الصين: أكثر من 1,12 مليار شخص يتوفرون على شهادات إلكترونية للتأمين الصحي    الولايات المتحدة.. مصرع شخصين إثر تحطم طائرة شحن في ألاسكا    إيلا كذب عليك عرفي راكي خايبة.. دراسة: الدراري مكيكذبوش مللي كي كونو يهضرو مع بنت زوينة        أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة.. وهجوم إيران أربك حسابات الاحتلال    إقبال كبير من الجالية والنساء.. هذا عدد المغاربة المستفيدين من دعم السكن وتمكنوا من اقتناء سكنهم    محلل رياضي مشهور: أمرابط بمانشستر ليس اللاعب المتألق الذي رأيناه مع المنتخب المغربي في قطر    حزب الله يشن أعمق هجوم في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.. والاحتلال يستعد لاجتياح رفح    طقس الأربعاء.. أمطار ورياح مع تناثر غبار بهذه المناطق    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    "الأحرار" يحسم الاقتراع الجزئي بفاس    رحيمي والعين قصاو بونو والهلال وتأهلو لفينال شومبيونزليگ    موقف بركان قوي واتحاد العاصمة ضعيف وها الأحكام اللي يقدر يصدرها الكاف فقضية الغاء الماتش بسبب حماق الكابرانات    سيراليون دعمات الوحدة الترابية للمملكة.. هو الحل الوحيد لي عندو مصداقية    رد قوي من طرابلس على التكتل مجهول الهوية لي بغات تخلقو الجزائر.. ليبيا شكرات سيدنا على دعمه الثابت لقضيتها وأكدات أهمية تعزيز اتحاد المغرب العربي    تلاميذ متميزون يستكشفون آفاق الدراسة في كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة    الحوار الاجتماعي.. الحكومة والنقابات داخلين فمفاوضات مكثفة على قبل الحق في الإضراب وحرية العمل    المنتخب الجزائري لكرة اليد شبان ينسحب من مواجهة المغرب بسبب خريطة المملكة    بطولة إيطاليا لكرة القدم.. تأجيل احتفالات فريق إنتر باللقب ومباراته ضد تورينو إلى الأحد المقبل    لومبارت كوساك : الفلاحة .. العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي "غنية جدا"    إليك أبرز أمراض فصل الربيع وكيفية الوقاية منها    وزير فلسطيني: المغرب الأكثر اهتماما وعناية بشؤون القدس    ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    الأمثال العامية بتطوان... (580)    يهم البذور والأغنام والحليب.. المغرب وفرنسا يعززان تعاونهما الفلاحي    الأديب عبد الرفيع جواهري ضيفا على برنامج "مدارات"    وزير الخارجية الإسباني يؤكد افتتاح الجمارك بباب سبتة    تفتيش شابة على متن حافلة ببني ملال يسفر عن مفاجأة    تداولات البورصة تغلق على "أداء سلبي"    عاجل. حكم قاصح بزاف. الاستيناف طلع العقوبة الحبسية للطاوجني ل4 سنين بسباب شكاية دارها بيه وزير العدل    فرنسا معولة على مخابرات المغرب فتأمين أولمبياد باريس وها شنو گال جيرالد دارمانان    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    وزارة إسبانية: "سيام" من أكثر المعارض الفلاحية الواعرة فشمال إفريقيا    آيت طالب: أمراض القلب والسكري والسرطان والجهاز التنفسي مزال كتشكل خطر فالمغرب..85 في المائة من الوفيات بسبابها    ضمن جولة إقليمية.. حموشي يقود وفدا أمنيا مغربيا إلى الدوحة ويتباحث مع مدير "أمن الدولة"    جائزتها 25 مليون.. "ديزي دروس" و"طوطو" يترأسان لجنة تحكيم مسابقة في فن "الراب"    مديرية الضرائب تعلن عن آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    وزير الزراعة والأمن الغذائي بنيجيريا: "نرغب في تعميق علاقات التعاون مع المغرب في المجال الفلاحي"    أمل تيزنيت يستنكر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت في مباراته أمام جمعية المنصورية    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    وزارة التربية الوطنية تشرع في عقد المجالس التأديبية للأساتذة الموقوفين وسط رفض نقابي لأي عقوبة في حقهم    بعد أزمة نهضة بركان.. الاتحاد الدولي للمصارعة يعتمد خريطة المملكة في أقمصة المنتخب    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    بنموسى: الأزمة التي عاشتها المنظومة التعليمية شكّلت لنا فرصة للإصلاح    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    الأمثال العامية بتطوان... (579)    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا نحب المغرب؟
نشر في الجسور يوم 14 - 01 - 2020


حسن العاصي/ كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدنمارك
بحكم موقعه الجيوستراتيجي المتميّز كملتقى للحضارات بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، هُيّئ للمغرب القيام بأدوار تاريخية وحضارية وثقافية وعلمية مرموقة على امتداد العصور.
