لم يتمكن العشرات من المواطنين في درب «عين الجبلي» بحي عوينات الحجاج الشعبي طيلة صباح الخميس الماضي من مغادرة منازلهم لقضاء أغراضهم بسبب «حصار» ضربه عليهم مجرم مصنف في المنطقة في خانة «الخطر». وظل بعض المواطنين يربطون الاتصال برجال الشرطة للتدخل من أجل فك هذا الحصار دون جدوى، فيما قال مصدر من الساكنة إن هذا المجرم ضرب الطوق على هذا الحي ثلاثة أيام متواصلة، تمكن من خلالها من سرقة العشرات من المواطنين والاعتداء على نساء خرجن لمرافقة أبنائهن إلى فصول الدراسة. وأشار المصدر ذاته إلى أن دورية أمن حاولت التدخل، لكنها توقفت في منتصف الطريق بمبرر أن السيارة ينقصها البنزين. ونفذ هذا المجرم، طبقا لإفادة مواطن عاين عملياته من نافذة منزله، ما يقرب من 15 عملية سرقة في هذا الدرب دفعة واحدة يوم الخميس الماضي، تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض. وحرم هذا «الطوق» عددا من الأطفال من متابعة دروسهم خوفا من أن يطالهم الاعتداء. وكان هذا المجرم قد حاول صد تدخل عناصر من فرقة مكافحة العصابات بهذا الحي ل«إخماد» فتيل مواجهات بين عصابتين، بصعوده إلى سطح أحد المنازل ورشقه للعناصر الأمنية بالآجور. وعاد المجرم ذاته إلى معقله بالحي، ليلة احتفالات رأس السنة الميلادية، ليواصل حصاره لهذا الدرب، وظل يصرخ في وجه المارة، تحت تأثير المخدرات، موردا بأنه هو من «سيحكم الحومة». ووضعت هذه العودة حدا لأخبار تفيد اعتقاله من قبل عناصر فرقة مكافحة العصابات التابعة لمصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن فاس، على مقربة من منتجع سيدي حرازم بضواحي المدينة. واضطر أصحاب عدد من المحلات التجارية بهذا الحي إلى إغلاق محلاتهم إلى «أجل لاحق». ولا زال الذعر يسيطر على ساكنة هذا الحي الشعبي، الذي يعاني من «تفريخ» المجرمين.