونية وتعميم استخدام ميزات الهوية الرقمية    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مراكش عاصمة دولية لمحاربة الإرهاب الداعشي

في معنى احتضان المغرب لمؤتمر دولي ضد الإرهاب ومن أجل الاستقرار في إفريقيا

تحتضن مدينة مراكش، بعد غد الأربعاء، اجتماعا للتحالف الدولي ضد «داعش»، الذي يأتي في ظل التحولات التي تشهدها أساليب واستراتيجيات هذا التنظيم الإرهابي، خاصة في إفريقيا.
ويعكس هذا الاجتماع، الذي ينعقد بدعوة مشتركة بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة وكاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكن، ريادة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
وسيشهد هذا الحدث الدولي الهام حضور ممثلي أزيد من 80 دولة ومنظمة دولية، سيبحثون خلاله سبل مواجهة التهديدات التي تطرحها إعادة تموقع التنظيم بالقارة السمراء.
وسيشكل اجتماع مراكش، على هذا الأساس، مناسبة لبحث سبل العمل المشترك لمواجهة هذه الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وكذا تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الامنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره.
وتأتي استضافة مراكش لهذا الاجتماع الدولي الهام، لتؤكد الثقة التي تحظى بها المقاربة المتفردة التي طورها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
يشار إلى أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، الذي تأسس في شتنبر 2014، يهدف إلى القضاء على هذا التنظيم الإرهابي، على مختلف الجبهات، وتفكيك شبكاته ومجابهة مطامعه العالمية. كما يلتزم هذا التحالف الدولي بتدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم (داعش)، والحيلولة دون تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود، علاوة على دعم استقرار المناطق المحررة من التنظيم.
أن تكون مراكش المغربية أول أرض إفريقية تحتضن المؤتمر الخاص ب«التحالف العالمي لمحاربة داعش»، الذي يعقد يوم غد الأربعاء 11 ماي الجاري، فذلك ليس من باب الصدفة في شيء، ولا هو بالحدث العادي الذي يدخل في سياق شبه بروتوكولي، بل إن للقاء مسارا معقولا واختيارا معقلنا، متعدد الدلالات والرسائل .
المدينة المغربية تحتضن اجتماعا ذا صبغة دولية، بمشاركة 92 مشاركا، منهم الدول ومنهم المنظمات الدولية العاملة في مجال محاربة الإرهاب، وذات الصلة بالمجهود العالمي في هذا الباب، وهذا له معنى واحد هو أن المغرب أصبح له وزن دولي خاص في ترتيب الأجندة الدولية في الحرب على الإرهاب، وهو أمر تأتى له بالفعالية والنجاعة والقدرة على تأهيل الأداة المخول لها ذلك، ونقصد بها جهازه الأمني والاستخباراتي وقدرات دولته على تنسيق مقوماته المدنية والثقافية والعسكرية والروحية والأمنية، طبعا، في مواجهة الإرهاب.
والواضح أن الرسالة الأولى تكمن في الدور المركزي الذي صار المغرب يحتله في الدينامية الدولية لمحاربة الإرهاب.
أما الرسالة الثانية فهي في كون جزء من المجهود يشمل القارة السمراء نفسها، التي أصبحت القِبلة الجديدة للعمل المتطرف والحركات الجهادية، التي انتقلت من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى جواره الإفريقي.
الرسالة الثالثة، تتمثل في كون المؤتمر امتداد للتواجد المغربي في قلب المعركة الإفريقية، بالتفكير والتخطيط والمعلومات، ضد الأشكال الجديدة للتنظيمات الإرهابية، وتجدر الإشارة في هذا الباب، إلى أن المغرب، الذي حضر اجتماع التحالف الدولي ضد داعش في دجنبر من السنة الماضية، كان منصة « إطلاق مجموعة التفكير حول إفريقيا»، في مواجهة التطور المستمر للوضع بالقارة، بعد أن كان قد استضاف في يونيو 2018 في الصخيرات الاجتماع الإقليمي للمدراء السياسيين للتحالف العالمي ضد "داعش".
