قبل أن تتوجه إلى روسيا لدراسة الصيدلة، كانت زهرة عز تحفظ عن ظهر قلب أشعار محمود درويش وسميح القاسم، وتغني مع مارسيل خليفة مواويل الحصار والعدوان والاغتراب، وتلف عنقها بعلم فلسطين وتشارك في التظاهرات بحماس منقطع النظير. في روسيا زاد ارتباطها بالقضية الفلسطينية بعد أن اختارت شريك حياتها من فلسطين في شخص الدكتور باسم أبو رمضان، الذي أصبح رئيسا للجالية الفلسطينية في المغرب. تعاهدا على استكمال النضال الجمعوي بعد عودتهما إلى المغرب، قبل أن يؤسسا جمعية أصدقاء فلسطين في المغرب، التي تسعى إلى التعريف بالقضية وفك الحصار ثقافيا ورياضيا على غزة والمناطق المحاصرة، في انتظار حل سياسي طال انتظاره. -متى بدأت علاقتك بالقضية الفلسطينية؟ أقصد هل كان زواجك من باسم هو اللقاح الذي زاد من حيويتك في درب نصرة القضية الفلسطينية؟ القضية الفلسطينية غمرتنا ونحن في سن المراهقة، كنا نعيشها ونحن تلاميذ نتحمس لنصرة إخواننا في فلسطين، كنا نردد الأشعار والأغاني الثورية ونتحمس ونحن نغني جماعيا «منتصب القامة أمشي» وغيرها من الإبداعات التي ساندت الشعب الفلسطيني في محنته. القضية الفلسطينية كانت ملتقى كل العرب في فترة من الفترات. كان الجميع يتنافس من أجل نصرة المواطن الفلسطيني.هكذا بدأت علاقتي بالنضال، وكنت أقرأ ما يكتب عن مغربيات ناضلن ضد الكيان الصهيوني، عن بأس الجيش المغربي في معركة الجولان، عن دعم المغرب لهذه القضية. في فترة الدراسة كنا نتبارى في إعداد الموشحات والمسرحيات، التي تحمل رسائل مباشرة. هذه بدايتي التي لا تختلف عن بداية جيلي الذي عاش داخل الحركة الطلابية إرهاصات دعم القضية، وعندما سافرت إلى روسيا لاستكمال دراستي في الصيدلة، تابعت نفس المسار مع الطلبة العرب حيث كنا ننظم ملتقيات وأسابيع ثقافية في المهجر، قبل أن أرتبط بزوجي الدكتور باسم أبو رمضان الذي عشت معه مرحلة أخرى من النضال في إطار مؤسساتي، وهذا الزواج جعل بيتنا ملتقى لكثير من مساندي القضية الفلسطينية ورموزها. - ما هي أهداف جمعيتكم أصدقاء فلسطين في المغرب؟ الهدف الذي نشتغل عليه هو فك الحصار عن فلسطين ثقافيا ورياضيا واجتماعيا. لهذا نسعى بكل جهودنا إلى دعوة العديد من الفعاليات الثقافية والرياضية والفنية للحضور إلى المغرب. تعرفون الصعوبات التي تطرح أمامنا، خاصة في غياب تمثيلية ديبلوماسية للمغرب في غزة، حيث يصعب استخلاص التأشيرات من القاهرة، لكن بفضل جهود وزارة الخارجية المغربية نتمكن من تنظيم لقاءات تعيد القضية إلى الواجهة. -أنت حاصلة على الجنسية الفلسطينية من الرئيس الراحل ياسر عرفات. هل هي دافع للاستمرار في النضال؟ العمل الجمعوي يجري في عروقي، فرغم انشغالاتي المهنية لا أتردد في البحث عن منافذ جمعوية، سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية أو بقضايا المجتمع، فأنا عضو في الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى، وعضو شرفي في مجموعة من النوادي الفلسطينية، فضلا عن اهتمامات سياسية وخيرية، لكن الجنسية التي منحها لي الراحل ياسر عرفات أعتبرها مسؤولية على عاتقي. زوجي أيضا نال الجنسية المغربية من الملك الراحل الحسن الثاني، وهذا شرف لأسرتنا وللقضية الفلسطينية. -ما هو شعورك كمغربية مناصرة للقضية الفلسطينية وأنت تعيشين في غزة الحصار الإسرائيلي؟ استنشقت هواء القضية الفلسطينية حين نزلت لأول مرة في مطار غزة. هذا المطار، الذي يوجد شرق مدينة رفح بوابة فلسطين التاريخية الجنوبية، ويبعد عن مدينة غزة بحوالي 36 كيلو مترا، صمم على يد مهندسين معماريين مغاربة على شاكلة مطار محمد الخامس. شعرت كأنني في المغرب، لكن للأسف دمر الجيش الإسرائيلي هذه المعلمة، وقام بتمزيق المدرج وتخريب المبنى بكامله. من هنا فكرت في استدعاء أطفال من رفح حيث بني المطار لتقديم الشكر للمغرب على تلك التحفة التي دمرها الكيان الإسرائيلي، وجاء الرد حين وقف أطفال رفح أمام قبر الملك الراحل الحسن الثاني ليترحموا عليه ويشكروه على تلك الالتفاتة وذاك المطار الذي كان يربطهم بالعالم الخارجي، والذي افتتح سنة قبل وفاة الحسن الثاني. -غادر المغرب قدماء منتخب لاعبي فلسطين، وظلت جمعية أصدقاء فلسطين قلقة على مصيرهم. كيف وصلوا في ظل إغلاق معبر رفح؟ البعثة الرياضية الفلسطينية وصلت إلى قطاع غزة قادمة من المغرب عبر مطار القاهرة الدولي، ومنه إلى معبر رفح. الحمد لله، نجحت جهودنا وتمكن الوفد من الدخول بالرغم من الحصار، حيث تم إغلاق المعبر عقب الأحداث الأخيرة. كنا ننتابع الرحلة بتفاصيلها، ونحمد الله على نجاحها. -ما هي أبرز الأنشطة التي أقيمت خلال شهر رمضان؟ أقمنا في قاعة سيدي مومن ليلة رمضانية كانت فرصة للتعريف برجالات المغرب، الذين هبوا لنصرة صلاح الدين الأيوبي في حربه ضد الصليبيين، ووقعنا توأمة بين شباب رفح والمغرب التطواني بطل الدوري المغربي،.كما نفذنا والحمد لله مجموعة من البرامج والمشاريع والزيارات التنسيقية لخدمة الشعب الفلسطيني المحاصر، إذ زار وفد طفولي نادي الوداد البيضاوي وعدة مناطق سياحية، واختتم الوفد رحلته بزيارة ضريح الملك الحسن الثاني وضريح الملك محمد الخامس وقراءة الفاتحة علي أرواحهما في صومعة حسان بالرباط. وهذه الجهود تمت بتعاون مع أطراف عديدة، منها جمعية بيت الحكمة المغربية، وجمعية الريف، وجمعية رياضة وصداقة، وجمعية شباب الأزهر لسانية الرمل.لقد خاض قدماء لاعبي منتخب فلسطين مباريات في تطوان وطنجة والدارالبيضاء، كما خص عمدة الدارالبيضاء وفدنا بإفطار في منتجع كهرما تبودلت فيه كلمات المساندة للقضية، بحضور نجوم الكرة، ونأمل أن يشارك منتخب قدماء اللاعبين المغاربة في غزة إن شاء الله. كما شارك منتخبنا أيضا في دورة بطولة القدس لقدامى اللاعبين، التي أطلق عليها اسم الأسير المحرر محمود السرسك، حيث أنهى منتخب قدامى فلسطين مباراته الأخيرة بفوز برباعية مقابل هدف وحيد على فريق منتخب تطوان حي مولاي الحسن في أخر مباريات منتخب القدامى في مدينة تطوان. وقام الدكتور محمد ادعمار رئيس جماعة تطوان بتوزيع هدايا البطولة والدروع على بعثة منتخب القدامى، حيث حصل اللاعب محمد الجيش على جائزة أفضل لاعب في البطولة. -ما هي برامجكم المستقبلية في ظل الحصار؟ البرامج موجودة، لكن الحصار يجعلنا نضاعف مجهوداتنا لفك ولو جزء منه بالرياضة والفن والثقافة والمبادرات الإنسانية. وهناك محاولات لتنظيم رحلة لقدماء المنتخب المغربي إلى قطاع غزة، وقد عبر لي بصير وبودربالة وبنمنصور عن استعدادهم لإجراء مباراة في المدينة المحاصرة والإجراءات تسير في الاتجاه الصحيح.