كشفت الصحافية والباحثة الهولندية رينا نيتجيس، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، عن معطيات جديدة تتعلق بانخراط مقاتلين تابعين لجبهة البوليساريو في النزاع السوري، وذلك ضمن شبكات ميليشيات أجنبية مدعومة من إيران. وأوضحت نيتجيس، في مقال نشر على منصة DAWN المعنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان، أن وجود عناصر من البوليساريو في جبهات القتال بسوريا يزيد من تعقيد مشهد العدالة الانتقالية، مشيرة إلى أن مشاركة هذه الميليشيات العابرة للحدود تطرح تحديات قانونية وسياسية كبيرة أمام أي تسوية محتملة. المقال الذي حمل عنوان "البوليساريو في سوريا كيف تؤثر الميليشيات الأجنبية على مسار العدالة الانتقالية"، أشار إلى أن تجنيد مقاتلين من مخيمات تندوف للانضمام إلى ميليشيات موالية للنظام السوري يعكس استمرار ظاهرة المرتزقة العابرين للحدود، وهو ما يفاقم الصعوبات أمام جهود إعادة بناء الدولة السورية. كما أوردت الكاتبة أن تقارير إعلامية ودبلوماسية من بينها واشنطن بوست ودويتشه فيله أكدت وجود مقاتلين صحراويين تلقوا تدريبات عسكرية بإشراف إيراني وحزب الله اللبناني، وأن عددا منهم اعتقل بعد سقوط النظام السوري أواخر 2024. التقرير أبرز كذلك أن المغرب سبق أن اتهم إيران وحزب الله بدعم وتسليح البوليساريو عبر الجزائر، فيما رأت نيتجيس أن هذا الدعم استخدم كورقة ضغط سياسية على كل من المغرب والولايات المتحدة، إلى جانب دعم الموقف الجزائري داخل المنطقة. وبينما تنفي قيادة البوليساريو أي مشاركة لها في النزاع السوري، تؤكد وثائق وصور مسربة بحسب نيتجيس وجود مقاتلين تابعين لها في ساحات القتال منذ عام 2011، إضافة إلى مكتب سياسي في دمشق أغلق في وقت لاحق. وختمت الكاتبة بالقول إن تورط البوليساريو في الحرب السورية يشكل مثالا واضحا على تعقيدات ملف العدالة الانتقالية، حيث تتداخل المصالح الإقليمية لإيرانوالجزائر مع استخدام نظام الأسد للجماعات المسلحة كأدوات نفوذ، وهو ما يترك السوريين أمام تحديات جسيمة في مسار البحث عن الحقيقة والمساءلة وبناء مستقبل مستقل بعيدا عن الميليشيات العابرة للحدود.