1 المغرب يترأس المؤتمر بشكل مشترك مع الدولة العظمى والحليفة الاستراتيجية في المجهود المتعلق بالحرب على الإرهاب، الولايات المتحدة، وهي صاحبة المشروع أو حاملته الاستراتيجية باعتبار أن إنشاء التحالف كان بمبادرة أمريكية في سنة 2014.
وبهذا الخصوص، كان موضوع المجهود الطويل في تمتين المواجهة موضوع التقرير، صادر عن الخارجية الأمريكية في دجنبر الماضي ويحسن بنا أن نذكر ببعض عناصره التي سبق لنا تناولها في مقالة سابقة، ومنها:
* الولايات المتحدة والمغرب يجمعهما «تعاون قوي وطويل الأمد» في هذا المجال.
‫* المغرب واصل تنفيذ «الاستراتيجية الشاملة التي تشمل تعاونا إقليميا ودوليا وسياسات لمكافحة التطرف».‬
‫* قوات الأمن وظفت «جميع المعلومات الاستخباراتية والعمل الأمني والتعاون مع شركاء دوليين لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب»…‬

* المملكة تترأس حاليا، بشكل مشترك مع كندا، المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
* المغرب يحتضن مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا.
‫* المغرب عضو في شراكة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء، وهو يستضيف مناورات الأسد الإفريقي السنوية، واستضاف اجتماع فريق العمل المعني بمكافحة الإرهاب في إطار مؤتمر وارسو والتمويل غير المشروع الذي تمحور حول محاربة تنظيم القاعدة…‬
ومن عناصر المتابعة ما سبق أن عبر عنه وزير الخارجية نفسه، انطوني بلينكن، إبان تواجده في المغرب في الفترة الأخيرة‫.‬
ومن الأشياء التي تدخل في منطق المؤتمر الحالي ، ما ورد ‫في‬‮ ‬‫تدوينة له في‬‮ ‬‫2021،‬‮ ‬من ‫أن‬‮ «‬‫الهجمات الأخيرة بينت أن‬‮ «‬‫داعش‬‮» ‬‫ما زالت تمثل تهديدا‬‮ وما زال بمقدورها استقطاب مجموعات قتالية‬‮»‬‫،‬‮ ‬‫ودعا إلى‬‮ «‬‫ضرورة إدماج مبادرات مدنية لمعالجة التطرف وتأمين الاستقرار في‬‮ ‬‫المناطق المعنية‬‮»‬.
‫وهو نفسه قد وضع شعارا لزياراته الأخيرة للرباط، هو‬‮ «‬‫التزام بالاستقرار والرفاه‬‮» ‬‫ذاكرا في‬‮ ‬‫الوقت ذاته أن‬‮ «‬‫التعاون العسكري‬‮ ‬‫بين المغرب والولايات المتحدة‬‮ يعد من أهم مجالات التعاون بين البلدين، وأن لهما نظرة مشتركة موحدة‬‮». ‬
‫المغرب بالمعنى الوارد في الفهم الأمريكي شريك،‬‮ «مانح للأمن‬‮» ‬‫بفعل ريادته للمنتدى الدولي‬‮ ‬‫لمحاربة الإرهاب،‬‮ ‬‫لمدة ثلاث دورات متتالية، وبفعل دوره الداعم في‬‮ ‬‫التحالف الدولي‬‮ ‬‫ضد داعش‬‮.‬‫. وهويستعد لاحتضان المنتدى الأفرو آسيوي في يوليوز القادم، في تزامن مع تمرينات الأسد الإفريقي التي بدأت منذ 2004 وتطورت بشكل كبير للغاية، وتعد أكبر مناورات للقوات الأمريكية خارج ترابها وتراب دول الناتو.‬
اللقاء له سياقه العادي، أي المنتظِم الذي يندرج في الأجندة المتفق عليها، وفي «مواسمه» المتوافق بخصوصها، ولكنه لقاء أو مؤتمر له سياقه المستجد، والذي يتمثل في العديد من النقط:
أولا:قاريا، تنامت المخاطر والتهديدات بشكل مقلق للغاية، وصارت القارة السمراء مركز تمركز للتنظيمات الإرهابية، والمعطيات المتوفرة حاليا، والتي تجمعت لدى المنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب أو لدى التحالف أو لدى المنظمات الدولية تكشف عن جيوش متطرفة تتحرك في جغرافيا متسعة أمام عجز واضح للدول.
