طالب نشطاء بيئيون بجهة سوس ماسة درعة، بفتح تحقيق تسرب زيوت سوداء ونفايات على مياه السد التلي الذي أنشئ حديثا بمنطقة «تملاست» بأكادير، وعلاقة ذلك بعصارة النفايات القريبة منها، والنفايات السائلة المحملة بالمواد السامة والقاتلة للطبيعة والحياة، والمهددة في الآن نفسه للثروة المائية الشحيحة أصلا بالمنطقة. وفي هذا السياق، قالت جمعية «بيزاج» المتخصصة في الشأن البيئي بجهة سوس ماسة درعة، إنها عاينت التلوث الظاهر على المياه السطحية بالسد التلي المتواجد بمنطقة «تملاست» الجبلية بجماعة الدراركة، وهو السد الذي لم يمض على إنشائه إلا أشهرا قليلة، بعد تشييده لحماية أحياء «تيليلا» و»الحي الصناعي» و»تاسيلا» ومدينة الدشيرة الجهادية من خطر الفيضانات. وفي تقرير لها، أوضحت «بيزاج» أن السد المذكور «تعرض لضربة بيئية موجعة» بعد حجزه لكمية من مياه الأمطار التي تساقطت على المنطقة نهاية شهر مارس الماضي، وذلك بهدف تطعيم الفرشة المائية وخلق مناطق إيكولوجية بجوار مدينة أكادير، إذ ظهرت بقعة كبيرة من الزيوت السوداء على سطح الماء، الأمر الذي جعل العديد من علامات الاستفهام تطرح حول منفذي هذه الجريمة الإيكولوجية الجديدة بالمنطقة، وهذا التخريب بهذه المنشأة الإستراتيجية والبيئية والتي كلفت الدولة ملايين الدراهم، محملة المسؤولية لمن وصفتهم ب»المخربين» الذين لا يتوانون على إلحاق الأضرار الجسيمة بمنشآت الدولة والبيئة والمنشآت العامة. وحسب الجمعية ذاتها، فإن السد التلي لا يعاني فقط من تسرب البقع السوداء الملوثة، بل يعاني أيضا من التصاق آلاف الأكياس البلاستيكية بأشجار الأركان المتواجدة بالمنطقة بشكل يهدد المكون الطبيعي لغابة الأركان، علاوة على رمي الأزبال بجنبات الوادي الممتد الى السد، وهو ما ينم - تقول الجمعية – عن جهل ووحشية متنامية اتجاه المكونات البيئية الهشة. يذكر أن السد المذكور يبعد عن أكبر مطرح جماعي بجنوب المملكة بحوالي كلم ونصف، وبناء على ذلك فقد طالب نشطاء البيئة بضرورة إجبار الجماعات التي تعمد إلى إفراغ الأزبال بالمطرح الكبير على القيام بحملات لتنقية أشجار الأركان من أكياس البلاستيك، وتعزيز مراقبة السد وزجر المخالفين الذين يرمون مواد البناء والقاذورات المختلفة على ضفاف الوادي.