بلغ عدد الوفيات الناتجة عن مخلفات لسعات العقارب بإقليم الرحامنة خلال شهر يوليوز المنصرم، ثلاث وفيات ضمنهم رضيع في شهره الخامس. الرضيع هو ابن النائب الرابع لرئيس جماعة الجعيدات، حيث تعرض للسعة عقرب في الساعات الأولى من ليلة الجمعة الماضي، وهو نائم بجانب أمه بمنزل الأسرة الكائن بدوار المهازيل، ليجري نقله على متن سيارة إسعاف إلى مستعجلات مستشفى محمد السادس للأم والطفل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، غير أنه فارق الحياة متأثرا بالسم الذي نفثه العقرب في جسده الصغير. وحسب مصادر مطلعة، فإن من ضمن الضحايا الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة متأثرين بمخلفات لسعات العقارب السامة، على مستوى تراب قيادة رأس العين بإقليم الرحامنة، تلميذة كانت تتابع دراستها بمستوى الثالثة إعدادي واجتازت الامتحان الإشهادي بتفوق، وذلك إثر تعرضها للسعة عقرب، كما توفيت طفلة أخرى في ربيعها التاسع جراء انتشار سم العقرب بمختلف أنحاء جسدها، بعدما سقط عقرب من السقف على عنقها أثناء محاولة قتله من طرف والدها، لتتواصل الإصابات والوفيات بلسعات العقارب في الارتفاع على مستوى جهة مراكشآسفي. وأضافت المصادر نفسها، أن رجل يقطن هو الآخر بجماعة الجعيدات تعرض في اليوم نفسه، للسعة عقرب على مستوى رجله وهو بصدد شراء الخضر بالسوق الأسبوعي، إلى جانب سيدة تقطن بنفس الجماعة لسعتها عقرب كانت مختبئة بتوب تستعمله في تنظيف المنزل، ليجري نقل الإثنين إلى المستشفى الإقليمي بقلعة السراغنة لتلقي العلاج. ويعيش سكان الجماعة الترابية الجعيدات وعلى غرار ساكنة مجموعة من الدواوير النائية بالمنطقة، حالة من الهلع والخوف بسبب هاته الحشرات السامة التي تتكاثر خلال فصل الصيف، فيما تبلغ ذروة الإصابات خلال شهري يوليوز وغشت، حيث يضطر بعض أفراد الأسر إلى المداومة الليلية لحراسة بعضهم بعضا واصطياد العقارب التي تتربص بهم تحت جنح الظلام قبل أن تتسلل إلى فراشهم. وكانت المديرية الجهوية للصحة نظمت العشرات من الحملات التحسيسية بالمناطق الأكثر تعرضا للسعات العقارب، ودعت من خلالها إلى ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتفادي مزيدا من الضحايا، كما شددت على ضرورة نقل المصاب في أسرع وقت إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج الطبي بدل اللجوء إلى العلاجات التقليدية التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع الصحي للمصاب. وحسب المديرية الجهوية للصحة بجهة مراكشآسفي، فإن حوالي 70 في المائة من حالات لسعات العقارب يتم تسجيلها داخل البيوت، وأن 68 في المائة من الإصابات تم تسجيلها على مستوى الأيدي والأرجل، ما جعلها تدعو في حملاتها التحسيسية إلى تفادي مشي الأشخاص حفاتا، وكذا اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند لمس الأحجار أو الخشب أو عند إزالة الأعشاب. وأوضحت المديرية الجهوية للصحة أن العدد الأكبر من الإصابات على صعيد الجهة يسجل بإقليمي الرحامنة وقلعة السراغنة وأكبر نسبة تقع بين شهري ماي وشتنبر، فيما تبلغ ذروة الإصابات خلال شهري يوليوز وغشت. وتعتبر جهة مراكشآسفي من بين الجهات المشهورة بانتشار العقارب السامة، وتحتل المرتبة الأولى وطنيا في لسعات العقارب، حيث سجلت حوالي 8662 لسعة خلال السنة الماضية، توفي منها 23 ضحية. وتعاني هذه الجهة أكثر من غيرها من لسعات العقارب، حيث يقدر عدد حالات لسعات العقارب ب 8000 حالة سنويا من أصل 30 ألف حالة وطنيا، خاصة بأقاليم الرحامنة وقلعة السراغنة والصويرة وشيشاوة، وتساهم تربة المناطق القروية على تكاثر نسبة العقارب بشكل كبير، لاسيما مع بداية فصل الصيف واشتداد الحرارة، إذ يكون المناخ ملائما لتكاثر هذه الحشرات المسمومة، وغالبا ما تكون لسعاتها قاتلة ومسمومة، بالنسبة للضحايا في المناطق البعيدة عن الخدمات الصحية والأطفال الصغار منهم على وجه الخصوص، لعدم قدرتهم على المقاومة.