= نحن أمام قرابة ثلاثين تنظيما إرهابيا، مدرجة في لائحة العقوبات التي رصدها مجال الأمن التابع للأمم المتحدة، تضم جيشا عرمرما من المقاتلين المحليين أو العائدين من جبهات القتال ومن الأراضي التي كانت تحكمها داعش في سوريا والعراق. نحن أمام أرقام مهولة من حيث عدد ضحايا هاته التنظميات التي تجاوزت 13000 قتيل في سنتي 2020 و2021.. وإجراء قرابة 7 آلاف هجوم وعملية مسلحة في سنة 2020 لوحدها.
‫=‬ التطور الرهيب في وسائل العمل والقتال، من تنظيمات عسكرية وجيوش منظمة اكتسبت خبرة قتالية في مناطق عديدة من العالم بالإضافة إلى التمكن من لوجيستيك حربي يضم طائرات بدون طيار وتكنولوجيات متقدمة وذكاء لا ينكر في طرق تمويل نفسها.. وفي الوقت نفسه يكلف الإرهاب، حسب إحصائيات تقدم بها المغرب في اجتماع دجنبر 2021، ما يقارب 170 مليار دولار خسائر للدول التي يخترقها ويرهبها.
‫= الجريمة المنظمة في إفريقيا باتت اليوم مصدر قلق دولي بالنظر للحجم الكبير من شبكات الاتجار بالمخدرات والأسلحة التي تم اكتشافها عبر ربوع القارة، خصوصا بالنظر لارتباطات شبكاتها وأنشطتها مع شبكات الإرهاب والتطرف والجماعات الانفصالية‫…‬
وهو ما جعل المغرب يشدد دائما على «ضرورة العمل على تحييد قدرات المنظمات الإرهابية وباقي التنظيمات المسلحة من غير الدول، بما في ذلك التنظيمات الانفصالية»‫..‬ وهو موضوع صار حاسما في بناء المواقف والتغيرات الدولية الخاصة بالمنطقة الشمال إفريقية وفي جنوب الصحراء‫.‬
وفي خضم هذه التغيرات المثيرة للدوخة الاستراتيجية عند الكثير من مراكز القرار، نجد المغرب يقترح مفاهيم جديدة وعملية في « إدارة أمن الحدود والتعاون الاستراتيجي والوصول إلى فهم مشترك للتهديدات والاستراتيجيات الخاصة المتعلقة بداعش في القارة، ومن أجل تزويد البلدان الإفريقية بوسائل مكافحة الهجمات الإرهابية من خلال تطوير وتعزيز القدرات الوطنية..» ، وهو في ذلك طوَّر عقيدة أمنية فعالة مفادها أن الإرهاب «غيَّر وظيفة الحدود بين الدول».. وهو ما جعل تقرير الخارجية الأمريكية الأخيرة يتحدث عن كون «أمن الحدود ظل أولوية مطلقة للسلطات المغربية»!.
وهذا التغير العميق في التعاون الدولي ضد الإرهاب وَعتْ به العواصم، التي بنى معها المغرب شراكات أمنية وعلى رأسها أمريكا..
