ناشد عبد الرحيم الشاكر، لاعب الجيش الملكي لكرة القدم، مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التدخل واستئناف قرار توقيفه من طرف الاتحاد الدولي "فيفا" سنة كاملة عن الممارسة الكروية في جميع الأنشطة، وطالب بتدخل مسؤوليها لوقف هذا القرار، الذي قد يؤثر على مسيرته الرياضية والاحترافية، معتبرا أنه قرار قاس لأن احتجاجه لم يخرج عن الجانب الأخلاقي أو الرياضي. أشار الشاكر في حوار مع "الواحة الرياضية" إلى أن خبر توقيفه نزل عليه كقطعة ثلج، سيما أنه يمر حاليا بأزهى فتراته، ويوقع على موسم هو الأفضل له على الإطلاق، واصفا مباراة تنزانيا بنقطة تحول كبيرة في حياته الرياضية، توالت بعدها الأحداث السيئة عليه، ولم يخف الشاكر دخوله في مرحلة من الحزن والإحباط الشديد بعد هذا التوقيف، الذي لم يكن ليتخيل يوما أنه سيتعرض له، لما يتميز به اللاعب من أخلاق وروح رياضية عالية.. بداية، كيف تلقيت خبر توقيفك لسنة كاملة من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم؟ تم إخباري الأربعاء الماضي من طرف مسؤولي الجيش الملكي بقرار التوقيف، الذي لم أستوعبه بادئ الأمر، لقد نزل علي كقطعة ثلج باردة. أصابني القرار بحزن كبير، ولم أصدق أنني سأتعرض لمثل هذا الموقف في مساري الكروي، سيما أن الكل يشهد بأخلاقي داخل الملعب وخارجه. تعرضت لصدمة كبيرة لم أستفق لحدود الساعة من تأثيرها، لم أرتكب جريمة لأعاقب بمثل هذه الطريقة القاسية. كيف ستتعامل مع الموضوع؟ أنا الآن في وضع لا أحسد عليه، أشعر بالضياع، لأن مثل هذا القرار قد ينسف مساري كلاعب كرة محترف، الملف الآن بين يدي مسؤولي فريقي والجامعة الملكية لكرة القدم، التي أناشدها ألا تبخل بأي جهد في سبيل الوقوف بجانبي ومساعدتي على تجاوز هذه المحنة. فأنا تعرضت لهذه العقوبة وأنا أمثل المنتخب الوطني في مباراة تنزانيا، وهو بطبيعة الحال أمر يشرفني، لم أبخل بأي جهد في سبيل الدفاع عن الراية الوطنية، وأتوجه إلى مسؤولي الجامعة بأن يسلكوا كل الطرق من أجل تخفيض هذا القرار حفاظا على مساري الكروي الذي بات مهددا، فقرار توقيفي لسنة كاملة هو بمثابة حكم بالإعدام في حقي، تنتابني مشاعر تتأرجح بين الإحساس بالظلم والحسرة والحزن والإحباط... ماذا تمثل لك مباراة تنزانيا؟ هذه المباراة شكلت منعرجا في حياتي، ونقطة سوداء ما زالت تبعاتها تتوالى علي، في بادئ الأمر تعرضت للطرد، وكنت أحد اللاعبين الذين شاركوا في الهزيمة الكبيرة التي أضعفت بشكل كبير حظوظ الأسود في التأهل لمونديال البرازيل. زيادة على أنني تعرضت لحملة غريبة حملني خلالها البعض مسؤولية الهزيمة، النحس ظل يلازمني منذ تلك المواجهة، علما أنني معتز بحمل القميص الوطني ولم أدخر جهدا في سبيل الدفاع عنه بكل ما أوتيت من قوة، ليأتي قرار التوقيف لسنة كاملة ويكمل سلسلة المفاجآت غير السارة التي تلاحقني منذ تلك المواجهة، للأسف فهؤلاء يملكون ذاكرة قصيرة. تقصد ظهورك المشرف في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا؟ هذا أكيد، حملني البعض مسؤولية الهزيمة في مباراة المنتخب المغربي ضد تنزانيا، علما أن الهزيمة أو الفوز لا يمكن أن ينسبا لشخص واحد، فهما نتاج عمل جماعي بين جميع اللاعبين والأطقم التقنية والطبية والإدارية، صحيح أنني أخطأت في مباراة تنزانيا لكنني لم أكن أستحق الطرد، لكن أبت بعض الأطراف إلا أن تحاكمني بطريقة ظالمة. وماذا عن الطرد الذي تلقيته في مباراة العودة أمام عزام التنزاني، ألا ترى أنك أصبحت أكثر "عنفا" في تدخلاتك؟ لم أكن أستحق الطرد في تلك المباراة، كنت سباقا للكرة واللاعب وصل متأخرا واصطدمت به، الزاوية التي كان يقف فيها الحكم الجزائري لم تساعده لرؤية الأمر بدقة، وأظنه سيقف على خطئه إذا ما شاهد اللقطة عبر التلفزة، بطبعي لا أحب الهزيمة وأقاتل خلال كل المواجهات التي أشارك فيها سواء مع فريقي أو مع المنتخب. ماذا عن العروض الاحترافية التي تلقيتها، أما تزال قائمة بعد قرار التوقيف؟ للأسف لا أظن أن فريقا سيتعاقد مع لاعب موقوف لسنة كاملة، إنه قرار قد يقضي على مستقبلي الكروي نهائيا، لذلك أرجو من المسؤولين في جامعة الكرة ألا يبخلوا علي بأي مساعدة، عليهم أن يسلكوا كل السبل القانونية من أجل إعادة النظر في العقوبة، لأنني أقدم هذا الموسم رفقة فريقي أفضل موسم لي على الإطلاق وكنت أمني النفس أن أنهيه بلقب مقابل الجهد والعرق والاجتهاد الذي نقدمه كأسرة واحدة داخل الفريق، لا أن أنهي موسمي بعقوبة قاسية، إنها لحظة سوداء ما كنت أظنني سأعيشها. ألم تندم على عدم الاستجابة للعروض المغرية التي تقدمت بها أندية خليجية؟ لو كنت أبحث عن المال لاحترفت خلال مرحلة الانتقالات الشتوية الماضية بالخليج، إذ توصلت بالعديد من العروض المغرية، لكنني أرفض، على الأقل في الوقت الراهن، المغامرة بمساري الاحترافي، لأنني أعشق التحدي وكنت أمني النفس باللعب في أوروبا وصقل تجربتي وعيش تجربة خاصة مع الاحتراف في القارة العجوز، كان هذا هو حلمي قبل قرار التوقيف. تحولت في ظرف وجيز إلى معشوق الجماهير العسكرية، ما السر في ذلك؟ الأمر لا يتطلب سرا، كل ما هنالك أن الجمهور يميز جيدا اللاعب الذي يتفانى في الدفاع عن ألوان فريقه المفضل، وكذلك الذي يحمل هموم الجماهير ويتفاعل مع قضاياها، وبصفتي لاعبا محترفا فأنا لا أجد حرجا في إعلان حبي الكبير لفريق الجيش الملكي. هل تعتقد أن زملاءك باستطاعتهم مواصلة البحث عن اللقب؟ هذا لاشك فيه، فالفريق العسكري يملك جميع مقومات الفريق البطل. لا يتوقف الفريق على لاعب واحد، نملك مجموعة قوية ومنسجمة ومتجانسة، وأظن أن روح الأسرة التي تجمعنا هي سر قوتنا، الضغط كله على فريق الرجاء يجب أن نواصل الفوز في انتظار تعثر ممكن للفريق الأخضر. ألا تعتقد أن خسارة "لاعب جوكر" ضربة قوية لفريقك؟ كما قلت الفريق يملك لاعبين ذوي كفاءة بدنية وتقنية كبيرة باستطاعتهم سد أي مركز، لعبت داخل الجيش الملكي في أكثر من مركز، شغلت دور مدافع أوسط وظهير أيمن، ووسط الميدان الدفاعي والهجومي، وأرتاح كثيرا عندما أكون خلف المهاجمين لأنني أجد نفسي قادرا على الإبداع أكثر، أظن أن كرة القدم الحديثة باتت تتطلب شغل اللاعب لأكثر من مركز ليساعد مدربه على تطبيق مجموعة من الخطط.