ياسين فنان ويونس الركاب يدشنان مسيرتهما السينمائية ب'كاريان بوليود' و'الأوراق الميتة'

تجربتان سينمائيتان جديدتان في المهرجان الوطني للفيلم

تميز اليوم الرابع من فعاليات المهرجان بعرض أربعة أفلام منها فيلمان روائيان طويلانيمثلان التجربة الأولى لمخرجيهما، ويتعلق الأمر ب"كاريان بوليود" للمخرج ياسين فنان، و"الأوراق الميتة" ليونس الركاب.
'كاريان بوليود' حين تضيع أحلام المهمشين
"كاريان بوليود" الفيلم السينمائي الطويل الأول للمخرج ياسين فنان، الذي تألق في التلفزيون من خلال عدة أعمال ناجحة من أبرزها "بنات لالة منانة" و"العقبا لك"، وسلسلة أفلام "ساعة في الجحيم"، فينتمي إلى صنف "الدراما الغنائية"، إذ يجمع بين الغناء والرقص، ويقدم صورة لأحلام وآمال الشباب في أحياء هامشية، في قالب كوميدي ودرامي، يتناول المشاكل الاجتماعية لفئة من السكان، من خلال شخصية الشاب "جيمي"، الذي يعشق السينما الهندية المعروفة بلوحاتها الراقصة والغنائية.
انتماء "جيمي" للهامش لم يمنعه من التعلق بفتاة تنتمي إلى طبقة اجتماعية راقية. ولأن والده كان عارضا للأفلام في القاعات السينمائية، كان حلم بطل الفيلم أن يقدم فيلما يصور من خلاله مشاكل الحي الهامشي الذي يسكنه، رفقة صديقه "حمودة" عادل أبا تراب و"منى"، أمال الأطرش، التي تقاسمه حلم المشاركة في دور البطولة.
وفي مناقشته للفيلم أكد المخرج ياسين فنان أن الفيلم كان حلمه السينمائي، الذي تحقق بعد الكثير من العمل المضني، متوجها بالشكر لكل الممثلين، الذين ساعدوه في تحقيق حلمه السينمائي الأول.
وعن اعتماده على ممثل غير معروف في أداء الدور الرئيسي في الفليم، قال ياسين فنان، إنه في بحث دائم عن المواهب الجديدة، دون الاستغناء عن الممثلين المعروفين، لأن الساحة الفنية في حاجة دائمة إلى التشبيب لاستشراف مستقبل جيد للسينما.
وبخصوص اختيار السينما الهندية خلفية لفيلمه السينمائي الأول، قال فنان إنه اختار السينما الهندية لأنها شكلت وجدان أجيال من المغاربة، كما أنها تمثل الحلم والأمل والحب.
من جهته، كشف الممثل عادل أبا تراب، الذي أدى دورا مهما في الفيلم، أن الفيلم تطلب ثلاث سنوات من الإعداد ليأتي حابلا بالرسائل الإنسانية، حيث يسلط الضوء على أفراح وأقراح المهمشين من سكان دور الصفيح والأحياء العشوائية.
وأضاف أبا تراب أنه أعجب بشخصية حمودة، لأنها شخصية هامشية موجودة في الواقع، مشيرا إلى أنه يعرف الكثيرين من أشباه حمودة بشكل جيد بحكم احتكاكه بشباب كاريان بنمسيك المجاور لحي سباتة، الذي نشأ فيه.
ويؤدي عادل أبا تراب دور حمودة، اللقيط الذي خرج إلى الوجود بعد علاقة غير شرعية بين والده الانتهازي، الذي يرفض الاعتراف به وأمه التي ماتت حسرة بعد التغرير بها.
