تعيش المقبرة الإسلامية بتطوان وضعا كارثيا بسبب رمي النفايات والأطنان من الردم بداخلها ومحيطها وسط سخط المواطنين الزائرين للمقابر والمشيعين يوميا لجنائز أقاربهم وذويهم. وعاينت الجريدة، في جولة قامت بها، صباح يوم أمس، للمقبرة الإسلامية سيدي المنظري، الحالة البشعة التي أصبحت عليها، رغم رصد الجماعة الحضرية لتطوان، ميزانية خاصة لحراستها عبر حراس أمن خاصين، وميزانية أخرى لتأهيلها. ولا يستسيغ سكان المدينة كيف تحولت المقبرة الإسلامية من حرمة خاصة تليق بكرامة الموتى إلى مرتع للأعشاب التي ترعى فيها الماشية صباح كل يوم، وملجإ للكلاب الضالة، في الوقت الذي لم يمر فيه أكثر من 14 شهرا عن إعلان الجماعة الحضرية لتطوان عن برنامج لتأهيل 18 مقبرة إسلامية بالمدينة بميزانية بلغت 26 مليون درهم، فسكان المدينة يطالبون رئيس الجماعة الحضرية بالحفاظ على نظافة المقبرة الإسلامية، وجمع النفايات المرمية بها، وتعزيز حراستها من أيدي العابثين بقدسيتها وحرمتها. وسبق أن أبرمت جمعية "تطاون اسمير" والجماعة الحضرية لتطوان بمساهمة الإنعاش الوطني اتفاقية لتأهيل كل من منطقة للا رقية ومنطقة سيدي المنظري، إذ تم تشييد كيلومترين من الممرات بالقطع الإسمنتية لتسهيل سير الراجلين عبر المقبرة، مع تأهيل العديد من المرافق، إلا أن المقبرة عادت مجددا لحالة الإهمال السابقة، مما يتطلب إعادة النظر في طريقة مراقبتها والحفاظ عليها احتراما لكرامة الموتى، ومعاقبة الجهات التي تعمل على تخريبها وإلحاق الضرر بها، عبر رمي النفايات والردم، الأمر الذي يتطلب تخصيص آليات وموارد بشرية كبيرة لجمعها كل أسبوع بعد تراكمها بشكل ملفت.