فمنذ الحضارة الآشولية في العصور الحجرية القديمة، مروراً بالفترة الفينيقية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حيث قام الفينيقيون ببناء مدن تجارية لهم على سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، بدءًا من أواسط القرن الثاني عشر قبل الميلاد، فقامت مدن فينيقية كثيرة أهمها أرواد وبيروت وجبيل وصيدا وصور على المتوسط، ومدن ليكسوس (العرائش)، موغادور (الصويرةسلا (قرب الرباط)، إلى قيام دولة الأدارسة الإسلامية العام 788م في المغرب بعد اعتناق المغاربة الإسلام، حيث قام الشريف مولاي ادريس ابن عبد الله. إلى دولة المرابطين، دولة الموحدين، دولة المرينيين، دولة الشرفاء السعديين، إلى قيام الدولة العلوية التي أسسها محمد بن الشريف الحسني 1638م، إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي والإسباني، ثم مرحلة النضال والكفاح ضد قوات كلا الاستعمارين، ثم مرحلة الاستقلال في 2آذار 1956، صولاً إلى العصر الحديث، فإن المغرب ومنذ أن وًجد كان بوتقة تنصهر فيها الحضارات القديمة والحديثة، خصوصاً الامبراطوريات الفينيقية والرومانية القديمة، ثم مركزاً لالتقاء الحضارات الأفريقية والشرقية والأوروبية.
نحن نحب المغرب لأن الشعب المغربي منذ اعتناقه الدين الإسلامي، تحول إلى مبشر وداعية إلى وحدانية الله والرسالة المحمدية. والمغاربة اضطلعوا بهذا الدور وقاموا به على أكمل وجه، لا حباً في مكسب أو مغنم ولا طمعاً في زعامة، إنما إيماناً راسخاً أن ما يقومون به هو عمل شريف ورسالة نبيلة وعبادة لخدمة الدين وصونه وانتشاره وحمايته. ولذلك شهد المغرب نهضة دينية وعلمية أسهمت في إثراء الحركة العلمية بمطبوعات ومؤلفات لها وزنها العلمي في الميدان الديني والعلمي والثقافي. وكانت جامعة القرويين مقصداً لكل من يرغب في الحصول على العلم والمعرفة من ينابيعها.
ولأن الإسلام لم يكن ليصل ويستقر في بلدان غرب أفريقيا إلا عبر المغاربة أبناء الشمال الأفريقي عموماً والمغرب الأقصى على وجه الخصوص. فكما حمل طارق بن زياد مشعل الإسلام من يد عقبة بن نافع ووصل به إلى الضفة الأخرى من المتوسط. كذلك قام مغاربة شجعان بالتوغل في أدغال الصحراء وما وراءها إلى أن وصلوا أرض السودان الغربي.
بالرغم من تعدد المذاهب والقراءات والآراء داخل المنظومة الإسلامية والتي تعكس خصوصيات المناطق المختلفة، إلا أن هناك مبادئ وقيم مشتركة وعقائد عامة لكل المسلمين، ولكن لا شك أن الإسلام قد تأثر بالبيئة وخصوصيات الدول والمناطق التي دخلها.
لقد اختار المغاربة منذ أربعة عشر قرناً المذهب المالكي ﻤﺫﻫباً رسمياً للدولة المغربية، ﻤﻨﺫ عهد الأدارسة ل وترسيخ هذا المذهب في عهد المرابطين. ورغم معرفتهم ببقية المذاهب الأخرى، إلا أنهم استقروا على المذهب المالكي كونه يتسم بالمرونة في معالجة كثير من القضايا الشائكة والمستعصية، والسماحة والتيسير في أحكامه، والوسطية والاعتدال.