‫=‬ تحول منطقة الساحل والصحراء إلى« حزام جغرافي ناسف»، بفعل تمدد الحركات الإرهابية فيه، انطلاقا من مالي نحو دول الجوار، وانتقال عدوى الجهاديين من شمال هذا البلد إلى النيجر وبوركينا فاسو المجاورتين وتهدد بالاتساع جنوبا إلى خليج‮ ‬غينيا‮.‬
‫=‬ الفشل العسكري والأمني لدول معروفة بعلاقاتها التقليدية بالمنطقة، وتنامي الروح العدائية ضدها، وانسحاب قواتها من المنطقة جزئيا مع تراجع التواجد الأوروبي ذي الطبيعة العسكرية، في الوقت ذاته التي لا تملك قوات حفظ السلام الأممية ما يفيد في حفظ السلام وحماية المدنيين ونشر الأمن والسلم…
في الزاوية الإقليمية، ينعقد اللقاء، في سياق علاقات جديدة بين المغرب وأوروبا، وقد كان تقرير الخارجية الأمريكية السابق الذكر قد نوه بكون ا‫لمغرب يقيم تعاونا «وثيقا مع شركائه الأوروبيين، ولا سيما بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، لإحباط التهديدات الإرهابية المحتملة في أوروبا»…‬
ويهمنا هنا بشكل مدقق التعاون وبينه وبين إسبانيا تحديدا، والتي تعتبر بوابة القارة ،وهنا نسجل
= أولا، أن العمل الأمني المشترك لم يتأثر بالأزمة ولكنه أثبت ضرورة العمل مع المغرب وأجهزته لتحصين إسبانيا والقارة معا.
= ثانيا أن إسبانيا هي المضيفة للمؤتمر غير العادي لدول حلف الناتو، وهو يجتمع بعد مؤتمر مراكش مباشرة.
وفي جدوى ربط المؤتمر الخاص بالناتو مع مؤتمر مراكش، نذكر أنه سبق للأمين العام أنطونيو غوتيريش أن كشف في رسالة إلى مجلس الأمن أن حلف شمال الأطلسي يدرس «خيارات لزيادة الدعم لمجموعة دول الساحل الخمس».
وقد أعطت «كارمن روميرو‮»، ‬المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي‮ ‬الناتو، المعنى للنقاش الذي يسود بدول الناتو وهي تستعد لمؤتمرها بالقول‮ «‬لن نغفل التهديد الإرهابي‮ ‬في‮ ‬الساحل والصحراء‮»…‬
من المتوقع‮ أن ‬تناقش قمة دول الحلف الأطلسي‮ ‬في‮ ‬يونيو المقبل،‮ إضافة إلى‮ ‬السياق الحربي‮ ‬الحالي،‮ ‬والذي‮ ‬توجد الناتو‮ ‬في‮ ‬قلبه، وثيقة جديدة،‮ ‬تحت عنوان‮« ‬المفهوم الاستراتيجي‮«‬،‮ ‬للحلف الأطلسي،‮ ‬هي‮ ‬الوثيقة التي‮ ‬تطلبت قرابة السنتين من النقاش والدراسة قبل هذا التاريخ‮.‬
وهي ليست الورقة الاستراتيجية الوحيدة ‮بل هناك ورقة أخرى تهم الدول الأوروبية‮، ‬وتتعلق بال«بوصلة الاستراتيجية‮ » ‬والمتعلقة بالتوجه الذي‮ ‬سيتحدد أوروبيا بالنسبة للدفاع الاستراتيجي‮.. ‬ والحرب ضد الإرهاب في صميمه‫.‬
أما في مجال التعاون الثنائي المغربي الإسباني في محاربة الإرهاب، فقد أبرز وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، دور المغرب، مشيرا إلى الأهمية التي يكتسيها اجتماع التحالف الدولي ضد "داعش"، الذي سيعقد في 11 ماي الجاري بمراكش، وخلص إلى القول "نحن في حاجة إلى تعاون المغرب في محاربة الإرهاب الجهادي".
