اعتقلت عناصر الشرطة بدائرة أكدال بالرباط، منتصف الأسبوع الماضي، شابا ضبط متلبسا من قبل العناصر ذاتها ب«التبول» على العلم الوطني بشارع محمد الخامس بالمدينة العتيقة، إذ تمت إحالته على الفرقة الجنائية الولائية للشرطة القضائية بالرباط، والتي وضعته رهن الحراسة النظرية بأمر من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط. وحسب تفاصيل القضية، كانت عناصر الأمن تقوم بدورية بشارع محمد الخامس، وفجأة أثار انتباهها الشاب (من مواليد1991) ينزع العلم الوطني من شجرة ويتبول عليه، حيث سارعت إلى اعتقاله، وأثناء الاستماع إليه من قبل الفرقة الجنائية الولائية، أكد أنه كان في حالة هيسترية بعدما امتنعت عائلته عن منحه مبلغا ماليا لاقتناء مخدر الشيرا، واعترف بإدمانه على تناول هذه المخدرات، التي كانت سببا، حسب اعترافاته، في اقتراف إهانة العلم الوطني. وفي سياق متصل، أدلت عائلة الشاب بشواهد طبية مسلمة من مستشفى الرازي للأمراض العقلية بسلا في الموضوع، كما أدلت بوصفات طبية تثبت إدمان ابنها على المخدرات، هذا فيما رفضت الهيئة القضائية الجنحية منحه السراح المؤقت. والمثير في هذه القضية أن عددا من سكان حي الرشاد، الذي يتحدر منه الشاب، وقعوا عريضة يشهدون فيها أن الشاب الموقوف يصاب بحالة هيستيرية ويدمن على تناول وصفات طبية في الموضوع، مما دفع به إلى القيام بنزع العلم الوطني بشارع محمد الخامس والتبول عليه. وأحالت الشرطة القضائية الشاب الموقوف على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط، بتهم تتعلق بإهانة العلم الوطني للمملكة، وأثناء الاستماع إليه من قبل ممثل النيابة العامة، أنكر الشاب التهمة الموجهة إليه، وأكد أنه كان في حالة هيستيرية ولم يدر ما قام به أثناء إيقافه من قبل عناصر دائرة أكدال، وبعد الانتهاء من الاستماع إليه، أمر وكيل الملك بإيداعه السجن المحلي بسلا، وحددت الغرفة الجنحية التلبسية تاريخ 5 يونيو المقبل موعدا للبت في ملفه في حالة اعتقال. إلى ذلك، اعتبر دفاع الشاب أن الفصل 70 من القانون الجنائي يتضمن الإيداع القضائي للموقوف بمؤسسة للأمراض العقلية والنفسية، وأكد أن موكله يتوفر على شواهد طبية من مستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية، كما أشار دفاع المتهم إلى أن الفصل 134 من القانون الجنائي يشير إلى أن الفاعل لا يكون مسؤولا عن ارتكابه للفعل في حالة يستحيل معها الإدراك والتمييز نتيجة لخلل في القدرة العقلية، لأن الأمر، يضيف الدفاع، يتعلق بفقدانه وعيه وإدراكه لما قام بالمنسوب إليه من قبل النيابة العامة. وحسب المعلومات التي استقتها «المساء» من مصدر موثوق، لا يتوفر الشاب الموقوف على سوابق قضائية وينحدر من أسرة فقيرة شرق مدينة الرباط.