ناقشت الندوة الثالثة من سلسلة اللقاءات المنظمة من قبل الفاعل الاتصالاتي الشمولي "إنوي" حول "الميثاق الرقمي"، حاضر ومستقبل التجارة الإلكترونية والآداء عن طريق الهاتف المحمول أو الحاسوب بالمغرب، حيث تم التطرق إلى نقاط القوة والضعف بهذا المجال، وتصورات الفاعلين من أجل فسح المجال أمام إقبال أوسع على تطوير هذه المعاملات. وفي بداية هذا اللقاء الذي انعقدت أشغاله اليوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، أوضح أمين العلوي، عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وعضو سابق في لجنة المقاولة الرقمية بالاتحاد العام للمقاولات، أن أول ربط بالإنترنت كان سنة 1993، أي قبل 27 سنة خلت، وهذا معطى استفاد من المغرب، مبرزا أن البيئة الرقمية تعد مألوفة عند المغاربة كما أن جيلا بأكمله نشأ في أحضانها، وأضاف أن المغرب وإلى جانب ذلك، يتوفر على ثلاثة فاعلين اتصالاتيين أكفاء، وهو ما يساعد على تكريس مناخ رقمي مؤهل لضمان تطور التجارة الإلكترونية. ولإبراز التطور الحاصل على هذا المستوى، استشهد أمين العلوي بكون المستوردين المغاربة أصبحوا يلجؤون كلهم إلى الآداء الإلكتروني في معاملاتهم مع الجهات المصدرة، معتبرا أن الأمر يكشف عن وجود بنية ملائمة وخبرة ذات جودة عالية، واستطرد مبينا أن المعدل العالمي للآداء للآداء عن طريق الهاتف المحمول بلغ حوالي 42 في المائة من المعاملات، كما انتقل إلى 20 في المائة من خلال الآداءات عن طريق البطاقة البنكية، إضافة إلى الآداءات عن طريق الهاتف المحمول. وحول مستقبل هذا المجال تطرق أمين العلوي إلى نموذج الصين في هذا الإطار والتحولات المتسارعة الذي يشهدها العالم بخصوص التجارة الإلكترونية التي أضحت تكتسح كل المجالات بخطى واثقة. ممثلة ماكنزي التي شاركت في فعاليات هذا اللقاء، أشارت من جانبها إلى أن التجارة الإلكترونية تمثل 6 في المائة من المعاملات التجارية عالميا، وكشفت عن معطيات تؤهل هذا الرقم للارتفاع بحلول سنة 2022 إلى 9 في المائة، مؤكدة أن كل هذه التطورات المتسارعة والعميقة تجد مرجعيتها في الانتشار الواسع والمتواصل للهواتف الذكية والحواسيب وتوسع رقعة انتشار الإنترنت. وتابعت ممثلة مكتب ماكنزي بالمغرب أن الآداء عن طريق الهاتف الذكي بالمغرب وبالنظر إلى نسبة الولوج إلى الإنترنت يتطور، ولكنه لا يشمل عموما إلى آداء الفواتير المتعلقة باستهلاك الماء والكهرباء، وآداء فواتير التأمينات، لتخلص إلى أن مجال هذه المعاملات يجب أن يهم ميادين أخرى حتى لا يظل ضعيفا، حيث لاحظت أن أغلب الطلبيات من مواقع التجارة الإلكترونية يتم تقديم آداؤها نقدا، إلا أنها خلصت إلى أن كل المؤشرات تدعو إلى التفاؤل، حيث ذكرت بأن المغرب يتميز ويتوفر على إرادة سياسية قوية لتطوير التجارة الإلكترونية والدفع بالمجال الرقمي إلى أبعد الحدود، ناهيك عن وجود فاعلين مؤهلين لتحقيق ذلك وفق أفضل المعايير. وبخصوص نقاط الضعف التي تعتري التجارة الإلكترونية والآداء الرقمي كشفت ممثلة ماكنزي على أن جمع الأموال بشكل تقليدي من قبل السعاة الذي يسهرون على تسليم الطلبيات يكون صعب التدبير ومزعجا للمقاولات المعنية بذلك. كما لاحظت أن من بين أسباب عدم إقلاع التجارة الإلكترونية بالمغرب، هناك ضعف عرض المنتوجات على الإنترنت، متاسئلة لماذا يقتصر الأمر على علامات تجارية معدودة. عقب ذلك تناولت ممثلة ماكنزي وضع التجارة الإلكترونية بإفريقيا وأسباب تطورها ببعض البلدان. ممثل غلوفو، العلامة المتخصصة في توصيل الطلبيات التي تنشط بعدد من المدن المغربية، أفاد من جانبه أن غلوفو تعتبر منصة رقمية حاضرة في مجموعة من البلدان، وقد اختارت التمركز في المغرب، وللتأقلم مع مجريات السوق بشكل عام عملت على ملاءمة منصتها مع الآداء نقدا بالنظر إلى اختيارات الزبناء والنمط الذي يفضلونه في آداء مقابل طلبياتهم. وشهدت الندوة تقديم ممثلة "إنوي" لتجربة "وين باي إينوي" الفاعل الرقمي 100 في المائة، وإقبال الزبناء على هذا الحل الذي تجاوز التوقعات، مشيرة إلى أن هذه المبادرة تسير في اتجاه تكريس التعامل الرقمي والنهوض به.