تفتتح اليوم الخميس فعاليات الدورة ال 68 من مهرجان برلين السينمائي بمشاركة فيلمين مغربيين في فقرة بانوراما ويتعلق الأمر بفيلم "بدون وطن" لنرجس النجار و"جاهلية" لهشام العسري، الذي اعتاد المشاركة في المهرجان العالمي منذ سنوات. ويتناول "بدون وطن" الفيلم الجديد لنرجس النجار، قصة شابة تعيش مأساة ترحيل المغاربة قسرا من الجزائر سنة 1975 ، حيث أرغمت على الرحيل مع والدها إلى المغرب، في حين أرغمت والدتها على البقاء بالجزائر، لتتضاعف معاناتها ومأساتها بعد وفاة رب الأسرة، إذ ستجد نفسها من دون أوراق هوية. ومن خلال فيلمها الجديد "بدون وطن"، الذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي ( 350 مليون سنتيم)، تعود نرجس النجار رفقة ثلة من الوجوه الفنية المعروفة منها محمد نظيف، عزيز الفاضلي، نادية النيازي، وأفيشاي بنعزرا، إلى الشاشة الكبيرة بعدما أخرجت العديد من الأعمال من بينها "انهض يا مغرب" و"العيون الجافة" و"عاشقة الريف". أما فيلم "جاهلية" للمخرج هشام العسري فتدور أحداثه حول إلغاء عيد الأضحى في الثمانينيات من القرن المنصرم بسبب الجفاف، ليبقى العسري مرتبطا بهذه الفترة الزمنية، التي استلهم منها كل أفلامه بدءا من "نهاية"، ثم "هم الكلاب"، و"البحر من ورائكم" و"ضربة في الرأس"، الذي مثل المغرب في بانوراما الدورة السابقة. وإلى جانب المغرب تشارك مصر في قسم "البانوراما" للمهرجان، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 25 فبراير الجاري، بفيلم وثائقي طويل بعنوان "الجمعية" للمخرجة ريم صالح، وهو إنتاج المشترك مع لبنان وقطر وسلوفينيا واليونان، ويصور كيف تتغلب نساء الطبقة الفقيرة من سكان روض الفرج على الأحوال الاقتصادية الصعبة عن طريق تكوين ما يعرف ب"الجمعية"، أي الاشتراك ببعض المال من قبل عدد منهن يوزعنه على أعضاء الجمعية بالترتيب، شهرا بعد شهر. وهناك فيلم آخر قصير من مصر، هو "قبل ما انسى" ) 27 دقيقة( لمريم مكاوي )تمويل ألماني( ويعرض في قسم "الملتقى الممتد". وتشارك لبنان بخمسة أفلام قصيرة وبتعلق الأمر ب"وأخيرا مصيبة" ) 16 دقيقة( للمخرجة مايا الشورجي عن ذكريات السجن ما بين بيروت ودمشق، وفيلم "شغب: 3 حركات" ) 17 دقيقة( لرانيا ستيفان عن كيف واجه شباب بيروت مشكلة تراكم القمامة في 2015 ، وفيلم "بين هيكل ستديو بعلبك" ) 47 دقيقة( من إخراج سيسكا، وهو فيلم عن الرقص، و"أرض المحشر" ) 10 دقائق( لميلاد أمين، و"على قد الشوق" لغسان سلهب. وتفتتح الدورة ال 68 للمرة الأولى بفيلم من أفلام رسوم هو "جزيرة الكلاب" Isle of Dogs للمخرج الأمريكي لويس أندرسون، وهي التجربة الثانية لأندرسون في فيلم من أفلام التحريك بعد فيلمه "مستر فوكس الخرافي(" 2009 ). ويتنافس 19 فيلما في المسابقة الرسمية للدورة ال 68 من مهرجان برلين السينمائي على جائزة الدب الذهبي وغيرها، ويرأس المخرج الألماني توم تيكفر لجنة تحكيم الدورة الثامنة والستين من مهرجان برلين السينمائي. وقال مدير مهرجان برلين السينمائي ديتر كوسليك في بيان للمهرجان "توم تيكفر هو من أبرز المخرجين الألمان وقد فرض نفسه على الساحة الدولية كأحد كبار السينمائيين. كما أثبت حجم موهبته وتميزه عن طريق أعمال عدة أخرجها". من جهته أكد توم تيكفر، المخرج وكاتب السيناريو والمؤلف والمنتج الألماني البالغ من العمر 52 عاما، أن "مهرجان برلين السينمائي لطالما كان المفضل لدي ومهرجان بلدي. لطالما دعمني منذ بداية عملي كسينمائي. لدينا تاريخ مشترك مذهل. الآن انتظر بفارغ الصبر هذين الأسبوعين المليئين بالعمل السينمائي المكثف والمحبب مع اللجنة". وتضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة للدورة ال 68 ، المخرج البرتغالى ديوغو كوستا أمارانتى، الحاصل على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم قصير في الدورة ال 67 من المهرجان.
