كشفت مصادر عليمة في اتصال ب«المساء» أن 24 إسرائيليا حلوا بمراكش الأسبوع الماضي، عاشوا ست ساعات من الرعب، جراء انجراف سياراتهم من قبل السيول المائية الناتجة عن الأمطار الغزيرة، عندما كانوا متجهين صوب جبل «توبقال» نواحي المدينة الحمراء. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن 24 إسرائيليا، بينهم حوالي ثلاثة أطفال وخمسة أشخاص طاعنين في السن، أصيبوا بحالة هلع شديد، بعد مجابتهم لموت محقق، نتيجة انجراف سياراتهم، بسبب الأمطار الطوفانية، التي ضربت مراكش يوم الاثنين الماضي. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن السيول المائية حاصرت الإسرائيليين بينما كانوا في طريقهم صوب قمة جبال الأطلس، الأمر الذي جعلهم يواجهون موتا محققا زاد من حدته صراخ ونحيب الأطفال والنساء. وأوضحت مصادر «المساء» أن اتصالا هاتفيا لأحد الإسرائيليين بأحد المسؤولين المغاربة بالمدينة الحمراء، جعل فرقة إنقاذ مكونة من عناصر تابعة للدرك الملكي تهرع صوب المكان، الذي حوصر فيه حوالي 24 إسرائيليا، لإنقاذهم، حيث قام رجال الدرك بإجلائهم صوب أحد الدواوير، واطمأن الأشخاص المحاصرون، بأنهم صاروا في مأمن من السيول الجارفة والطوفان المميت، قبل أن يتم إسعاف بعضهم. وطبقا للمعلومات، فقد مكث الإسرائيليون داخل سياراتهم، بعد أن حاصرتهم السيول، ليتم ربط الاتصال بالمسؤولين طالبين الإنقاذ، حيث تطلب الأمر ترك حقائبهم في عين المكان وكل أغراضهم الخاصة، ومصاحبة عناصر الدرك إلى مكان آمن. ويحكي يواف بايي، أحد السياح الإسرائيليين، حسب ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» تفاصيل الرحلة «الكابوس»، أنهم بعد حلولهم بالمغرب منذ ثلاثة أيام، قرروا خلال فترة مقامهم التوجه لاكتشاف جبل «توبقال»، لكن أمطارا غزيرة واجهتهم، قبل الوصول إلى مقصدهم «أثناء طريقنا صادفنا إحدى نسوة المنطقة، التي دعتنا إلى عدم مواصلة الطريق بسبب الأجواء، لكن المرشد السياحي، رفض الأمر، وطمأننا بأن كل شيء سيسير على ما يرام». وأضاف يواف أنه بعد حوالي ساعة من السير، بدأ الوضع يسوء فجأة، حيث بدا الخوف والهلع على السياح، الذين شرعوا في البكاء، والصراخ، وطلب النجدة، قبل أن يقرروا الهروب نحو قرية تبعد عن المكان، الذي كانوا فيه بثمانية كيلومترات، وظل هناك المسنون، فيما هرع الآخرون إلى مخفر للدرك الملكي في النواحي «تمكنت السلطات من التحرك بشكل فعال لإنقاذنا، ولم يتعرّض أي منا لسوء بعد ست ساعات من العناء، لقد حظينا باستقبال حار من طرفهم، وعرضوا علينا توفير جميع الوسائل لإنقاذنا، فأحضروا مروحية لانتشالنا من هناك».