نظم حوالي 1600 شخص من سكان مدينة زاكورة والنواحي، مساء أول أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة، تزامنا مع زيارة شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، للمدينة من أجل البحث مع مسؤولين محليين عن سبل مستعجلة لوقف أزمة الماء والعطش الحاد الذي يعانيه السكان بسبب ندرة المياه بالمنطقة وعدم صلاحيتها للشرب. وأكد مشاركون في الوقفة أنها تهدف إلى لفت انتباه المسؤولين إلى حجم معاناة سكان المدينةوالإقليم عموما، بما فيه المجال القروي، حيث يقطع جميع السكان عشرات الكيلومترات في رحلات بحث مضنية عن مياه صالحة للاستهلاك. وأضافت المصادر ذاتها أن بعض أحياء المدينة يظل الماء مقطوعا عنها لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام متتالية، علما أن تلك المياه لا تصلح للشرب، فقط هي تسد على الأقل حاجياتهم من هذه المادة للتنظيف والغسيل والاستحمام. وقد تميزت الوقفة بإنزال أمني مكثف ولم تشهد حضور بعض الفعاليات الجمعوية والحقوقية المعروفة بالمنطقة، والتي اعتادت الظهور في مثل هذه المناسبات، حيث إن الوقفة تمت بشكل عفوي من طرف مواطنين متضررين من هذا الوضع، خاصة أن بعض تلك الجهات، تضيف مصادر مشاركة في الوقفة، تبين أنها تحول معاناة سكان إقليم زاكورة مع الماء إلى تجارة «مربحة»، ومن تم أضحى السكان المتضررون يرفضون الاستجابة لأي مطالب بالاحتجاج من هذا القبيل. وأكدت شرفات أفيلال ل»المساء» أن منطقة زاكورة تعاني من جفاف هيكلي نظرا لأن مواردها المائية محدودة جدا والتساقطات تراجعت بشكل ملحوظ، حيث شهدت المنطقة جفافا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وهي ليست بمنطقة ساحلية ولا تتوفر على سدود مائية. وأضافت أن الوزارة بصدد اتخاذ تدابير عاجلة وآنية لإنقاذ المنطقة وتزويد السكان بهذه المادة، من خلال بناء سد بالمنطقة لتأمين حاجيات السكان من الماء. كما أن أشغال بناء محطة للمعالجة بغرض خفض نسبة الملوحة في المياه أشرفت على الانتهاء من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء، وستكون جاهزة لاستغلالها أواخر 2014. وقد تم تشكيل فريق خاص من أجل تعميق الاستكشاف عن الماء بسبب ضعف الموارد السطحية. كما كانت أفيلال قد أكدت أنها ستجري زيارة لزاكورة في ال16 من الشهر الجاري من أجل عقد لقاءات مع عامل الإقليم والمنتخبين وحتى سكان المنطقة والسلطات المحلية بهدف التوعية بإشكالية الماء، حيث يجب على الجميع أن يكونوا واعين بخطورة الوضع الذي يتطلب ضرورة التدبير بشكل معقلن.