ولا زال التدين المغربي أو الإسلام في المغرب، الأكثر اعتدالا وتسامحا من غيره، قائم على الوسطية والتوازن، ورفض كافة أشكال التشدد والتطرف والعدوانية، وهو ما يعود إلى عدة عوامل من قبيل الموقع الجغرافي للمغرب وتراكماته التاريخية ولتنوعه العرقي.
وفي خطاب العرش العام 2003 ذكر جلالة الملك محمد السادس أن المغاربة “منذ أربعة عشر قرنا، ارتضى المغاربة الاسلام دينا لهم، لقيامهم على الوسطية والتسامح وتكريم الانسان والتعايش مع الغير، ونبذ العدوان والتطرف والزعامة باسم الدين”.
لأن المغرب مرتبط بفلسطين وملتصق بالقدس الشريف بعمق وجداني منذ التاريخ القديم للعصر الحديث، فقد قام جلالة الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله وأحسن مثواه الذي بزيارة مدينة القدس الشريف وصلى بالمسجد الأقصى. وتعمقت أواصر العلاقات الفلسطينية المغربية في عهد جلالة الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه الذي كان له دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف، وترأس لجنة القدس التي يرأسها حالياً جلالة الملك محمد السادس نصره الله ورعاه الذي وضع مدينة القدس الشريف والحفاظ عليها، وكذلك دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مقدمة أولوياته.
لأن المملكة المغربية تتمتع بمصداقية وحضور قوي سياسياً واقتصادياً وثقافياً ودبلوماسياً ودينياً لدى الدول والشعوب العربية، وداخل القارة الأفريقية، خاصة مع دول غرب ووسط أفريقيا. والمملكة تراهن وتعي دورها الاستراتيجي في مد جسور التواصل مع بقية الدول الأفريقية، وتسعى لإقامة شراكات مع عمقها الأفريقي تحت شعار رابح- رابح، من خلال المشاريع التنموية الكبرى، وبرامج التنمية البشرية. فقد أصبح المغرب ثالث أكبر شريك ومستثمر في أفريقيا بعد الصين والإمارات العربية المتحدة.
لأن المملكة المغربية واحدة من أهم الدول العربية الأفريقية، وكأرض خصبة للخبرات والكفاءات والمواهب التي تسعى دول العالم إلى استيرادها وتوظيفها.
لأن المغرب من أكثر الدول أمنا وأماناً واستقراراً وتصالحاً وتسامحاً وتعايشاً بين مختلف مكوناته الاجتماعية والعرقية والثقافية، ومع الآخر.
لأن الشعب المغربي أكثر الشعوب قاطبة التي تشعر معه أنك في بلدك مهما كانت جنسيتك. فهو شعب ودود وكريم ومضياف ويغمرك بالمحبة ولطف المشاعر ودفئها. في المغرب أنت دوماً مرحب بك، فالكرم والضيافة هما أسلوب حياة عند المغاربة. شعب عريق مثقف ومطلع ومتعاون ومبدع.
لأن المغرب ورغم إمكانياته المحدودة فإنه يمد يد المساعدة للآخرين وللشعوب الأخرى عبر قنوات إنسانية متعددة، لعل واحدة من أبرزها هي الوكالة المغربية للتعاون الدولي، التي توفر آلاف المنح الدراسية سنوياً لطلبة من دول مختلفة نصفهم من القارة الأفريقية.
لأن المغرب بات من بلدان المقصد على نحو متزايد للاجئين والمهاجرين، فقد تحول من بلد مصدر للهجرة، إلى بلد يستقبل أيضاً لاجئين من 38 جنسية بلغ عدد المسجلين منهم في العام 2019 حسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 8700 لاجئ، نصفهم من اللاجئين السوريين الهاربين من ويلات الحرب في وطنهم. إضافة إلى الآلاف من المهاجرين من بلدان عدة.
لأن المغرب العظيم أنجب عدد كبير من كبار الفلاسفة والمفكرين والعلماء في العصر الحديث لهم بصمات واضحة في مسيرة الفكر الإنساني أهمهم المفكر محمد عابد الجابري، عبد الله العروي، عبد الإله بلقيز، علي أومليل، المهدي المنجرة، طه عبد الرحمن، بنسالم حميش، رجاء ناجي مكاوي، محمد عزيز لحبابي، محمد بنسعيد العلوي، محمد وقيدي والعشرات سواهم.
