أظهرت الأبحاث الأولية أداة جديدة للكشف عن العلامات المبكرة لسرطان الرئة الموجودة في بطانة الخد. وأفاد البحث الميكروسكوبي الجديد (PWS) أن البحث عن طريق المجهر أفاد التعرف على حالة الخلايا الواقعة بعيداً عن موقع الورم، خصوصاً بسبب وجود تغييرات في تركيبتها الجزيئية. وقال الدكتور هيمانت روي، المشرف على الدراسة، إن «التدخين يعتبر أحد أهم أسباب سرطان الرئة، ولكنه لا يؤثر فقط على الرئة وإنما يؤثر على المسالك الهوائية بأكملها». ثم أضاف أن «تكنولوجيا البحث الجديدة أتاحت لنا فرزاً مبكراً للمرضى المُعرضين للإصابة بسرطان الرئة بنسبة كبيرة، فالمدخنون وغيرهم قد يقومون بإجراء اختباراتٍ مكلفة للغاية، في الوقت الذي يمكن العثور على نفس النتيجة بسهولة ويسر، دون الحاجة إلى اختبارات إضافية». وقد قام روي وزملاؤه في فريق البحث بإعداد تقرير كامل عن نتائج الدراسة، والتي تم نشرها على الأنترنت، ضمن الأبحاث المتعلقة بالسرطان. وقال فريق البحث إن «الفكرة مستوحاة من كون المرض صعبا الكشف عنه في وقت مبكر، ما دفعنا إلى العثور على وسيلة للكشف عن المرض في مراحله المبكرة». وهذا يعني أن معظم مرضى سرطان الرئة يتم اكتشاف إصابتهم في مرحلة متأخرة، ما يتيح لهم فرصة البقاء لمدة 5 سنوات فقط كحد أقصى، ولا شك أن 90 % منهم مدخنون، وفي الواقع، يُعتبر سرطان الرئة السبب الرئيسيَّ للوفاة بسبب أمراض السرطان في الولاياتالمتحدة. وتمتلك الوسيلة التكنولوجية الجديدة «PWS» قدراً كبيراً من الحساسية يجعلها تكشف التغيرات الخلوية الصغيرة، والتي تدل على وجود السرطان، كما لاحظ معدّو الدراسة أنه يمكن استخدام ال«PWS» في الكشف عن سرطان البنكرياس والقولون. وأثناء الدراسة، قام أعضاء الفريق بتجربة«PWS» على 135 مريضاً، نصفهم تقريبا مصابون بسرطان الرئة، ويعاني المدخنون منهم من انسداد رئوي مزمن، والباقون كانوا مدخنين وغير مدخنين ولكنهم لا يعانون من المرض. وبعد تنظيف الفم لكل فرد، تم مسح خلايا الجلد في الفم ضوئياً، ما جعلهم يتمكّنون من التمييز بدقة بين من يعاني من السرطان ومن لا يعاني منه، مختصرين حوالي 80 % من الوقت المُستغرق مع أدوات الكشف التقليدية. واستنتج الباحثون خلال ذلك أنه يمكن استخدام هذه التقنية الجديدة بدلاً من أدوات الكشف عالية الخطورة، مثل الأشعة المقطعية، فيما يرى الخبراء أن الاكتشاف الجديد هو من أحدث التقنيات المثيرة للاهتمام. وأعرب الخبراء عن أملهم في الشفاء من سرطان الرئة، حيث إن المرض كان يتم الكشف عنه في أوقاتٍ متأخرة، بينما يُعتبر الكشف عنه في وقتٍ مبكر تقدماً كبيراً. وتعتبر هذه الوسائل الحديثة مفيدة جداً في العثور على المرض في وقتٍ مبكر، مما سيجعل الأمر مفيداً جداً في إنقاذ المرضى.