أثارت الأحداث التي شهدها ملعب أدرار بمدينة أكادير، قبل بداية المباراة التي جمعت يوم أمس الجمعة 26 دجنبر الجاري، المنتخب المصري بنظيره جنوب افريقيا، موجة استياء واسعة في الأوساط الرياضية والمدنية، بسبب ما رافقها من فوضى، اعتبرت سلوكيات غير مسؤولة قد تسيء لصورة المدينة وللمغرب عموما. وأكد متابعون أن هذه التصرفات، مهما كانت دوافعها، لا تخدم مصلحة الكرة الوطنية، ولا تعكس القيم الحقيقية لجمهور سوس المعروف تاريخيا بروحه الرياضية، محذرين من تداعياتها المحتملة، خاصة في ظل استعداد المغرب لاحتضان تظاهرات كروية كبرى، وعلى رأسها ملف مونديال 2030 الذي تعد أكادير إحدى المدن المعنية به. و في هذا السياق، شدد عدد من الفاعلين على أن قوانين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم صارمة بخصوص أحداث الفوضى داخل الملاعب أو بمحيطها، حيث يمكن أن تترتب عنها عقوبات تنظيمية وتأديبية تمس المدن المستضيفة، وهو ما قد يؤثر سلبا على تقييم جاهزية أكادير من حيث الأمن والتنظيم. ودعا متدخلون إلى ضرورة تعبئة جميع الهيئات، من سلطات محلية، ومجالس منتخبة، ومجتمع مدني، و وسائل إعلام، من أجل إطلاق حملات تحسيسية موجهة للجمهور الرياضي، تهدف إلى ترسيخ ثقافة التشجيع الإيجابي، ونبذ كل أشكال العنف والشغب داخل الملاعب وخارجها. وأشاروا إلى أن الحفاظ على صورة أكادير كمدينة آمنة ومنظمة هو مسؤولية جماعية، تتطلب وعيًا جماهيريا بأن أي سلوك فردي غير محسوب قد ينعكس على مصالح المدينة و مستقبلها الرياضي، خاصة في مرحلة دقيقة تتطلب الانضباط والالتزام بالمعايير الدولية. ويجمع المتابعون على أن الرهان اليوم لا يقتصر على مباراة أو نتيجة، بل يتعلق بصورة مدينة وطموح وطني كبير، ما يستدعي من الجميع الانخراط في سلوك حضاري يعكس مكانة أكادير وقدرتها على احتضان أكبر التظاهرات الرياضية.