ويشارك في بطولة الفيلم سهيل نواز قريش في دور جيمي الحالم، الذي نشأ على حب السينما الهندية، منذ الصغر بفضل والده الذي كان مشرفا على عرض الأفلام بإحدى القاعات السينمائية الشعبية، وأمال الأطرش في دور منى فتاة متمردة تنتمي إلى أسرة ثرية، وإدريس الروخ الشيخ كبور رجل السلطة الانتهازي الذي يتاجر في براريك وأحلام سكان الكاريان، ثم فاطمة هراندي أم البطل جيمي.
'الأوراق الميتة' ليونس الركاب بسيكو دراما حابلة بالأحداث الغامضة
بدوره قدم المخرج المغربي يونس الركاب فيلمه الأول "الأوراق الميتة" في عرض ثان بعد مشاركته في مهرجان سلا لفيلم المرأة.
وينتمي الفيلم، الذي أخرجه الركاب بعد سلسلة من الأفلام القصيرة والتلفزيونية إلى صنف البسيكودراما، رغم احتفائه بمختلف الفنون في مشاهد حابلة بالمعزوفات الموسيقية واللوحات التشكيلية والرقصات التعبيرية، التي وظفت بشكل جيد في الفيلم، الذي احتفى أيضا، بروح محمد الركاب من خلال عرض مشهد من فيلم "حلاق درب الفقراء" وتخصيص دور مهم لأحد المشاركين في الفليم حميد نجاح، الذي حمل اسم المايسترو الركاب في "الأوراق الميتة".
وفي مناقشته للفيلم قال يونس الركاب إن هذه المشاهد لم تكن اعتباطية، بل كانت ضرورة فنية، مشيرا إلى أنه اختار صنف البسيكودراما لفيلمه الأول، لأنه يحب الشخصيات الغامضة والأحداث المشوقة.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية زهرة، التي برعت في تجسيدها الممثلة المغربية الشابة سناء بحاج، أستاذة للرقص بمعهد فني بمدينة إفران، تستعد لتقديم حفل فني مهم في مسيرتها الفنية، لكنها تتورط في جرمتي قتل غامضتين الأولى في حق صحافي فني، والثانية في حق زميل لها في المعهد.
أثناء البحث عن القاتل الحقيقي تتعقد الأمور لنكتشف في الأخير بأن زهرة مصابة بمرض نفسي "الشيزوفرينيا"، ما يجعلها تقتل ضحاياه بشكل لا إرادي.
وعبر تقنية "الفلاش باك" نكتشف أن زهرة كانت ضحية مؤامرة نسجها عمها مع مسؤولين بمستشفى للأمراض النفسية، طمعا في الإرث، بعد وفاة والدها الثري في حادثة سير مؤلمة، وموت والدتها بأزمة قلبية مفاجئة.
أثناء إقامتها بالمستشفى تتعرف زهرة لطبيب نفساني "ربيع القاطي"، الذي يكتشف المؤامرة ويحاول مساعدتها بشتى الطرق.
مشاركة نسائية محدودة
تتواصل عروض الأفلام الطويلة بتقديم تسعة أفلام من بينها عملان نسائيان فقط، ويتعلق الامر ب"إطار الليل" لتالا حديد، و"خنيفسة الرماد" لسناء عكرود.
ومن بين الأفلام التي ينتظرها جمهور المهرجان أعمال هي الأولى لمخرجيها ويتعلق الأمر ب "الشعيبية" ليوسف بريطل، و"خنيفسة الرماد"، و"دلاس" لمحمد علي مجبود، و"أكادير إكسبريس" ليوسف فاضل، و"إطار الليل" لتالا حديد في عرضه الثاني بالمغرب بعد تقديمه في فقرة "خفقة قلب" بمهرجان مراكش، ومشاركته في مهرجانات بالإمارات وبريطانيا.