وعدداً من الباحثين والأكاديميين والأدباء وشعراء والفقهاء وقادة ورجال دولة ورياضيين واقتصاديين وقانونيين ومؤرخون ولغويون وسواهم الكثير من المبدعين الذين لا يتسع الحيز هنا لذكرهم جميعاً. لكن لا يمكنني الحديث عن الأكاديميين والباحثين وأساتذة التعليم العالي في المغرب دون أن أذكر فضل أستاذي الكبير الدكتور محمد الداهي رئيس تكوين فنون وآداب متوسطية في مختبر الدكتوراه التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالرباط.
لأن هناك علماء مغاربة أدهشوا العالم بإنجازات واكتشافات كان لها وقع كبير في مجالات بحثهم واشتغالهم. ومن أبرزهم الدكتور الفيزيائي رشيد اليزمي، وعالمة الفيزياء النووية الدكتورة كوثر حافظي، عالم الفضاء ومهندس الاتصالات كمال الودغيري، الدكتورة رجاء الشرقاوي عالمة الفيزياء النووية، عالم الأحياء الدكتور عدنان الرمال، عالمة الفلك المغربية مريم شديد وغيرهم.
لأنه يمكنك السفر وزيارة المغرب في كافة الفصول، في الربيع حيث الشمس تتألق في معظم أيام العام. في الربيع يستمتع الزائر للمغرب بدرجات حرارة ما بين 23 و26 درجة في مدينتي مراكش وأغادير. وفي الصيف بهجة السفر المنعش نحو سفوح إفران على ارتفاع 1650 متراً فوق سطح البحر. وفي فصل الشتاء المناخ معتدل على مدار العام وعلى طول الشواطئ الخلابة ة على ضفاف البحر المتوسط والمحيط. في فصل الشتاء بالمملكة المغربية يمكنك أن تستمتع بالتزلج على الجليد في مدينة إفران، وبنفس الوقت يمكنك الذهاب والسباحة في بحر أغادير. أما في الخريف فالليالي طوية وتنخفض فيه درجات الحرارة في المدن الداخلية عما هي خلال الصيف وبذلك يمكنكم التجول في المناطق الداخلية والاستمتاع بالثراء والتنوع الجغرافي والثقافي والبيئي.
لأن الطعام المغربي لذيذ وشهي وصحي ومتنوع، والحلوى المغربية الشهية والمعجنات التي غالباً ما يصاحبها الشاي المغربي بالنعناع وتقدم في المناسبات الخاصة وعند استقبال الضيوف. المطبخ المغربي يستحوذ على ترتيب الصدارة عربياً وأفريقياً، ويحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد المطبخ الفرنسي. حيث ينتج المغرب مجموعة كبيرة من الفواكه والخضراوات المتوسطية وحتى بعض الاستوائية. وينتج أيضا كميات كبيرة من الأغنام والدواجن والماشية والأسماك التي تشكل قاعدة المطبخ، إضافة إلى استخدام مجموعة واسعة من التوابل.
لأن طارق بن زياد أشهر القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي كان مغربياً. فهو الذي دخل الأندلس أول مرة، ونسبة إلى اسمه سُمي “جبل طارق” الشهير. وهو من أكثر الشخصيَّات الوطنيَّة إجلالًا في المغرب العربي، عند العرب والأمازيغ على حدٍ سواء.
لأن ابن رشد، واسمه أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي، الذي كان واحدًا من أشهر الفلاسفة الأندلسيين في العصور الوسطى هو مغربي ولد في مدينة قرطبة الأندلسية في 14 نيسان/ أبريل 1126 وتوفي بمدينة مراكش المغربية في 10 كانون أول/ ديسمبر 1198. ويُعتبر ابن رشد ظاهرة علمية متعددة التخصصات حيث كان طبيباً وفقيهاً وفيلسوفاً وفيزيائياً وفلكياً. ترجم فلسفة أرسطو وأفلاطون. وعلى عكس الرأي العام السائد حينذاك، اعتبر ابن رشد أن الفلسفة والدين كلاهما أدوات تمكن الإنسان من البحث ومعرفة السبيل للخلاص البشري. وقام برد الاعتبار للفلسفة بعد أن أصابها الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة، ووضع هذا الجهد في كتابه تهافت التهافت.
