قدّم حميد شباط، الأمين العام لحزب «الاستقلال»، مرافعة شديدة اللهجة عن بعض القضايا الحقوقية بالمغرب، إذ طالب ب«الإسراع بطيّ ملف معتقلي السلفية بشكل نهائي، وتشكيل هيئة وطنية لإعادة النظر فيه قصد فتح باب المصالحة بين السلفيين والدولة»، معتبراً أن «المغرب يمتلك صدراً رحباً يتسع لكل أبنائه». وتابع شباط، في ندوة صحفية أقيمت مساء أول أمس السبت بمقر حزب الاستقلال بالرباط، وخُصصت لتقديم البرنامج الانتخابي لحزبه خلال الاستحقاقات الجماعية والجهوية القادمة، كلامه بمطالبته ب«إطلاق سراح باقي معتقلي الرأي بالمغرب»، مضيفاً أن حزبه «يرفض أن يكون لدينا معتقلو رأي في المغرب بعد الدستور الجديد»، قبل أن يختم مرافعته الحقوقية بالدعوة إلى «رفع الحظر المفروض على جماعة العدل والإحسان» و«عدم التضييق على أنشطة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان»، مع ندائه ب«السماح للمُغتربين بسبب آرائهم بالعودة إلى المغرب، وعلى رأسهم مؤسس «الشبيبة الإسلامية» عبد الكريم مطيع، «الذي أصبح شيخاً في بلاد الغربة، مع كامل الأسف»، على حد تعبير شباط. وفيما «غازل» شباط العدل والإحسان والسلفيين، لم يتردّد في توجيه سهام نقده الحاد إلى أداء حكومة عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية، التي حمّلها مسؤولية «تراجع المسار الديمقراطي بالمغرب بعد دستور 2011»، مضيفاً أنه «كان على الحكومة أن تفتح حواراً مع كل الذين قاطعوا انتخابات 25 نونبر 2011، وعلى رأسهم جماعة العدل والإحسان». إلى ذلك، أعلن الأمين العام لحزب الاستقلال عن استعداده لتقديم استقالته من قيادة الحزب، في حالة لمْ يحصل حزبه على المرتبة الأولى في استحقاقات الرابع من شتنبر المقبل، مؤكداً أن استقالته، في حالة عدم تصدّر حزبه نتائج الانتخابات القادمة تُعتبر «أمراً عاديا ومعمولا به في الديمقراطيات الحديثة»، حيث جدّد التزامه بالوفاء بتعُهده الذي قطعه على نفسه بعد انتخابه أميناً عاماً للحزب من طرف الاستقلاليين. وأبرز شباط أن حزبه يتابع ب«قلق شديد» مسلسل الاستحقاقات الانتخابية منذ انطلاقها مع انتخابات الغرف المهنية، والتي قال شباط إنها شهدت «خروقات وتضييقات على مرشحي حزبه بمختلف المناطق». واعتبر، في نفس الصدد، أن ظاهرة «شنّاقة الانتخابات» تجعل من عملية إفراز التحالفات الواضحة «أمراً صعباً». من جهته، كشف توفيق احجيرة، رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال ورئيس لجنته الوطنية للانتخابات، أن ميزانية الحزب في الحملة الانتخابية التي انطلقت أول أمس السبت، واختار لها كشعار «مع الشعب»، تصل إلى 21.5 مليون درهم، منها 7 ملايين درهم ممنوحة من طرف الدولة، و14.5 مليون درهم كتمويل ذاتي من طرف الحزب. وأضاف احجيرة أن عدد المرشحين، الذين قدّمهم حزب الاستقلال لخوض غمار الانتخابات الجماعية، بلغ حوالي 18 ألف مرشح ومرشحة، فيما تم ترشيح 678 مرشحا للانتخابات الجهوية بنسبة تغطية بلغت 100 في المائة. وأشار إلى أنه خُصص لكل مرشح استقلالي دعم مادي وصل إلى 1200 درهم من ميزانية الحملة الانتخابية.