وشهدت الدورة، إلى حدود أول أمس الاثنين، عرض ستة أفلام طويلة كلها لمخرجين رجال، منها أربعة لمخرجين لهم تجارب سابقة، ويتعلق الأمر ب "نصف السماء" الذي أخرجه عبد القادر لقطع بعد سلسلة من الأفلام الطويلة مثل "حب في الدارالبيضاء" و"الباب المسدود" و"بيضاوة" و"جها لوجه" و"ياسمين والرجال"، وعرض ثالث أفلام محمد اليونسي "الوشاح الأحمر" بعد "ألو15" و"بنيكس"، وإدريس لمريني، الذي قدم هذه السنة فيلم "عايدة" وهو الفيلم الثاث في مسيرته السينمائية بعد "بامو" 1983، و"العربي" 2011، وسعيد الناصري ب"الحمالة" بعد سلسلة من الأفلام الكوميدية مثل "مروكي في باريس، وسارة، والخطاف...".
15 جائزة بقيمة 540 ألف درهم
تتنافس أفلام المهرجان الثلاثين على 15 جائزة بقيمة 540 ألف درهم، حيث تتنافس الأفلام الروائية الطويلة، على 12 جائزة بقيمة 440 ألف درهم، ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى (100 ألف درهم)، والجائزة الخاصة للجنة التحكيم (70 ألف درهم)، وجائزة أول عمل (50 ألف درهم)، وجائزة السيناريو (40 ألف درهم)، وجائزة أول دور نسائي (30 ألف درهم)، وجائزة أول دور رجالي (30 ألف درهم)، وجائزة ثاني دور نسائي (20 ألف درهم)، وجائزة ثاني دور رجالي (20 ألف درهم)، وجائزة التصوير (20 ألف درهم)، وجائزة الصوت (20 ألف درهم)، وجائزة المونطاج (20 ألف درهم)، وجائزة الموسيقى الأصلية (20 ألف درهم).
في حين ستتنافس الأفلام القصيرة، التي من المنتظر اختيارها بواسطة لجنة متخصصة، على ثلاث جوائز، تبلغ قيمتها 100 ألف درهم، سيخصص نصفها للجائزة الكبرى وقيمتها 50 ألف درهم، بينما سيحصل الفيلم الفائز بالجائزة الخاصة بلجنة التحكيم، التي أحدثت أخيرا، على 30 ألف درهم، فيما سيحصل الفيلم الفائز بجائزة السيناريو على 20 ألف درهم.
باقي برنامج الدورة
الأربعاء 25 فبراير
10.00
سينما "روكسي"
"جزيرة ليلى" (24 د) لمصطفى الشعبي
"إطار الليل " (93 د) لتالا حديد
15.00
سينما "روكسي"
"نقطة الرجوع" (15 د) لزينب الأشهب وفؤاد عزمي
"جوق العميين" (110 د) لمحمد مفتكر
19.00
سينما "روكسي"
"جدار" (13 د) للمهدي الدكالي
"الفروج " (110 د) لعبد الله توكونة
الخميس 26 فبراير
10.30
فندق شالة
توقيع إصدارات سينمائية مغربية
15.00
سينما "روكسي"
"حوت الصحراء" (15 د) لعلاء الدين الجم
"رهان " (93 د) لمحمد الكغاط
19.00
سينما "روكسي"
"دوار السوليما" (25 د) لأسماء المدير
"دالاس" (102 د) لمحمد علي مجبود
الجمعة 27 فبراير
15.00
سينما "روكسي"
"الطفل والخبز" (33 د) لمحمد كومان
"أكادير إكسبريس" (90 د) ليوسف فاضل
19.00
سينما "روكسي"
"حدود " (13 د) لعلي الصميلي وكلير كاهن
"خنيفسة الرماد" (133 د) لسناء عكرود
السبت 28 فبراير:
10.30
فندق "الريف"
مائدة مستديرة حول "المغرب - إسبانيا: الإنتاج المشترك ، مسؤولية تاريخية" .
15.00
فندق شالة
تقديم الحصيلة السينمائية لسنة 2014
19.00
سينما "روكسي"
حفل الاختتام والإعلان عن الأفلام الفائزة بجوائز المهرجان .