لم يتردد رشيد الطوسي مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، في التأكيد عقب عودته من تنزانيا بهزيمة بلغت ثلاثة أهداف لواحد، أنه لن يستقيل وسيواصل عمله حتى نهاية عقده على أمل أن يتم تجديده، ثم أكد الطوسي أن المنتخب الوطني يتوفر على لاعبين شباب وأنهم في حاجة إلى المزيد من الوقت، وأنه يراهن على تهيئ منتخب سيحرز لقب كأس إفريقيا 2015 التي ستحتضنها المغرب. يبدو الطوسي وكأنه مصر على أن يواصل لعبة «بيع الأوهام»، قبل أن نستفيق مجددا على وقع كارثة كروية جديدة، وكأن كل هذه الأوهام التي عشنا على إيقاعها في السنوات الأخيرة لم تكن كافية. إن الفوز بكأس إفريقيا أو بأية بطولة عالمية لا يمكن أن يأتي من عبث، إنه نتاج عمل يمتد لسنوات، ونتاج تخطيط وعمل متواصل، وليس نتاج تصريحات صحفية أشبه ب»الفقاعات»، ثم كيف لمنتخب هو اليوم عاجز عن الفوز على تنزانيا وأوغندا وإفريقيا الوسطى وغامبيا وغيرها من منتخبات الصف الثاني أو الثالث، أن يتحول بين عشية وضحاها من منتخب ضعيف إلى مرشح للفوز باللقب الإفريقي. لقد ارتكب الطوسي خطأ كبيرا عندما بدا هدفه الرئيسي هو أن يصبح مدربا للمنتخب الوطني بأي ثمن، حتى لو قاده ذلك إلى تقديم الكثير من التنازلات، التي حولته إلى شبح لمدرب، وإلى أداة طيعة في أيدي مسؤولين جامعيين نجحوا في ترويضه سريعا، وفي دفعه إلى حيث يريدون، بينما هو يخرج إلى العلن ليقول إنه يتوفر على جميع الصلاحيات، وأنه يطبق برنامج عمله. وارتكب الطوسي خطأ أكبر، وهو يرتبط بعقد يمتد لسنة واحدة فقط، ثم وهو يقبل أن يخوض تحدي تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ويراهن على بلوغ نهائياتها، علما أن المنتخب الوطني في عهد البلجيكي إيريك غيريتس كان قد أضاع أربع نقاط كاملة في مباراتي غامبيا والكوت ديفوار، عقدت مهمة التأهل إلى المونديال. في أقل من ستة أشهر تحدث الطوسي كثيرا وعمل قليلا، وتحول إلى كيس رمل ينوب عن الجامعة في تلقي الضربات، مع أن جامعة علي الفاسي الفهري هي التي خططت لكل شيء، وهي التي جاءت بالطوسي، وهي التي راهنت على مدرب بعقد يمتد لعام، علما أن هدف الكثير من أعضائها ليس المنتخب الوطني ولا نتائجه، ولكن الحصول على الامتيازات، وأن ينالوا نصيبهم من الصفقات، المعلن منها والمستتر. والأدهى والأمر، أن رئيس الجامعة بعد أن قاد المكتب الوطني للماء والكهرباء للإفلاس وسيتسبب في تشريد الكثير من الشركات التي تتعامل معه، ها هو يقود المنتخب الوطني إلى الإفلاس، أما الطوسي فليس إلا واحدا من أدوات الجامعة لتحقيق الإفلاس.