ولأن العالم والمُخترع والفيلسوف والشاعر أبو القاسم عباس بن فرناس كان مغربياً أندلسياً، ولد في مدينة رندة عام 810م ونشأ وتوفي في مدينة قرطبة الأندلسية عام 887م واشتهر بمحاولته الطيران، كما برع في الفلسفة والكيمياء والفلك.
لأن مسلمة المجريطي، واسمه أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي وقيل سلمة بن أحمد، أحد أهم علماء الرياضيات والكيمياء والفلك في الأندلس كان مغربياً. ولد بمدينة مجريط التي تعرف اليوم بمدريد عام 950م وتوفي عام 1007 م، وكان يُلقب بإمام الرياضيين في الأندلس. كان أول من أجرى التجارب على أكسيد الزئبق الثاني، وأول من أشار إلى قانون بقاء المادة.
ولأن أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، الذي كان واحداً من أهم وأعظم الجراحين الذين ظهروا في العالم الإسلامي كان مغربياً أندلسياً ولد في مدينة الزهراء عام 936م وعاش وتوفي في مدينة قرطبة عام 1013م. اخترع العديد من أدوات الجراحة، وكان أول من ابتكر واستخدم خيوط الجراحة الداخلية، وابتكر ملاقط الجراحة، وله إسهامات مهمة في جراحة الفك والأسنان. ويُعتبر الزهراوي طبيباً شاملاً ومن أكثر الأطباء إجادة للطب. له العديد المؤلفات التي ظلت مرجعاً علمياً أساسياً لدراسة الطب في القارة الأوروبية لغاية القرن السابع عشر.
لأن ابن حزم واسمه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الفيلسوف والفقيه والمؤرخ الأندلسي كان مغربياً. ولد في مدينة قرطبة عام 994 م وتوفي في مدينة نبيلا عام 1064 م. وهو أكبر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً بعد الطبري. كان ابن حزم ينادي بالتمسك بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة ورفض ما عدا ذلك في دين الله، ويعتبره الكثير من الباحثين أنه كان صاحب مشروع لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه وأصول وفلسفة.
ولأن أبو عبيد البكري، واسمه أبو عبيد عبد الله بن أبي مصعب عبد العزيز بن عمر البكري، الجغرافي والموسوعي والأديب الأندلسي الذي ولد في مدينة ولبة قرب اشبيليا عام 1030 م وتوفي في مدينة قرطبة عام 1094 م كان مغربياً. وهو أكبر جغرافي أنجبته الأندلس التي كان ملوكها يتهادون كتبه.
لأن ابن الزرقالي واسمه أبو أسحاق إبراهيم بن يحيى التّجيبيّ النقّاش، الفلكي الأندلسي وأعظم راصدي الفلك في عصره كان مغربياً أندلسياً، ولد في مدينة طليطلة عام 1029 م وتوفي في مدينة اشبيليا عام 1087 م. ألهمت أعماله جيلًا من الفلكيين الإسلاميين في الأندلس، وانتشر تأثير هذه الأعمال إلى أوروبا بعد أن تُرجمت إلى العديد من اللغات الأوروبية، كما سُميت حفرة القمر أرزاشيل تيمنًا باسمه وتقديرًا له. استمدّ الزرقالي شهرته الواسعة من أعماله البارزة في مجال الفلك والجغرافيا، فهو أول من قاس طول البحر الأبيض المتوسط قياسًا دقيقًا. كما كان أوّل من حسب مسار ميل أوج الشمس بالنسبةِ للنجوم الثابتة. واخترع أنوعًا جديدًا من الأسطرلابات المعروف بالصفيحة الزرقالية والتي يشار اليه بعلم الفلك بأسطرلاب الزرقالي، وألّف جداولاً للكواكب تعرف بالجداول الطليطليّة.
ولأن الشريف الإدريسي، واسمه أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي، مؤسس علم الجغرافيا كان مغربياً ولد في مدينة سبتة المغربية عام 1099 م وتوفي فيها عام 1165 م. استخدمت مصوراته وخرائطه في سائر كشوف عصر النهضة. قام بتحديد اتجاهات الأنهار والبحيرات والمرتفعات وحدود الدول. وبالإضافة إلى شهرته كعالم جغرافيا فقد كتب الشريف الإدريسي في التاريخ والأدب والشعر والفلسفة وعلم النبات.
