تلقت جماعة العدل والإحسان التصريحات الأخيرة للشيخ حمزة بن العباس شيخ الزاوية البودشيشية، في أول حوار صحفي له في حياته مع جريدة «المساء»، بارتياح، خاصة عندما أشار في تصريحاته تلك إلى الأسباب التي كانت وراء خروج عبد السلام ياسين، مرشد الجماعة، من الزاوية. وهي الأسباب التي لخصها الشيخ حمزة في كون «عبد السلام ياسين كان يريد تسييس الزاوية من الداخل، فيما جوهر التصوف يقوم على تربية الروح وتزكيتها بدل الدخول في متاهات السياسة». وكان الاعتقاد السائد، حسب قيادي من العدل والإحسان، أن عبد السلام ياسين غادر الزاوية البودشيشية بعد خلافه مع الشيخ حمزة حول زعامة الزاوية بعد وفاة والده العباس، «لكن اليوم، يقول مسؤول الجماعة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، يتأكد، بعد الحوار الأخير للشيخ حمزة أن الشيخ عبد السلام غادر الزاوية بعد أن تعذر عليه إصلاحها من الداخل»، مشيرا في هذا السياق إلى أن الشيخ حمزة، في حواره مع «المساء»، نفى ضمنيا أن يكون الشيخ عبد السلام ياسين نازعه في منصب الزعامة على رأس الزاوية البودشيشية عندما قال «إن عبد السلام ياسين ظل واحدا من مريدي الزاوية لمدة 3 سنوات». وعاب مصدرنا على الشيخ حمزة أنه لم يتحدث في الحوار عن البدع والجوانب الخرافية التي تسربت إلى الزاوية البودشيشية، التي كان الشيخ بعد السلام يحاربها بدون هوادة قبل أن يتبين له فيما بعد أن محاربة هذه البدع مهمة عسيرة، فاضطر حينها إلى مغادرة الزاوية. ومن جهته، قال عبد الواحد المتوكل، عضو مجلس إرشاد العدل والإحسان، في اتصال مع «المساء»، إنه يستغرب كيف أن بعض الجهات المغرضة تحاول أن تربط خروج الشيخ عبد السلام من الزاوية برغبته في البحث عن الزعامة، مشيرا إلى أن الأمر ليس كذلك، والدليل أن الشيخ عبد السلام تحدث في «المنهاج النبوي» عن ضرورة إحداث التوزان في تربية الإنسان في كل أبعاده بدل التركيز على تربية الروح لوحدها. وقال المتوكل إن المطلوب في التربية السليمة هو الاحتكام إلى هذه المقولة المعروفة في تراثنا «رهبان بالليل وفرسان بالنهار». غير أن هذا الأمر، حسب المتوكل، غير معمول به في الزوايا الصوفية التي تفضل الاهتمام بروح الإنسان وتعرض عن الاهتمام بقضايا المجتمع.