أصيب عاملان بجروح خطيرة في هجوم على العمال المعتصمين بمستودع توزيع الغاز بمدينة سوق السبت، أول أمس الأربعاء، واستعمل المهاجمون أسلحة بيضاء وقنينات الغاز لفك اعتصام العمال الذي يخوضونه منذ شهر. ونشرت مواقع إلكترونية وقائع الهجوم في شريط فيديو منشور، يبدو من خلاله العمال وهم يُرشقون بقنينات الغاز، قبل أن يظهر المعتدي، الذي أكد العمال أنه أحد «البلطجية» الذين سخرهم مالك المستودع، يباشر مطاردة بعض العمال ليصيب أحدهم إصابات بليغة في الفخذ، مع إصابات برضوض في مختلف أطراف جسمه، فيما أصيب عامل آخر بجروح في يده اليسرى، لينقل المصابان معا إلى المركز الاستشفائي لبني ملال لتلقي العلاج. واعتقلت المصالح الأمنية الشخص الذي هاجم بسكينه العمال المعتصمين، حيث من المتوقع أن يكون أحيل أمس الخميس على وكيل الملك للتحقيق معه في دواعي اعتدائه المسلح على المعتصمين. وكان عمال مستودع توزيع الغاز بسوق السبت قد دخلوا في اعتصام مفتوح منذ أكثر شهر، واستدعى الاعتصام تدخل السلطات المحلية لإيجاد صيغة مناسبة لإقناع مالك المستودع بالتفاوض مع المعتصمين، إلا أن المفاوضات توقفت بعد حادث التهديد الشهير الذي صوره العمال ونشروه في شريط فيديو على مواقع إلكترونية، يبدو من خلاله مالك المستودع «ح. ب» يهدد العمال بسكين من الحجم الكبير ويتلفظ بكلمات بذيئة، قبل أن يتهمه العمال وجمعيات حقوقية ونقابات بتنفيذ مجزرة الثلاثاء الماضي. واتهم بعض ممثلي العمال المعتصمين مالك المستودع باستغلال نفوذه الذي يتمثل في حمايته وحماية «البلطجية» الذين يستقدمهم إلى المعمل، خصوصا بعد حادث صدم أحد العمال المعتصمين بسيارة، ليفاجأ الجميع بإطلاق سراح المعتدي بعد الاستماع إليه. وهددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة سوق السبت والاتحاد المغربي للشغل بالتصعيد في حال لم تتدخل الجهات القضائية لوضع حد لمعاناة العمال المعتصمين مع مسلسل الاعتداء عليهم بمدينة سوق السبت، والوقوف موقف الحياد. وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة سوق السبت قد نشرت صورة تثبت تعاون قائد بسوق السبت مع مالك مستودع توزيع الغاز، حيث رصدت الجمعية سيارة القائد المحملة بقنينات الغاز داخل المستودع في الوقت الذي كان العمال يخوضون اعتصامهم من أجل انتزاع حقوقهم النقابية. وحاولت السلطات بمدينة سوق السبت وبعمالة الفقيه بن صالح التدخل لوضع حد للأزمة التي يعرفها مستودع توزيع الغاز، خصوصا بعد الخصاص الكبير الذي تعرفه قنينات الغاز بأسواق إقليمي الفقيه بن صالح وبني ملال، إلا أن الأحداث الأخيرة التي شهدها المستودع تنذر بمزيد من التطورات.