سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمعية منية لإحياء تراث المغرب وصيانته تدعو أهل مراكش للمشاركة في مشروع تثمين ساحة جامع الفنا باعتبارها موقعا فريدا ونادرا للفرجة والتعبير عن التراث اللامادي الأصيل
دعت جمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، أهل مراكش للمشاركة في مشروع تثمين ساحة جامع الفنا التاريخية باعتبارها موقعا فريدا ونادرا للفرجة والتعبير عن التراث اللامادي الأصيل، وذلك من أجل استعادة بهاءها ووظيفتها الجمالية والذوقية فنيا وروحيا وثقافيا وفرجة. وأوضح المتدخلون في لقاء عقدته الجمعية، بداية الأسبوع الجاري، في احترام تام للتدابير الاحترازية والوقائية، بحضور ثلة من الخبراء والمعماريين والمثقفين والفنانين ورجالات الجامعة، أن إعلان تسجيل ساحة جامع الفناء تراثا شفويا للإنسانية سنة 2001، كان بمثابة شهادة على الاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي على مايكتنزه هذا الفضاء من تراث، ونتيجة للمساهمة الدؤوبة التي قام بها العديد من المفكرين والأدباء المغاربة والأجانب لاستحضار تراث الساحة ضمن الفنون في المجال الأدبي، وبشكل أوسع في مجال الخيال المرتبط بالمدينة الحمراء. وتوقفت جل المداخلات عند الصورة السيئة الراهنة للساحة جراء "الفوضى العارمة " التي تعرفها، بعد الإجهاز شبه الكامل على " مؤسسة الحلقة " باعتبارها روح الساحة وجوهر تفردها وحكمة تصنيفها الدولي. وسجل المتدخلون مجموعة من الاختلالات التي تعرفها الساحة التاريخية، والمتمثلة أساسا في الواجهات المحيطة بها عبر البنايات غير القانونية امتدادا وارتفاعا، حيث أحصت السلطات أزيد من 40 حالة، أو عبر التشويه الناجم عن اللافتات التجارية التي تفتقد للمقومات الجمالية واللغوية، واستخدام مواد غير متوافقة وغير منسجمة مع البعد الثقافي والفني والروحي للمكان، وهو ما يشكل تناقضا صارخا مع السلطة القانونية لظهير الحماية الذي أصدره السلطان مولاي يوسف منذ عام 1922، ومع المتطلبات القانونية للتصنيف الدولي للمدينة والساحة باعتبارهما اليوم من تراث الإنسانية الذي ترعاه منظمة اليونسكو. ولإعادة ساحة جامع الفنا إلى وظيفتها، أكد المتدخلون على ضرورة "تطهير" الساحة من جميع الاختلالات بعد القيام باستشارات واسعة مع الجمعيات المهتمة ورواد وخبراء، وذلك في أفق التوافق حول "ميثاق حرم جامع الفناء "، يفتح الباب أمام مؤسسة تساهم في مواكبة هذا المشروع الوطني الكبير. وفي هذا السياق، شدد المتدخلون على ضرورة تحرير الساحة التاريخية من كل معيقات الأداء الثقافي، كفضاء عام للحرية والإبداع، ويسمح بعودة الاتصال بالمدينة كمشروع حضاري، وبالإجابة على الطلب الاجتماعي للثقافة الشعبية و المنتوج الحضاري بأبعاده المتنوعة في عالم مشترك للتعايش بين المكونات الاجتماعية المختلفة. وسبق لجمعية منية مراكش لاحياء تراث المغرب وصيانته، أن وجهت رسالة في الموضوع إلى والي الجهة في منتصف دجنبر المنصرم، والذي سارع بالتجاوب معها وعقد لقاء نهاية الأسبوع الماضي، خصص للتداول التفصيلي في مستجدات إعداد الإجراءات الإدارية القانونية والدراسات المعمارية التي تتعلق بتثمين الساحة وتصحيح اختلالاتها. وكان كريم قاسي لحلو، والي جهة مراكشآسفي، أكد على ضرورة إشراك المجتمع المدني وأبناء مراكش في اقتراح ما يرونه مناسبا لمشروع تأهيل ساحة جامع الفنا، التي تم تصنيفها سنة 2001 من طرف منظمة اليونسكو تراثا شفويا عالميا للانسانية، علاوة على النهوض بالتراث اللامادي والروحي والثقافي لهذه المدينة المصنفة منذ سنة 1985 من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم – اليونسكو- ضمن لائحة التراث العالمي، نظرا لما تختزله المدينة القديمة لمراكش من إرث تاريخي يساهم في تشكيل تراث حضاري وعمراني وثقافي ذا بعد إشعاعي متميز يعزز مكانتها كقطب سياحي عالمي.