الوداد تأهل إلى المربع الذهبي عن جداراة واستحقاق مولودية الجزائر كان أكثر حماسا وبحثا عن الفوز سنواجه إنييمبا بأسلحة جديدة وطموح آخر ليس من عادتي أن أحمل لاعبا ما مسؤولية الهزيمة من السابق لأوانه الحديث عن لقب البطولة عدت فوجدت ودادا مختلفا وكرة مغربية أكثر تطورا عاش الجمهور المغربي على أعصابه وهو يتابع مباراة مولودية الجزائر والوداد، بعد أن تابع تأشيرة المرور إلى دور الربع وهي تتبخر في سماء ملعب 5 يوليوز إثر الخسارة 31 قبل أن يأتي الخبر السار من القاهرة عندما تعادل الترجي التونسي أمام الأهلي بهدف لمثله، وهو التعادل الذي رجح كفة الفريق الأحمر، وبذلك يكون الوداد قد طوى صفحة كابوس الجزائر واستخلص عدة دروس من مباراة سيكون على اللاعبين إعادتها مرات ومرات. والأكيد أن ميشيل دوكاسطيل هو الآخر يكون قد استخلص عدة دروس قبل الحوار الهام عن دور النصف أمام إنييمبا النيجيري، وهو ما يؤكده في هذا الحوار الذي يشرح فيه أسباب تجرع فريقه مرارة الهزيمة وكذا الحوار القادم أمام الفريق النيجيري إضافة إلى مواضيع أخرى تهم البطولة وطموحات الفريق الأحمر المستقبلية. - المنتخب: أكيد أنه تأهل جاء وفق سيناريو لم تكن تتوقعه، حيث إستفدتم من الهدية التي قدمها لكم الترجي؟ ميشيل دوكاسطيل: فعلا التأهل جاء خلافا لكل التوقعات، حيث إستفدنا من التعادل الذي سجله الترجي التونسي أمام الأهلي، طبعا كانت أمامنا عدة خيارات أن نفوز أو نتعادل، بل حتى الخسارة كانت ستؤهلنا إلى دور دور الربع، لكن هذه هي كرة القدم تفاجئك في بعض الأحيان بمعطيات لا تكون في الحسبان. - المنتخب: لكنكم إخترتم الطريق الأصعب، كان بالإمكان أن يقصى الوداد لو فاز الأهلي على الترجي خاصة أن الخسارة لن تقصي الفريق التونسي؟ ميشيل دوكاسطيل: فعلا إخترنا الطريق الأصعب فلا أحد كان يريد أن يسلك هذا الطريق، يمكن القول أننا لعبنا بالنار بعد هذه الخسارة، لكن الكرة ربما أنصفتنا لأننا وقعنا على مسار جيد طيلة مشوار المنافسة، ولم نكن لنستحق الإقصاء بغض النظر عن هذه المباراة التي كانت بالنسبة لي الأسوأ طيلة المشوار الإفريقي. - المنتخب : برأيك ما الذي رجح كفة مولودية الجزائر في هذه المباراة؟ ميشيل دوكاسطيل: كنا ندرك أنها مباراة جد صعبة ولا أحد كان يستصغر الخصم، كل ما في الأمر أن الفريق الجزائري كان متحمسا أكثر من لاعبي فريقنا، وكانت له رغبة في تحقيق الفوز في هذه المباراة، كنا ندرك أنه كان مشحونا من أجل المصالحة مع جماهيره، كان فريق المولودية يريد تصحيح أوضاعه على حسابنا خاصة أنه كان يجري آخر مباراة له في دوري أبطال إفريقيا. - المنتخب : ألا تعتقد أن الضغط كان من بين الأسباب الأساسية لخسارتكم في هذه المباراة؟ ميشيل دوكاسطيل: طبعا وبنسبة كبيرة، مع الأسف أن اللاعبين تعذر عليها التخلص من هذا الضغط رغم المجهودات التي قمنا بها، الوداد كان هو المعني الأكبر في هذه المباراة وكان سيحدد مصيره في المجموعة، لذلك كان لا بد من الخروج بنتيجة إيجابية، الفريق الجزائري لم تهمه كثيرا النتيجة وكان يلعب بدون ضغط، بل كان بعيدا عن كل الحسابات، لاعبونا تحملوا الضغط كثيرا وأدو الثمن غاليا. - المنتخب: لعله هاجس الإقصاء هو ما كان يسيطر كثيرا على اللاعبين؟ ميشيل دوكاسطيل: بالفعل هو الخوف من الإقصاء الذي انتاب عناصرنا، كان القلق يراود اللاعبين من مغبة ضياع حلم التأهل في آخر مباراة من دور المجموعات وعدم الإستفادة من الجهد الذي قدموه طيلة مباريات المنافسة، من حسن الحظ أن الوداد لم يخرج خاوي الوفاض من مشاركته، لذلك أعتقد أن الفريق الأحمر كان يستحق المرور إلى المربع الذهبي عن جدارة. - المنتخب: وماذا عن المستوى التقني ومجريات المباراة؟ ميشيل دوكاسطيل: تقنيا لم يكن فريق مولودية الجزائر أفضل منا، ما رجح كفته هو الحماس الذي إنتابه للبحث عن الإنتصار، أما على المستوى التقني فقد كانت أيضا أمامنا ثلاث إلى أربع فرص لم تكلل بالنجاح، ثم إن الفريق الجزائري سجل هدفين في خمس دقائق وقد كان محظوظا في توقيت تسجيلهما، ناهيك أيضا عن الهدف الثالث الذي زاد من صعوبة المباراة على اللاعبين. - المنتخب: وُضعت مجموعة من الأسئلة حول إشراك أونداما كأساسي أو الاحتفاظ به في دكة الإحتياط؟ ميشيل دوكاسطيل: أونداما لم يستعد معنا طيلة الأسبوع وكانت له ظروف قاهرة لم تسمح له بالحضور إلى الكونغو، كنا في الواقع بحاجة لحضوره في المباراة إعتبارا للإمكانيات التي يتوفر عليها، علما أنه لم يشارك في مباراة الأهلي للتوقيف، لذلك حاولنا الإستفادة من إمكانياته، علما أن الكل قال إنه ترك فراغا في تلك المباراة، لقد استطاع أن يقاوم بدنيا لكننا لن نلوم أي أحد وليس من عادتي أن أنتقد لاعبا ما أو أحمله مسؤولية الخسارة، كل ما في الأمر أننا لم نكن في المستوى وكانت هناك عوامل كما سبقت الإشارة إليها هي ما أثرت علينا. - المنتخب: ربما كانت المباراة أمام المولودية الأصعب طيلة هذا المشوار؟ ميشيل دوكاسطيل: إعتبارا لمعطياتها فإنها كانت المباراة الحاسمة والمؤدية لدور المربع الذهبي، ربما من هذا الجانب كانت تكمن أهميتها، علما أن جميع المباريات كانت حاسمة وهامة لأن النقاط تبقى حاسمة في دور المجموعات، حيث لا يجب التفريط في جميع المباريات ومحاولة جمع أكبر عدد من النقاط، لذلك أعتبر أن جميع المقابلات كانت صعبة، علما أن هذه المجموعة إكتست طابعا محليا وهو ما زاد من صعوبتها، حيث تعرف الأندية بعضها البعض. - المنتخب: لا شك وكباقي اللاعبين ربما تتأسف على ضياع النقاط الثلاث أمام الأهلي المصري؟ ميشيل دوكاسطيل: واقع المباراة يؤكد أن الوداد أداها جيدا خاصة في الجولة الثانية، حيث كان الأقرب للفوز من خلال الفرص الذهبية التي أتيحت للاعبين، لم تكن مباراة الأهلي هي الوحيدة التي خاننا فيها الحظ، ولكن مباراة الترجي هي الأخرى وقف أمامنا الحظ العاثر واكتفينا بنقطة التعادل، لذلك أؤكد أن جل مبارياتنا كانت في المستوى باستثناء مباراتنا الأخيرة أمام مولودية الجزائر. - المنتخب: الكثيرون يعتقدون أن الوسط الدفاعي يشكو من بعض المشاكل؟ ميشيل دوكاسطيل: لا يمكنني أن أحمل خط الدفاع وحده مسؤولية الخسارة، نحن نعمل في إطار جماعي وكلنا يتحمل مسؤولية النتائج الإيجابية أو السلبية كما هو الحال في مباراتنا أمام مولودية الجزائر، فالفريق لم يكن في المستوى ولم نظهر بنفس الصورة التي كان ينتظرها الجمهور الأحمر، هذا يؤكد أننا سنواصل العمل وتصحيح الأخطاء، لا تنسى أننا في أول الموسم وطبعا سيكون عاديا أن تظهر بعض الشوائب التي سنسعى لتصحيحها مع مرور الوقت. - المنتخب: أي خلاصة خرجت بها من هذه المباراة؟ ميشيل دوكاسطيل: طبعا كانت المباراة مفيدة للاعبين، فكما يقال الضربة التي لا تفتل تقوي، كنا محظوظين لأن الخسارة لم تمنعنا من المرور إلى المربع الذهبي، هذه الهزيمة أوضحت للاعبين العديد من الأمور منها عدم استصغار الخصم مهما كانت وضعيته وقيمته، لذلك أتمنى من اللاعبين أن لا يكونوا ضحية الغرور وأن تكون هذه الخسارة ذات فوائد كثيرة على اللاعبين. - المنتخب: كيف ترى حظوظ الوداد في المربع الذهبي، أو بالأحرى هل تعتقد أن الوداد مستعد لدخول هذا الإستحقاق؟ ميشيل دوكاسطيل: الأمور الآن ستتغير ولا علاقة لها بمباريات دور المجموعات، سندخل حسابات أخرى، حيث أن الأمور ستلعب خلال مبارتي الذهاب والإياب وبالتالي يجب التعامل مع هذه المرحلة بشكل جيد، إذ لا مجال للتفريط في كل الفرص، كما قلت فإن مواجتنا أمام مولودية الجزائر منحتنا العديد من الدروس التي نتمنى أن نستفيد منها، لذلك نثوق لنكون في الموعد ونحسن أداءنا في المواجهة المقبلة أمام إنييمبا. - المنتخب: بالطبع الخصم القادم لن يكون سوى إنييمبا النيجيري، كيف تقرأ فنجان هذه المواجهة؟ ميشيل دوكاسطيل: فعلا سنلاقي إنييمبا النيجيري في الدور القادم، سنلعب مباراة الذهاب على أرضنا فيما سنخوض الإياب داخل قلاعه، نعرف أن الفريق النيجيري يملك مستوى جيد وسبق أن فاز بلقب هذه المنافسة وله تجارب محترمة على الصعيد الإفريقي، ما يؤكد أن المباراة ستكون مثيرة وصعبة على الفريقين، علينا أن نستغل مباراة الذهاب التي ستجرى على أرضنا من أجل تسجيل نتيجة مريحة تقينا شر الإياب. - المنتخب: هل كنت تتابع نتيجة المباراة الأخرى بين الأهلي والترجي؟ ميشيل دوكاسطيل: كنت أركز على مباراتنا لأن همنا الوحيد كان هو العودة بنتيجة إيجابية لتفادي الدخول في متاهة الحسابات، طبعا كنت بين الفينة والأخرى أسأل عن النتيجة من مساعدي، لكن لم تكن لدينا نية في الإتكال والإعتماد على نتيجة المباراة الأخرى لحسم التأهل لأنني أدرك أن رهن مصيرنا على مباراة أخرى فذلك يعتبر مخاطرة كبيرة من طرفنا، رغم أننا في الأخير إستفدنا من انتهاء المباراة بالتعادل. - المنتخب: أكيد أنك وجدت الآن فريقا يملك العديد من النجوم الذين لهم نفس المستوى، كيف تتعامل مع هذه التشكيلة الغنية؟ ميشيل دوكاسطيل: الفرق الكبيرة هي كبيرة بترسانتها البشرية، لكن تبقى مسألة استغلال الإمكانيات الجماعية هو الأساس، لقد آثرنا إغناء تشكيلتنا إعتبارا للواجهات التي نلعب عليها، هناك البطولة وكأس العرش ودوري أبطال فريقيا التي تبقى واحدة من المنافسات لتي تتطلب جهدا كبيرا من اللاعبين، تجربتنا الأخيرة في المنافسة الإفريقية أكدت مدى المتاعب الممكن أن يجدها اللاعب على المستوى البدني بحكم قوة وصعوبة المباريات وكذا تقارب مواعيدها. - المنتخب: هل توصلت إلى عنصر الإنسجام الذي تتوخى الوصول إليه خاصة أن هذا العامل يبقى أساسيا لنجاح أي فريق؟ ميشل دوكاسطيل: بالفعل هذا المعطى يبقى جد هام بحكم أننا استقدمنا العديد من اللاعبين الجدد، لقد حاولنا جاهدين في الفترة الأخيرة الرفع من منسوب الإنسجام والتلاحم خاصة أن منافسة دوري أبطال إفريقيا لم تمهلنا كثيرا وداهمتنا مع انطلاق الموسم، هناك لاعبون جدد سيدخلون أجواء التباري وسيكون ذلك دافع جيد من أجل خلق منافسة بين جل اللاعبين. - المنتخب: الكثير من المتتبعين بالمغرب يراهنون أيضا أن الوداد يبقى المرشح الأقوى للفوز ببطولة هذا الموسم، إعتبارا للثورة البشرية التي قام بها مع انطلاق الموسم؟ ميشيل دوكاسطيل: هو تكهن سابق لأوانه ومن الصعب آنيا الحديث عن الفريق البطل، الوداد لن ينقص من قيمة أي فريق وكل الأندية لها حقها المشروع من أجل المنافسة، لكن الوداد سيحاول جاهدا استغلال الإمكنيات التي يتوفر عليها من أجل تحقيق أهدافه، أعتقد أن جميع الأندية إستعدت بشكل جيد خاصة أن الكرة المغربية دخلت عهد الإحتراف، ما يؤشر أن بطولة هذا الموسم ستكون جد صعبة. - المنتخب: أكيد أن تجربتك تختلف عن تلك التي كانت لك مع الوداد عندما قدت الفريق عام 2004؟ ميشل دوكاسطيل: فعلا هناك إختلاف من حيث التجربة وكذلك الأهداف، اليوم الوداد عازم كل العزم على إعادة سطوته لتلميع صورته محليا وقاريا، هناك عمل كبير يقوم به المسؤولون من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة، لذلك نتمنى أن يتكلل العمل الذي تقوم به جل فعاليات الفريق بالنجاح، لأني أعتقد أن الوداد يستحق مراتب أفضل مما عليه، أنا متأكد أن الأمور ستسير بشكل جيدا مستقبلا. - المنتخب: ربما أنك وجدت واقعا كرويا آخرا قد تغير مقارنة بتجربتك الأخيرة؟ ميشيل دوكاسطيل: بالفعل، الكرة المغربية في تطور مستمر سواء على مستوى البنيات التحتية حيث هناك مجهودات كبيرة يقوم بها المسؤول من أجل وضعية أرضية مناسبة للمارسة، حيث أصبحنا نتابع مباريات فوق ملاعب جيدة مع إقدام المسؤولين على تشجيع الأندية لبناء مراكز التكوين، أيضا على المستوى التقني الذي تطور أيضا اعتبارا للتحولات التي تعرفها الكرة المغربية، حيث تسير منذ فترة في الطريق الصحيح. - المنتخب: أكيد أنكم دخلتم الموسم الجديد بإيقاع مرتفع جراء المباريات التي خاضها الوداد، علما أنه تنتظركم أجندة مملوءة في الأسبوع القادم؟ ميشيل دوكاسطيل: نعرف أن المشاركة في المنافسة الإفريقية تتطلب إعدادا بدنيا جيدا في ظل تقارب المواعد الكروية، كما هو الحال للرحلة الأخرى التي تنتظرنا يوم الأربعاء إلى العيون لمواجهة شباب المسيرة، وتنتظرنا مباراة مؤجلة عن الكأس، هي إذن ضريبة اللعب على عدة واجهات، يجب أن نتعامل جيدا مع المراحل القادمة بدنيا ونفسيا. - المنتخب: ربما ستكونون بحاجة إلى الجمهور المغربي في المرحلة القادمة خاصة في المواجهة القادمة أمام إنييمبا النيجيري، أي رسالة توجهها له؟ ميشيل دوكاسطيل: هذه فرصة لأشكر جمهور الوداد الذي ظل وفيا لتشجيعه لنا بدليل الحضور المكثف الذي تابعناه في مبارتي الترجي والأهلي، لذلك لا أعتقد أن الجمهور الأحمر سيتخلف عن مواجهة إنييمبا، إذ منتظر أن يحضر بكثافة خاصة أن اللاعبين هم بحاجة إلى دعم وتشجيع الوداد في هذه المباراة الصعبة. حاوره بالجزائر:
