قال الويلزي جون طوشاك، مدرب فريق الوداد البيضاوي، خلال الندوة الصحفية التي أقيمت أول أمس الخميس بمركب محمد بنجلون، إنه يثق في اللاعبين الشباب ويسعى إلى منحهم الفرصة باللعب للفريق الأول. طوشاك أكد أنه لا يخاف من إدخال لاعبي فريق الأمل ضمن الكبار في المباريات المقبلة، وأوضح أنه هو من يتحمل المسؤولية في حالة ظهور أحد لاعبي فئة الأمل بمستوى باهت في المباريات الرسمية للفريق الأول، وأشاد بمستوى عدد من لاعبي الأمل الذين سيتم إلحاقهم بالتدريج بالفريق الأول كما حصل مع رضى هجهوج وحاليا زهير المترجي. طوشاك سرد مجموعة من الأمثلة وهو يتحدث عن ضرورة ثقة الأندية والمدربين في اللاعبين الشبان الذين يمثلون المستقبل، إذ بدأ من تجربته الشخصية عندما كان لاعبا في بلاد الغال، قبل أن يلتحق بليفربول، حيث أشار إلى أنه كان يعمل ويجتهد في التداريب والمباريات لينال ثقة مدرب الفريق الأول. مدرب الوداد قال إنه كان وراء إقحام مجموعة من اللاعبين الشبان في فرق أوروبية كبيرة، وذكر على سبيل المثال نجم ريال مدريد الإسباني الحالي، الويلزي غاريث بيل، الذي ضمه طوشاك إلى منتخب بلاد الغال للكبار وهو في سن صغير. طوشاك تحدث أيضا عن الإسباني تشابي ألونسو الذي تألق لسنوات رفقة ليفربول وريال مدريد قبل أن يحط الرحال ببايرن ميونيخ هذا الموسم، إذ أكد أنه كان وراء إلحاقه بالفريق الأول لريال سوسييداد الإسباني، كما تطرق إلى الحارس العملاق إيكر كاسياس، الذي وضع ثقته فيه وهو في الثامنة عشرة من عمره، عندما عاد لتدريب ريال مدريد سنة 1999. كلام طوشاك يذكرني بالمدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني، الذي كان له الفضل في ظهور جيل من اللاعبين الشباب في البطولة الوطنية، خاصة في فريقي الرجاء والوداد. في إحدى أيام خريف سنة 2009 قال لي أوسكار بأن أسهل شيء بالنسبة إليه هو إقحام لاعب يبلغ 17 سنة في فريق الكبار وفي مباراة ليست عادية على اعتبار أنه يشتغل معهم كثيرا على الجانب النفسي ويزيل عنهم جميع أشكال الضغط، وسرد لي مجموعة من الأمثلة للاعبين كانوا مجهولي الاسم وأصبح الجمهور يعرفهم جيدا بعد تألقهم وهم في مقتبل العمر، أمثال حميد ناطير وزكرياء عبوب وسعيد الخرازي ويوسف السفري وأمين الرباطي في الرجاء وعبد الحق أيت العريف وأيوب سكوما وعمر باحفيظ في الوداد. أوسكار لم يكن يتردد في إدخال لاعب يبلغ 17 أو 18 سنة على الأكثر في مباراة «ديربي» الدارالبيضاء أو في مباراة إفريقية حاسمة، وكثيرا ما فاجأ الجمهور باعتماده على أسماء مغمورة، صارت بعد ذلك من أبرز الأسماء في كرة القدم الوطنية. القاسم المشترك بين أوسكار وطوشاك أنهما مدربان أجنبيان، وكم كنت أتمنى أن نجد في بطولتنا الوطنية مدربين مغاربة يثقون بدورهم في لاعبي الأمل والشبان ويمنحوهم الفرصة دون أن يحملوهم المسؤولية فيما بعد. للأسف فعدد كبير جدا من المدربين المغاربة يفكرون أولا في مناصبهم وفي النتائج الآنية، ولا يجازفون بالاعتماد على لاعبين صغار السن، من شأنهم أن يعطوا الإضافة أكثر من لاعبين يتم جلبهم بمئات الملايين دون أن يقدموا أي شيء.