لأن الفيلسوف والطبيب الألمعي الأندلسي الاشبيلي ابن زهر أبو مروان عبد الملك بن زهر، الذي ولد في اشبيليا عام 1094 م وتوفي فيها عام 1162 م كان مغربياً. وقد كان أستاذاً للفيلسوف ابن رشد. كان لأعماله الأثر الكبير والهام في تطور الطب الغربي لقرون عدة. وهو من نوابغ الطب والأدب في الأندلس. ومن أعظم علماء الطفيليات.
ولأن ابن البيطار ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد، من أعظم علماء الصيدلة والنباتات الذين ظهروا في القرون الوسطى كان مغربياً أندلسياً. ولد في مدينة ملقا عام 1197 م وتوفي في مدينة دمشق عام 1248 م. تلقى علومه في اشبيليا، وترك مؤلفات عديدة مهمة أشهرها الموسوعة النباتية التي تضمنت وصف لأكثر من 1400 عقار منها 300 من صنعه. أثرى المعجم الطبي العربي الذي أصبح فيما بعد مرجعاً للطب الغربي.
لأن أبو العباس الاشبيلي واسمة أبي العباس شهاب الدين أحمد بن فرح الإشبيلي والمشهور بابن فرح، الفقيه والعالم الذي ولد في مدينة اشبيليا عام 1227 م وتوفي في مدينة دمشق عام 1300 م كان مغربياً أندلسياً. كان أستاذاً لابن البيطار. عالم مشهور بعلوم الحديث والفقه والنباتات وعلم العقاقير حتى صار المرجع في هذا المجال للعلماء في عهده، ودفعه شغف العلم والمعرفة إلى الأسفار والاتصال بشيوخه، وميله إلى تحري منابت الأعشاب وجمع أنواع النبات، إلى أن وصل مدينة دمشق التي توفي فيها.
ولأن الحسن المراكشي واسمه أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي عالم الفلك والرياضيات والجغرافيا كان مغربياً، ولد في القرن الثاني عشر ميلادي بمدينة مراكش التي توفي فيها عام 1262 م. اشتهر بصناعة الساعات الشمسية، وكان أشهر الموقتين في عصره. وضع خريطة جديدة للمغرب العربي، وصحح ما ورد من أخطاء بعض الجغرافيين القدامى، ولاسيما الخريطة التي رسمها بطليموس. وهو أول من وضع خطوط الطول ودوائر العرض على خريطة الكرة الأرضية.
لأن ابن زيدون واسمه أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي، الشاعر والوزير الأندلسي الشهير كان مغربياً. ولد في مدينة قرطبة عام 1003 م وتوفي في مدينة اشبيليا عام 1071 م. من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي. وكان من الصفوة المرموقة في قرطبة. كان والده من فقهاء قرطبة.
لأن ابن الفرضي أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف، الذي ولد في مدينة قرطبة عام 962 م وتوفي فيها عام 1012 م كان مغربياً أندلسياً. المؤرخ والجغرافي والحافظ والأديب. من مصنفاته تاريخ علماء الأندلس، والمؤتلف والمختلف في الحديث، والمتشابه في أسماء رواة الحديث وكناهم، وأخبار شعراء الأندلس.
ولأن الطبيب والفيلسوف والشاعر الأندلسي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين القرطبي المعروف بابن الكتاني كان مغربياً. ولد في مدينة قرطبة عام 951 م وتوفي فيها عام 1029 م. كان باحثًاً إسلامياً معروفًا وفيلسوفًا وطبيبًا ومنجمًا ورسامًا وشاعرًا. وكتب كتبًا عن المنطق والاستدلال والاستنتاج.
ولأن ابن مسرة واسمه أبو عبد الله محمد بن مسرّة الجبلي، المفكر والمتصوف والفيلسوف الأندلسي كان مغربياً. ولد في مدينة قرطبة عام 883 م وتوفي فيها عام 931 م. وبالرغم من الطعن في أفكاره واتُهم أنه يقوم بتلقين تلاميذه بدعة الاعتزال، كما قيل إنه ينشر آراءً وأفكاراً إلحادية، إلا أنه كان فيلسوفاً زاهداً وصاحب طريقة صوفية. بل يُعتبر أول شخصية صوفية محورية في تاريخ التصوف الأندلسي.
