أكد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، خلال جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب اليوم الاثنين، أن الأقاليم الجنوبية للمملكة سجلت إقلاعا اقتصاديا ملموسا بفضل تنفيذ مشاريع بنية تحتية واستثمارية كبرى غيرت وجه المنطقة. وأوضح أخنوش أن شبكة الطرق بالجنوب ارتفعت من 70 كيلومترا إلى أكثر من 4000 كيلومتر، منها مشروع الطريق السريع تزنيت–الداخلة الممتد على نحو 1100 كلم بتكلفة تقارب 10 مليارات درهم، مستفيدا منه أكثر من 2.5 مليون مواطن، مضيفا أن المشروع الملكي يعزز الربط بين شمال المملكة وجنوبها ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان الصحراء. وأشار إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي يمثل مشروعا مهيكلا آخر، بكلفة تتجاوز 13 مليار درهم ونسبة إنجاز تبلغ حوالي 50%، وسيكون منصة استراتيجية لخلق فرص الشغل واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. كما أبرز أن شبكة الموانئ البحرية بالجنوب، من بينها سيدي إفني، طرفاية، طانطان، العيون، بوجدور والداخلة، أصبحت ركائز أساسية للاقتصاد البحري والتجاري. كما أكد أخنوش أن الأقاليم الجنوبية شهدت استثمارات استراتيجية في الطاقات المتجددة بقدرة إنتاجية تفوق 1400 ميغاواط واستثمارات تتجاوز 15 مليار درهم، تمثل 77% من القدرة الإنتاجية للجهات الجنوبية. كما أشار إلى سبعة مشاريع للهيدروجين الأخضر باستثمارات تزيد عن 36 مليار دولار، تركزت أساسا بجهتي الداخلة–وادي الذهب والعيون–الساقية الحمراء، مما يجعل المنطقة مركزاً رئيسياً لإنتاج مشتقات الهيدروجين الأخضر. وشدد رئيس الحكومة على أن المكتب الشريف للفوسفاط ينفذ برامج ضخمة بموقع فوسبوكراع تشمل توسعة المنجم وبناء مركب أسمدة وميناء فوسفاطي جديد، مع الاعتماد الكلي على الطاقة الريحية والمياه المحلاة، ما يجعل المشروع نموذجاً في التنمية الصناعية المستدامة. أما القطاع الفلاحي، فأوضح أخنوش أنه يشكل ركيزة أساسية في النموذج التنموي للجنوب، مع تنفيذ 55 مشروعا بغلاف مالي يفوق 4,9 مليارات درهم، تشمل مشاريع الفلاحة التضامنية والتحلية والري، حيث تتيح محطة تحلية مياه البحر بالداخلة سقي 5200 هكتار وخلق نحو 20 ألف منصب شغل قار. كما أشار إلى مشاريع ناجحة مثل مشروع الجريفية ببوجدور ومشاريع المراعي وتنظيم الترحال. وأكد أخنوش أن قطاع الصيد البحري أصبح ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث ارتفع الإنتاج إلى 1,14 مليون طن بقيمة 10,2 مليارات درهم، مع استثمارات خاصة تجاوزت 500 مليون درهم، وتشغيل مباشر ل33 ألف شخص. كما سجل قطاع السياحة نموا ملحوظا بزيادة الأسرة الفندقية المصنفة من 5697 سريرا سنة 2020 إلى 7441 سريراً سنة 2025، مع تصدر جهة الداخلة–وادي الذهب بنسبة 3062 سريرا. و أشار أخنوش إلى أن الأقاليم الجنوبية تشهد توسعا في الاقتصاد الاجتماعي والتعاوني، حيث تجاوز عدد التعاونيات 7300 تعاونية تضم نحو 50 ألف منخرط، تعمل في مجالات الفلاحة والصيد البحري والصناعة التقليدية والسياحة، برقم معاملات يتجاوز 300 مليون درهم، مما يعكس روح المبادرة المحلية والتكامل بين الدولة والمجتمع في بناء نموذج تنموي مستدام يرسخ مغربية الصحراء.