تستعد مدينة طنجة لفتح صفحة جديدة في سجل معالمها التاريخية، مع انطلاق مشروع ترميم وتأهيل ساحة مصارعة الثيران (Plaza de Toros)، أحد أبرز الرموز المعمارية التي تعود إلى الحقبة الإسبانية. المشروع الذي يحظى بمتابعة خاصة من طرف الجهات المختصة، يهدف إلى تحويل هذه المعلمة المهجورة منذ سنوات إلى فضاء متعدد الوظائف يحتضن الأنشطة الاقتصادية، والثقافية، والفنية، ويعيد إحياء الذاكرة الجماعية لساكنة المدينة. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن المشروع الجديد لا يقتصر فقط على الترميم المعماري، بل يسعى إلى إعادة توظيف الفضاء كمسرح مفتوح للعروض، وكمركز يحتضن الصناعات الإبداعية والمبادرات الشبابية، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ثقافية وسينمائية وفنية على مدار السنة، مما سيساهم في تعزيز الدينامية الحضرية والاقتصادية للمنطقة. وينظر إلى هذه الخطوة كتحول نوعي في التعاطي مع التراث المعماري لمدينة طنجة، إذ يراهن على المشروع لإعادة الحياة إلى معلمة طالها الإهمال من خلال مقاربة تجمع بين الحفاظ على الطابع التاريخي وخلق فضاء عصري متعدد الوظائف يخدم مختلف الفئات. كما يعد تحويل ساحة مصارعة الثيران إلى فضاء مفتوح للثقافة والفنون بمثابة اعتراف متأخر بالقيمة الرمزية والمعمارية للمكان، الذي ظل لعقود خارج دائرة الاهتمام، رغم مكانته الراسخة في الذاكرة الطنجاوية. ويتوقع أن يشكل هذا المشروع بعد اكتماله نقطة جذب جديدة للزوار والسياح، ومنصة مهمة لاحتضان المهرجانات، والأنشطة الشبابية، في مدينة تزخر بتراث حضاري غني ومتنوع. في انتظار تدشين هذا المشروع، يبقى الأمل معقودا على أن تتم الأشغال وفق رؤية تحترم القيمة التاريخية للمكان، وتشرك الفاعلين المحليين لضمان استمراريته كمرفق حي ومتنفس ثقافي حقيقي في قلب مدينة البحرينطنجة.