ولأن ابن طفيل وهو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد، الفيلسوف والطبيب وعالم الفلك والرياضيات والأديب الأندلسي كان مغربياً. كان رجل دولة ومن أشهر المفكرين العرب. ولد بالقرب من مدينة غرناطة عام 1105 م وتوفي في مدينة مراكش عام 1185 م. تولى مناصب وزارية وكان معاصراً للفيلسوف ابن رشد. من أشهر أعماله قصة “حي بن يقظان” عمل فلسفي حاول عبره ابن طفيل التوفيق بين الدين والفلسفة، حظي هذا العمل باهتمام الغرب منذ القرن السابع عشر وتمت ترجمة القصة إلى لغات عديدة.
ولأن ابن باجة أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ، الذي ولد في مدينة سرقسطة عام 1085 م وتوفي في مدينة فاس المغربية عام 1138، كان مغربياً ومن أبرز الفلاسفة المسلمين، اهتم بالطب والرياضيات والفلك والأدب والموسيقى، كان وزيراً وقاضياً في الدولة المرابطية. وكان ضليعاً بالفلسفة، حيث قاد ابن باجة مشروع العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية مبتعداً عن الأفلاطونية المحدثة. ومن أشهر تلاميذه ابن رشد.
ولأن الإمام القرطبي واسمه محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح كنيته أبو عبد الله، كان مغربياً أندلسياً. ولد في مدينة قرطبة عام 1214 م وتوفي في مصر عام 1273 م. ويعتبر من كبار المفسرين وكان فقيهًا ومحدثًا ورعًا وزاهدًا متعبدًا، متواضعاً جريئاً في قول كلمته. صاحب أمانة علمية واجتهاد كثير المطالعة.
لأن أبو حيان الغرناطي وهو العلامة محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان كان مغربياً أندلسياً. ولد في غرناطة عام 1256 م وتوفي في مدينة القاهرة عام 1344 م. وكان أبو حيان أمة وحده، جامعاً للمعارف الإسلامية، ملماً باللغات الشرقية. شهر أعمال أبي حيان وأعظمها هو تفسيره الضخم البحر المحيط الذي يُعد قمة التفاسير التي عُنيت بالنحو، وليس له مثيل.
ولأن ابن الخطيب، الشاعر والأديب والمؤرخ الأندلسي كان مغربياً. ولد في مدينة لوجا عام 1313 م وتوفي في مدينة فاس المغربية عام 1374 م. واسمه محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين. كان علامة أندلسياً، شاعراً وفقيها ومؤرخاً وفيلسوفاً وطبيباً ورجل دولة. ترك حوالي 60 مؤلف بين مطبوع ومخطوط في الأدب والتاريخ والجغرافيا.
وجب الذكر
أنه لأسباب وعوامل دينية واقتصادية وسياسية فقد تحولت مراكز الإشعاع الحضاري العربي- الإسلامي تاريخياً من المدينة المنورة إلى دمشق ثم إلى بغداد ثم إلى الأندلس ثم إلى إسطنبول ثم إلى القاهرة ودمشق وبغداد. وفي العصر الحديث يمكننا بثقة القول إن هذه المراكز الإشعاعية الحضارية موجودة اليوم في دول المغرب العربي وخاصة في المملكة المغربية التي تشهد فيها الحركة الفكرية نمواً وتطوراً ملحوظاً، وتصاعداً في الإنتاج الفكري والإبداعي، في مناخات تشجع على ازدهار الفكر وتنشيط حركة الترجمة.
المغرب الذي يحتضن أول جامعة في التاريخ، ويضم نخبة من أبرز المفكرين والفلاسفة، ويقع في أهم بقعة جغرافية بالقارة الأفريقية، ويستقطب الملايين من السائحين سنوياً يفدون للتمتع بالمناخات الرائعة والمناظر الطبيعية الخلابة، وفيه شعب عريق عظيم، أنعم الله على هذا البلد بالأمن والأمان والقيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
لهذا ولغيره الكثير، نحن نحب المغرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.