لقد كان التحول الأساسي في جغرافيات الإرهاب هو انتقال المعقل الدولي للإرهاب من قلب آسيا في أفغانستان، مع ضربات 2001، وما تلاه، إلى قلب الشرق الأوسط، بعد سقوط طالبان في نسختها الأولى‫.‬ التحول الذي جعل طالبان حركة سياسية تحل محل طالبان الأولى رافقه تمركزها في العراق وسوريا، وهو ما جعل قطب الرحى يقترب أكثر من دول شمال إفريقيا، والقارة نفسها‫،‬ مع اندحار داعش في معاقله ببلاد الرافدين، والهلال الخصيب، فبدأ انتقال بنية الدولة إلى شمال إفريقيا، ولاسيما في مصر وليبيا‫…‬
وصار الحديث عن سيناريو أفغاني عندما تتمكن الجماعات المسلحة من السيطرة على الحكم في‮ ‬مالي،‮ ‬أو في‮ ‬مناطق معينة من شمالي‮ ‬البلاد‮ .‬
‮ و‬المغرب استشعر هذا التحول والاقتراب منه، مع مطلع الألفية الثالثة عندما قامت الجماعات الإرهابية بالتفجيرات الدامية في الدار البيضاء، إيذانا بدخول المغرب لنادي الدول ضحية الإرهاب‫.‬
‫=‬ بعد عشرين سنة من الضربات الإرهابية التي خلفت عشرات الضحايا استطاع المغرب أن يبلور خطة متكاملة الأطراف، تمتد من التصحيح الديني، إلى الضربات الاستباقية، مرورا بالتنمية الثقافية والاقتصادية وتفعيل البند الحقوقي وترشيد الأوضاع الاجتماعية‫..‬
وكانت الحصيلة توفر المغرب على أجندة واضحة، وأسلوب مكرس، وعرض متكامل، مع مواصلة الدينامية الإصلاحية التي شرع فيها بدون تأثير بين من الضربات الدامية، فلم يُضحِّ بأي ضلع من أضلاع المواجهة ، سواء في العمل على تجفيف ينابيع الإرهاب أو في تصليب الإصلاح الديموقراطي أو في التثقيف الديني وتصحيح العقائد‫..‬.
وهوما جعل عرضه دوليا مقدمة لشراكات عميقة في هذا الباب‫…‬ويهمنا هنا الاستنتاج بأن الضربات التي أصابت المغرب، كما أصابت الدول الشريكة في الحرب الحالية، قد حسمت تموقع المغرب في الحرب الدائرة دوليا، كما في شمال إفريقيا والساحل، وهو ما انتبهت إليه الولايات المتحدة، التي رأت في المنطقة جبهة جديدة لآفة الإرهاب‫.‬
الخطوة المغربية الحالية، التي تجسد الثقة في البلاد على قيادة معركة مصيرية للعالم ترمي إلى « فهم مشترك للتهديدات والاستراتيجيات الخاصة المتعلقة بداعش في القارة ومن أجل تزويد البلدان الإفريقية بوسائل مكافحة الهجمات الإرهابية من خلال تطوير وتعزيز القدرات الوطنية بطريقة عقلانية ومنسقة»، زد على ذلك أن »العديد من الدول العربية معرضة لتهديد جهادي أكبر، باعتبار أن معظم قادة العمليات و"الأمراء" الإرهابيين ينتمون إلى بلدان الشمال الإفريقي، من بينهم القائدان البارزان في تنظيمي ال«القاعدة» و «الدولة الإسلامية» عبد المالك دروكدال وعدنان أبو وليد الصحراوي، الدليل الحي الميت على وجود تنسيق إرهابي انفصالي ما فتئ المغرب يركز عليه، ولعل المؤتمر سيكون‫ منصة دولية للتقدم على هذه الجبهة، فلا شك أن قدرة الإرهاب والمنظمات الإرهابية على تغيير الأوضاع الجيوسياسية الدولية والإقليمية كما الأوضاع الداخلية المتعلقة بالدول نفسها، ستتضاعف بالانفصال وبالقتالية الانتحارية للانفصاليين‫..‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.